25 ابريل 2012
عائشة الحسني (أبوظبي) - كثيرون يرون أن الحب ضروري قبل الزواج، لعدة اعتبارات تتعلق بالضرورة تقارب الطرفين، والتفاهم المشترك، والتوافق الذي ينتظر أن يحققه تقارب المشاعر وتآلفها. وفي المقابل هناك من يرى أن الحب ممكن أن يحدث بعد الزواج بفعل “العشرة”، وليس ضروريا أن يكون موجودا قبل الزواج. وأصحاب هذا الرأي يتعللون بأن التوافق والتقارب والتفاهم والألفة والود بعد الزواج كفيلة بأن تحقق الحب الحقيقي القائم على القناعة، وهو ما لا يكون موجودا في حالة الحب قبل الزواج، لأنه عادة ما يكون مقترنا بالعواطف أكثر من المنطق، ودعائمه عادة ما تستند إلى “الرومانسية”، والخيالات والأوهام والأمنيات والأحلام التي تصطدم بصخرة الواقع التي لا تعرف إلا الموضوعية والمسؤولية والحسابات الواقعية.
إلى ذلك، ذكرت فاطمة موسى، ربة منزل، أن “الحب هو أساس كل شيء، ولا يمكنك الزواج من شخص إذا كنت لا تعرفه قبل الزواج على الرغم من أن في بعض الأسر يرفضون تزويج ابنهم من المرأة التي يحدثها قبل الارتباط بها، إذ انهم يرون أن هذا خارج عن نطاق عاداتهم وتقاليدهم، وأن مثل هذه الأمور عيب في نظرهم ولكن أنا في نظري أن الحب بالتأكيد يأتي في المقام الأول قبل الزواج”.
وأكد حسن البلوشي “الحب القائم والعلاقة بين المرأة والرجل قبل الزواج أساسي لمعرفة ما يريده كل طرف من الآخر، فتكون علاقتهم مبنية على التفاهم وعلى معرفة ميوله ورغباته وما يحب وما يكره وبهذا يتجنب الصدام الذي عادة ما يحدث في الزواج التقليد”. وترى أسماء أن “الحب قبل الزواج هو عاطفة قوية من المودة والشخصية وهو أيضا فضيلة تمثل كل اللطف، والرحمة”، معتبرة أن الحب قبل الزواج ليس عيبا، فالإنسان خلق من مشاعر ولا يستطيع أن يتحكم بقلبه، والحب يطرق الباب بدون أن يستأذنك، فما المانع إذ أحب اثنين بعضهما قبل الزواج وتفاهما وعرفوا بعضهما جيدا وارتبطا بعدها بعلاقة الزواج”.
وقال أحمد راشد “بالنسبة لي الحب بعد الزواج هو الأفضل، وأنا أعرف العديد من أصدقائي الذين تزوجوا بعلاقة حب قبل الزواج، وانتهى بهم المطاف إلى الكثير من المشاكل كالشك والغيرة، وأدى إلى الطلاق، وأنا أرى أنه من المفروض ألا يثق أحدا بوجود حب قبل الزواج، إذ أن هذا الزمن لا يوجد فيه حب وإنما تسلية من قبل الطرفين، ولكن الحب بعد الزواج هو الحب الأكثر صدقا ويستمر إلى الأبد”. في حين يرى طارق محمد أن هذه العلاقات غير المشروعة التي تجري قبل الزواج تكون سببا في جعل كل طرف يشك في الآخر، فالزوجة قد تفكر بوجود علاقة مماثلة مع امرأة أخرى، والزوج سيفكر التفكير نفسه ما يؤدي إلى اضطراب في حياتهم الزوجية”. وأضاف “أعتقد أن كل شريك يعيش في حالة من الشك والريبة، والتي ستدمر العلاقة بينهما عاجلا أو آجلا”
في سياق متصل، قال الدكتور حسين العثمان، رئيس قسم علم الاجتماع في جامعة الشارقة “أنا مع الحب قبل الزواج ولكن ضمن الإطارات الأخلاقية والشرعية. بشكل عام العلاقات الإنسانية مهمة بين الناس، وشكل العلاقات تختلف من مرحلة إلى أخرى من حياة الإنسان، وعندما يتعلق الأمر بالزواج فإن قرار كل من الزوجين يحدد مستقبل كل واحد منهما”. وأضاف “حالات الزواج في البلدان العربية وفي الإمارات بشكل خاص تقوم على أساس الأسلوب التقليدي للزواج، من خلال ترتيب من قبل أهل الزوج والزوجة، والكثير منها ينجح فيما قد يفشل آخرون”. وشدد العثمان على ضرورة أن يكون الحب قبل الزواج ضمن الإطارات الشرعية والأخلاقية، وألا يتأثر الشباب بما يشاهدونه على الفضائيات حيث تخرج العلاقة في المجتمعات الغربية عن هذه الإطارات ما يؤدي بدوره الى نتائج لا تحمد عقباها”.
عدد اليوم
