السبت 20 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
التعليم والمعرفة

ندوة تناقش تحديات ومعايير الكتابة إلى الطفل

ندوة تناقش تحديات ومعايير الكتابة إلى الطفل
25 ابريل 2013 00:27
الشارقة (الاتحاد)- عقد ضمن البرنامج الثقافي لمهرجان الشارقة القرائي للطفل أمس، بقاعة ملتقى الكتاب بالشارقة ندوة بعنوان «دور النشر الإماراتية والدور المتوقع في ثقافة الطفل» وتناول العديد من الموضوعات التي شملت استعراض تجارب شخصية في الكتابة، والشروط التي يتعين توافرها في الكتابة للطفل، والتحديات التي تواجهها ثقافة الطفل في ضوء التقنيات الحديثة. وشارك في الندوة كل من الكاتبة ذكرى لعيبي مدير تحرير مجلة الشرطي الصغير، والباحث محمد الهاشمي مدير الإدارة لمؤسسة «إقرأني»، وأدار الحوار عائشة عبد الله بحضور عدد من المتخصصين بشؤون أدب وثقافة الطفل والإعلاميين والضيوف والزائرين. وعن الفرق في التعاطي مع ثقافة الطفولة بين الماضي والحاضر، وفيما اذا كانت وسائل الإعلام قادرة على إشباع ميول الطفل الثقافية، ومدها بالمعلومات المعرفية اللازمة، والبدائل الممكنة التي تعين أن تغذي الطفل ثقافياً ليكون مرتبطاً بالجذور المحلية، وقادراً على تلبية متطلبات الانتماء والمواطنة. في الإطار ذاته تم استعراض عدد من الأمور التي تخص قطاع النشر في الدولة بشكل عام، والهموم التي تعترض عمل الناشر، وطبيعة التعامل بين الناشر والكاتب، والمصاعب التي تعترض إمكانيات التوفيق بين مايريده الناشر والكاتب، كما تم استعراض بعض الأمثلة الخاصة بالقيم الرقابية التي يمكن ان تتحكم بسلوك الكتاب والناشر لأدب الأطفال، إضافة الى مناقشة مقترحات يمكن ان تعين الناشر على مد الطفل القارئ بمنتوج ثقافي ملائم فكرياً ومادياً بالتعاون مع جهات أخرى. واستهلت الكاتبة ذكرى لعيبي تجربتها الكتابية التي انطلقت بالتزامن مع مراحل طفولتها العمرية، وأكدت ان الكتابة للطفل تحتاج معايير مهمة منها ان يكون لكل مرحلة عمرية من الطفل مايناسبه من القصص، فليست القصص المخصصة للأطفال بعمر أربع سنوات على سبيل المثال يمكن ان تناسب أعمار ست سنوات أو ثماني سنوات، كما أوضحت أن التحكم في خيال الطفل واهتماماته يحده من الإبداع، وان من المهم الاستماع إلى رأيه إذا كان الكاتب حريصا على إنتاج عمل ابداعي يستقطب الطفل ويجذبه. وأضافت لعيبي «لابد أن نتجه إلى أن تكون القراءة او التعليم لا يقتصر على مجرد المتعة، وإنما الى بناء سلوك وقيم محمودة في المجتمع بنفوس الأطفال، وان يصب محتوى القصص في بناء أهداف تربوية تعليمية طويلة الأجل لاعارضة، وان نراعي الفرق الواضح بين طفل اليوم والأمس، لاختلاف الثقافة وطبيعة المستجدات المعروفة في حياتنا الحالية، بل إن أطفال اليوم يطالبون بقناة خاصة لهم، يقومون هم بأداء فقراتها، والتعبير عن مكنونات أنفسهم المختلفة، ولو أخذت هذه الخطوة بعين الاعتبار فلاشك إنها ستحصد نتائج لافتة على المستقبل القريب». في الإطار ذاته قال الباحث محمد الهاشمي «يتفق الجميع إن التقنية الحديثة كانت وراء تقليل القراءة ليس عند الطفل فقط وإنما عند شريحة واسعة من البالغين بمن فيهم القراء، وان التشجيع على القراءة يحتاج مناقشات وصور وأساليب جديدة يمكنها أن تشكل مناخاً جاذباً للطفل من شأنه أن يعزز فيه حب القراءة مع إيماننا إنه لايمكن إيجاد محتوى ثقافي واحد يمكن أن يتفق مع جميع ميول الأطفال واهتماماتهم المختلفة». وذكر الهاشمي إن بعض القصور الذي ينتاب كاتبي الأطفال – من وجهة نظره ككاتب – يعود إلى عدم مراعاة الكاتب لدراسة نفسية الطفل، وهي جزء من منظومة قيمة كبرى تمتد إلى دراسة العادات والتقاليد واللغة والموروث الثقافي التي تسهم جميعا في تكوين ثقافته، وان النجاح في الكتابة يتوقف على استيعابها والعناية بها الى حد كبير، وكذلك الانتباه الى أهمية ابتعاد الكتابة عن الطريقة النمطية، والتوجه نحو بحث أساليب أخرى تنسجم مع عالم واقع الطفل الحالي لكي تحقق قدراً أكبر من النجاح. وحول العلاقة بين الناشر والكاتب بين الهاشمي انه يتعين أن تكون هناك رؤية محددة للكتابة لتكون محلاً للاختيار منها: ان تغذي في الطفل قيماً أصيلة لا دخيلة، وان تكون الرقابة الذاتية مهمة في طبيعة المحتوى الخاص بالنشر ومن ثم الكتابة، فليس كل مايكتب ينشر، وليس كل ماينشر صالحاً للنشر، وإن من المهم التشديد في الرقابة على مطبوعات البالغين أكثر من الرقابة على مطبوعات البالغين بخلاف الأسلوب الحالي، لان الطفل يمر بمرحلة بناء، وان البناء لابد ان يكون صحيحاً. وأشار الهاشمي في ختام الحوار إلى أهمية ان يكون هناك تعاون بين جهات داعمة وبين الناشرين لتأمين تقديم مطبوعات ذات أثمان معقولة إلى السوق، وإتاحتها للأطفال، وذلك لأن غلاء المطبوع ليس مشكلة الناشر وحده، فهناك تكاليف المؤلف، والطباعة الفاخرة، والتسويق، والتوزيع، إضافة الى إن الكتب في العالم العربي عموماً لاتسجل تلك المبيعات الكثيرة التي يمكن معها النظر بشكل آخر إلى الأرباح المتوقعة، وانه لابد من إعادة النظر في دعم الجهات المعنية لكتاب الطفل لكي يمكن أن نتقدم خطوة أخرى في طريق دور حقيقي ومؤثر لدور النشر الإماراتية في بناء ثقافة الطفل.
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©