الخميس 18 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

سوريا تتوعد منفذي اعتداء دمشق بـ أقصى العقوبات

سوريا تتوعد منفذي اعتداء دمشق بـ أقصى العقوبات
29 سبتمبر 2008 01:51
أكدت القيادة المركزية للجبهة الوطنية التقدمية الحاكمة في سوريا أمس عزمها على مواصلة العمل لاستئصال بؤرة الإرهاب والإرهابيين وملاحقة ومحاسبة المسؤولين عن التفجير الارهابي الذي استهدف دمشق أمس الاول وإنزال أقصى العقوبات بحقهم· وسارعت اسرائيل امس الى نفيها بشكل قاطع اي علاقة بالتفجير الارهابي· في وقت لم تعلن أي جهة بعد مسؤوليتها عن اعتداء السيارة المفخخة في دمشق والذي أسفر عن سقوط 17 قتيلا و14 جريحا· وجاء في بيان أصدرته القيادة المركزية السورية ''أقدمت أيد آثمة غادرة صبيحة السبت على عمل ارهابي جبان وجريمة بشعة أدت الى اغتيال عدد من الابرياء واصابة عدد آخر بجروح منهم أطفال وشيوخ ورجال كانوا في طريقهم الى أعمالهم ومصالحهم وان القيادة المركزية التي تضم ائتلاف أحزاب بقيادة حزب البعث الحاكم وإذ تدين الجريمة والجهات التي تقف خلفها تجدد العزم على مواصلة العمل لاستئصال بؤرة الارهاب والارهابيين''· وأضاف البيان ''أن أولئك المجرمين فقدوا إحساسهم بالمشاعر الانسانية وتعطلت لديهم رابطة الاخاء والانتماء القومي وباعوا أنفسهم للشيطان ولمن اشتراهم من أعداء الامة فاستحقوا غضب الشعب ونحن مصممون على ملاحقتهم ومحاسبتهم وإنزال أقصى العقوبات بهم والسير قدما في طريق اجتثاث الارهاب''· ونفى وزير الشؤون الاجتماعية الاسرائيلي اسحق هيرتزوغ نفيا قاطعا تورط اسرائيل في الاعتداء بالسيارة المفخخة في دمشق· ونقلت الاذاعة الاسرائيلية العامة عنه قوله ''من المستبعد ان ترتكب اسرائيل مثل هذا العمل خصوصا في الوقت الذي نتفاوض فيه مع سوريا للتوصل الى اتفاق سلام''· ورأى الوزير الذي كان يتحدث على هامش الاجتماع الاسبوعي للحكومة ''انه قد يكون لايران مصلحة في هذا الاعتداء لتخريب اي تقارب بين سوريا والغرب· وكانت صحيفة ''الوطن'' السورية وضعت في وقت سابق اسرائيل على قائمة المشبوهين من دون ان تحدد بدقة اي اتهام· وقالت ''أما عن المستفيد مما جرى ، فبعيدا عن الانفعال والاتهامات العشوائية والمتسرعة من الطبيعي ان يكون هو كل من لا يريد لهذا البلد ان ينعم بالامن والسلام الذي امتاز به طوال السنوات الماضية''· وأضافت ''لكن للاسف فإن قائمة من يريدون الوصول لهذه النتيجة كثر علما ان هذه القائمة لا تبدأ باسرائيل وحدها ولا تنتهي بجماعات أساءت فهم الدين''· وما زال الغموض يسيطر حول الجهة التي تقف وراء الاعتداء الارهابي وسط آراء متعددة لبعض المحللين بينها من اعتبره (الاعتداء) رسالة من اسرائيل وبعض لم يستبعد تورط قوى متطرفة في المنطقة· وقال المحلل السياسي فواز ناجية ''ان الاعتداء مرتبط بالتوتر المتصاعد بين السنة والشيعة''· وأضاف ''نشر مركز دراسات سوري يتخذ من لندن مقرا تقريرا مؤخرا مفاده ان ايران تدفع ملايين الدولارات في سوريا من اجل حمل السنة على اعتناق الشيعية''· وذكر ان الرئيس السوري بشار الاسد عبر أخيرا عن مخاوف من حصول تداعيات في بلاده للتوتر السني الشيعي في طرابلس في شمال لبنان· بينما قال المحلل السياسي