فيرون: الجدية وتغليب روح العمل الجماعي أهم مفاتيح المجد

نظمت إدارة الرعاية الرياضية بمجلس أبوظبي الرياضي لقاء لبعض لاعبي أندية العاصمة مع النجم الدولي الأرجنتيني المخضرم خوان سباستيان فيرون، قائد فريق استوديانتس الذي يتطلع لتحقيق إنجاز تاريخي عندما يواجه برشلونة غدا في نهائي مونديال الأندية بمدينة زايد الرياضية. حكى النجم الأرجنتيني الشهير (35 عاما) خلال اللقاء تفاصيل تجربته الاحترافية ومشواره الكروي منذ البداية وحتى محطته الحالية في نادي استوديانتس الذي يعتبر مهد اللاعب ومحطة انطلاقه. حضر اللقاء الذي نظم بقاعة ليوا بفندق انتركونتننتال أبوظبي صباح أمس، عارف العواني، مدير إدارة الرعاية الرياضية بمجلس أبوظبي الرياضي، وعبد الله ناصر الجنيبي رئيس اللجنة الفنية برابطة المحترفين وأحمد سعيد مشرف كرة القدم بنادي الجزيرة ولفيف من إداريي ولاعبي أندية أبوظبي، كما حضره أيضا روبن ادواردو سفير الأرجنيتين بالدولة، ودورين ماتياس رئيس نادي استوديانتس ونائبه جوستافو. واستهل عارف العواني الحديث في اللقاء، حيث قدم السيرة الذاتية للنجم الأرجنتيني الذي لعب في دوري بلاده بالإضافة للكالشيو الإيطالي والدوري الإنجليزي قبل أن يشد الرحال من جديد إلى بلاده، ويعود لنقطة انطلاقته الأولى نادي استوديانتس كما قدم العواني نبذة مختصرة عن البطولات التي حققها فيرون خلال مشواره الكروي. انطلاقة مبكرة وبدأ فيرون سرد مشواره الكروي بتأكيد أنه منذ نعومة أظافره كان شغله الشاغل، كرة القدم التي لم يكن يلعب غيرها وقد تولد لديه هذا الحب من والده لاعب الكرة السابق في استوديانتس الذي حقق معه إنجازات، غير أن والدته كانت تتمنى أن يشكل مستقبله بعيدا عن حبه كرة القدم، وأن يتجه للتحصيل الأكاديمي، ولكن كان من الصعب عليه أن يتحول عن الكرة التي مثلت أسلوب حياة له، وبعد رحلة مع والده إلى كولومبيا عاد وانضم إلى الفرق الصغيرة، وتدرج حتى وصل للفئة الأولى وهي مرحلة تعتبر الأهم في مسيرة أي لاعب بالذات في نادي استوديانتس، الذي لم يكن التعلم فيه نظريا في الغرف المغلقة بل في الملعب وبطريقة عملية، وقال: يعتبر الملعب هو المكان الذي تتكون فيه وتتشكل شخصيتك كلاعب وتتقدم في الحياة. وأضاف: انطلقت من بوكا جونيور ومن ثم انطلقت الى أوروبا، وكان من حسن حظي أن ألعب مع النجم مارادونا وبعض اللاعبين الكبار في كرة القدم في تلك الفترة لمدة 6 أشهر، وكانت هذه فترة مميزة لي تعلمت خلالها أيضا الكثير، وإجمالا فإن فترة التكوين هي التي يتم فيها التحول خطوة خطوة من الهواية إلى الاحتراف، ومن أهم المعينات فيها المديرون الفنيون واللاعبون الذين تزاملهم، فمن المفيد جدا أن تتلقى الخبرات من الذين هم أكثر منك خبرة. وضع مختلف وواصل فيرون سرده لتفاصيل المشوار، وحول الصعوبات التي واجهها في بدايته، قال فيرون: كان وضعي مختلفا عن أقراني في تلك الفترة لأنني عندما بدأت كنت أحمل لقب والدي، لكن بشكل عام يجب أن تكون المنافسة شريفة مع الزملاء من اللاعبين، وأن يكون أمامك مدرب يرى فيك مستقبلا واعدا، وكل خطوة تقود للأخرى وما أريد تأكيده هو أنه بالرغم من أنني اخذت لقب والدي لكنني لم أصل الى مستواه خلال مسيرتي وهذا ليس تواضعا بل حقيقة. وأرجع النجم الأرجنتيني رغبته في حصد المزيد من الإنجازات و إصراره في المباريات واحتفاظه بمستوى متميز دائما كفل له التواجد كأساسي في ناديه ومنتخب بلاده، إلى الجدية وعدم التنازل عما هو متاح أمامه، وقبل كل ذلك الإيمان بروح الفريق الواحد والعمل الجماعي، لأن كرة القدم ليست لعبة فردية، وهي تقوم على الانسجام والتعاون بين أعضاء الفريق. نصائح للشباب وعن النصائح التي يمكن أن يقدمها للشباب من لاعبي كرة