السوري رزوق غاوي ان اعتداء دمشق بالنسبة اليه لا علاقة له بأي صراع طائفي بل هو عمل سياسي ورد على تحسن العلاقات بين دمشق والعواصم الغربية· وقال ''ان التطورات الاخيرة الايجابية في العلاقات السورية والفرنسية خصوصا تعزز موقع دمشق الدولي وهذا لا يعجب اسرائيل''· وربط مصدر لبناني رفيع المستوى بين التفجير الذي طاول دمشق والوجود الأصولي والسلفي الكثيفين على الحدود الشمالية اللبنانية مع سوريا، وحذر من امتداد موجة التفجير إلى بعض الدول الأوروبية المجاورة · وقال المصدر الذي طلب عدم ذكر اسمه لـ''وكالة الأنباء الألمانية'' إن ما يبرر هذا التوجه هو الوضع المستجد في شمال لبنان بعد انتشار القوات السورية على الحدود وبشكل مدروس منع الأصوليين من التمدد شمالا باتجاه سوريا، والعودة منها إلى سائر الدول العربية التي يمكن أن تحتضنهم· وأضاف المصدر اللبناني أن طبيعة الأرض التي يتواجد عليها الاصوليون في شمال لبنان تحتم حقيقة لا تقبل الجدل ، فإمكانية تمددهم باتجاه جنوب أو شرق لبنان معدومة ومستحيلة وذلك لوجود مناطق مسيحية واسعة، كما ان هذه المعادلة تنطبق أيضا على إمكانية التمدد شمالا، حيث فرض الجيش السوري المنتشر حديثا جدارا أمنيا يستحيل خرقه بشكل يؤسس لإنشاء خلايا· وقال إن هذا الواقع يحتم أن يكون المعبر الوحيد المتاح أمام الأصوليين والسلفيين للتمدد أو حتى للخروج من الدائرة الشمالية المقفلة عليهم هو باتجاه البحر المتوسط القريب في نفس الوقت من بعض الدول الأوروبية والعربية التي يمكن الوصول إليها بسهولة من خلال عمليات تسلل مدروسة ومتاحة· وحذر المصدر من توسع العمليات الإرهابية وتعميم التجربة على بعض الدول المعنية بأزمة المنطقة لاسيما أن الصراع الشيعي السني لم ينته بعد، وهو على ما يبدو مرشح للتصاعد، وليس العكس في ظل عملية إعادة خلط أوراق واسعة النطاق تطاول المنطقة العربية برمتها انطلاقا من تبدلات مرشحة للتحكم بمسار الأزمة ليس أولها الإدارة الأميركية الجديدة ، وكيفية تعاطيها مع أزمة الخليج عموما وإيران خصوصا، ولا ثانيها سياسة الحكومة الإسرائيلية الجديدة التي قد تبصر النور خلال أيام تجاه عملية السلام وتعاطيها مع سوريا و''حزب الله'' وحركة ''حماس''· وتابع المصدر اللبناني ''كل هذه ملفات شائكة ومترابطة بشكل وثيق لا يمكن فصلها عن بعضها البعض في عملية تكوين الخريطة السياسية للمنطقة العربية بعد سلسلة التطورات السياسية التي لا يمكن العودة عنها، على غرار الدخول الأميركي العسكري إلى الخليج وتحكمه بمساره بشكل كامل، بما يدفع أيضا الأصولية إلى المزيد من التحرك لإيجاد واقع ضاغط على جميع المعنيين من دون استثناء· ورأى المصدر انه استنادا إلى هذه الخريطة السياسة والأمنية المعمول بها راهنا في المنطقة فإن لبنان مرشح أيضا إلى المزيد من محاولات الخرق الأمني في ظل واقع مكشوف على كل الاحتمالات، لاسيما أن المعنيين بالأزمة يدركون هشاشة الموقف العام المرشح للتصاعد، بدليل دوران جميع المعنيين حول الأزمة من دون ملامسة الأسباب والحلول على ما جرى خلال الأيام الماضية من مصالحات ظاهرها مقبول ومضمونها مرفوض بالكامل·
المصدر: دمشق-القدس
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©