القدم، ضرب مثالا بأن هناك بعض الشباب قد قطعوا مسافة كبيرة في عالم كرة القدم، وقال: مثلا لاعب مثل ميسي وهو زميلي في المنتخب لا أستطيع تقديم النصح له حول مستقبله بأن أحفزه على شراء شقة مثلا، لأنه بالتأكيد يملك 20 شقة لكن الشباب في استوديانتس يمكن أن تقدم لهم مثل هذه النصيحة وبصفة عامة فإن اللاعب الشاب عليه العمل وأن يضع الوصول للمجد هدفا أمامه يسعى نحوه وأن يكونوا سعداء بما يفعلونه وأن يحبوا كرة القدم كمهنة وأن يحاولوا دائما الوصول الى ما يحلمون به، وأنا شخصيا كنت أحلم بأن أصل إلى ما وصلت إليه وهو المجد والذي يتحقق فقط بالعمل الدوؤب. وتابع: هناك ظروف سئية تواجه اللاعب وأخرى جيدة، ويجب على اللاعب أن يستغل الظروف الجيدة حتى يستطيع التصرف في الظروف السئية، وكما أكدت من قبل خدمة الفريق هي الأساس في التقدم نحو المجد، لذلك يجب على اللاعب التخلي عن الأنانية ويضع نفسه في خدمة الفريق. ومضى يقول: الاحساس بالظلم أو عدم التقدير قد تفرضه طبيعة البشر في بعض الاحيان (معلقا على قرار مارادونا نزع شارة قائد منتخب التانجو عن زانيتي)، وقال: قد يتأثر اللاعب لكن الإحساس بذلك يجب ألا يظهر، معللا عدم اختياره للمنتخب الأولمبي بكونه تجاوز ذلك بمزيد من العمل. الحرية وحدودها وتناول فيرون حياته بعيدا عن الملعب، وكشف: المعروف أن التدريبات اليومية مع الفريق مدتها ساعتان لكنني أتدرب مثلهما منفردا وأعيش حياتي بصورة طبيعية ودون قيود، لكن بطريقة محددة لا تخرج عن الإطار العام لانضباط اللاعب المحترف من حيث السهر أو غيره من الأمور التي تؤثر على لاعب كرة القدم. ورفض النجم الكبير الحديث عن أعماله الخيرية التي يقوم بها لكنه أكد أنه ليس وحده بل هناك زانيتي وغيره من اللاعبين والمدربين الذين يساعدون الناس في الأرجنتين التي تمر بظروف صعبة، وإذا لم نساند بعضنا البعض فلا ننتظر المساندة من الآخرين وكما يقول المثل ما يأكله واحد سيكفي الجميع. أكد أن الهدف تثقيف اللاعبين العواني: اخترنا «فيرون» لأنه نجم وقدوة في الملاعب أبوظبي (الاتحاد) - قال عارف العواني، مدير الرعاية الرياضية بمجلس أبوظبي الرياضي إن فكرة جعل أحد النجوم العالميين يحكي تجربته للاعبينا الذي دخلوا عالم الاحتراف منذ وقت وجيز، نبعت من ضرورة الاستفادة القصوى من حدث مثل كأس العالم للأندية الذي تستضيفه الدولة، وأما لماذا فيرون بالذات؟ فلأنه من اللاعبين المخضرمين في عالم كرة القدم وإلى جانب عطائه المتميز في الملعب يعتبر من اللاعبين القدوة والذين يعتبرون مثلا أعلى في هذا المجال، من خلال عطائه الثري وحرصه على التميز والانضباط والالتزام رغم أنه في منتصف الثلاثينيات من العمر. أضاف العواني: أعتقد أن التجربة حققت أهدافها والرسائل التي وجهها فيرون من خلال هذا اللقاء مهمة ولعل أبرزها حثه على الاجتهاد والعمل المتواصل وتغليب روح الجماعة على الذاتية والأنانية، بجانب تواضعه في الحديث عن نفسه وتجربته في العمل الخيري.. كل هذه جوانب تثقيفية مهمة للاعبينا الذين نحرص على رفع معدل ثقافتهم الاحترافية بمثل هذه اللقاءات التي تعد امتدادا لما بدأناه خلال فعاليات مونديال الأندية من تنظيم منتدى الرعاية الرياضية في الأيام الماضية. وأوضح: فيرون مثال جيد كلاعب في أواخر مشواره الكروي واستطاع أن يمنح اللاعبين جرعات جيدة في كيفية التفكير في مستقبلهم الكروي والتركيز على العمل والانضباط وما إلى ذلك، من الأمور المتعلقة بالاحتراف والعمل بروح الفريق الواحد، ونحن نشكر له ولإدارة نادي استوديانتس تجاوبهم السريع في تنظيم هذا اللقاء وقد ناقشنا مع النادي الأرجنتيني كيفية تطوير التعاون بينه وبين مجلس أبوظبي الرياضي في المستقبل حتى نحقق الفوائد المرجوة