الجمعة 19 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

22 جهة تعرض تراث الإمارات في أم القيوين

22 جهة تعرض تراث الإمارات في أم القيوين
25 ابريل 2012
سعيد هلال (أم القيوين) - تشارك 22 جمعية متخصصة في التراث والفنون الشعبية، في مهرجان الإمارات التراثي، الذي تنظمه وزارة الثقافة والشباب وتنمية المجتمع في مركز أم القيوين الثقافي، حيث يعبر كل منها بتنوع برامجه عن البيئات المختلفة بالدولة. فنون وحرف تشارك في الفعاليات، التي انطلقت مؤخرا، 5 مؤسسات أخرى أبرزها جامعة الإمارات العربية المتحدة جائزة خليفة الدولية لنخيل التمر، وشركة الفوعة وشركة الشارقة للتمور وجمعية أصدقاء النخلة. وتستمر فعاليات المهرجان حتى اليوم، وتتضمن فقرات الفنون الشعبية والألعاب الشعبية والحرف والصناعات التقليدية ومعرض للصقور، وورشة للفنون التشكيلية الخاصة بالتراث ومسابقات تراثية ومعرضا للتمور ومنتجات النخلة ومعرضا للإصدارات التراثية الصادرة في الدولة وإصدارات مركز التراث الشعبي لدول الخليج العربية. ونظمت الوزارة على هامش المهرجان ملتقى تداوليا لجميع المهتمين بالتراث والهواة والجامعين، الذي يركز على دراسة الكنوز البشرية المتمثلة في “رواة التراث”، وتقديم بعض النماذج والتجارب في التعامل مع الرواة. وقدمت الجمعيات المعنية بالفنون الشعبية ورشا تدريبية للشباب ضمن “أجيالنا والفنون الشعبية” لممارسة هذه الفنون من أجل التواصل مع تراث الأجداد والحفاظ على هذه الفنون من الاندثار، نظراً لبلوغ الكثير من الممارسين للفنون الشعبية سن الشيخوخة، فلابد من الاستفادة من خبراتهم، لتوصيل هذه الفنون إلى الأجيال الجديدة حتى لا ينقطعوا عن هذا الموروث الشعبي الأصيل، وتضيع معالمه. وأكد بلال البدور، الوكيل المساعد للثقافة والتراث بوزارة الثقافة والشباب وتنمية المجتمع، أن تنظيم مهرجان الإمارات التراثي يأتي تزامناً مع الاحتفال باليوم العالمي للتراث، الذي حددته منظمة الأمم المتحدة للتربية والعلوم والثقافة “اليونسكو”، وصادف 18 من الشهر الجاري. وأضاف أن الإمارات تمارس تراثها باستمرار من خلال مسابقات الهجن والخيول ونوادي التراث والمراكز الثقافية وغيرها من الفعاليات المتجددة بأنحاء الدولة. وقال البدور إن من أهم أهداف وزارة الثقافة والشباب وتنمية المجتمع من تنظيم هذا المهرجان والعرس التراثي، هو إبراز الوجه الاجتماعي والثقافي للمجتمع المحلي والحفاظ على الهوية والأصالة التي يتميز بها شعب الإمارات، إضافة إلى مد جسور التواصل والتفاعل مع أفراد ومؤسسات المجتمع في الجوانب التي تعمل على تنمية المجتمع وتطويره. وأشار إلى أن فعاليات المهرجان تهدف إلى الحفاظ على الموروث الإماراتي الأصيل، والذي من شأنه الحفاظ على الهوية الوطنية وتعزيز مقوماتها ورفع مستوى الوعي بالثقافة الإماراتية. توثيق التاريخ من جانبها، قالت الدكتورة عائشة بالخير، مديرة إدارة البحوث والخدمات المعرفية بالمركز الوطني للوثائق والبحوث، خلال مشاركتها في مهرجان الأمارات التراثي المقام في أم القيوين، إن الثقافة بمفهومها العام تجمع القيم الاجتماعية والدينية، والموروثات من العادات والتقاليد، وتأثيراتها في بناء شخصية الإنسان، يتجلى ذلك في العلاقات الإنسانية التي تميز المجتمعات بخصائص ينفرد بها كل مجتمع. وأكدت أن مجتمع الإمارات تميز منذ القدم بكثير من الموروثات العقدية والفكرية، وبثراء الآداب والفنون، وتنوع الصناعات التي تناسب البيئة البحرية والصحراء، فجاء دور الثقافة نامياً نمواً طبيعياً بعيداً عن التكلف والزيف، وكانت أدوات الثقافة ووسائلها تتناسب مع الطبيعة الفطرية لإنسان الإمارات. وأضافت الدكتورة عائشة، أن مشاركة المركز في المهرجان جاءت من أجل جمع الروايات المختلفة من المخضرمين والمعمرين الذين عاصروا الأحداث أو رواها معاصروها، والعمل على تدوينها للحفاظ على تاريخ الإمارات للأجيال المقبلة. وأشارت إلى أن الشعر كان ديوان حياة الإنسان في الحضر والبادية على سواء، فبث المرء آلامه وآماله، وحادثات الأيام في تاريخه شعراً مطبوعاً بالحنين إلى الأهل في رحلات الغوص، والمجتمع الذي تغلبه الأمية يعتمد على الذاكرة، فهي سجله الذي يحفظ كنوزه، ويدخر في الذاكرة أجمل ما يحرص عليه وأثمنه. وأنشأ المركز الوطني للوثائق والبحوث بوزارة شؤون الرئاسة قسماً خاصاً بالتاريخ الشفاهي في هيكله التنظيمي، وفي وحداته الإدارية، وخصه بالباحثين الذين كلفهم بجمع التاريخ الشفاهي من مصادره، وتدوينه ودراسته مقارناً بوثائق المركز من الأرشيفات العالمية المتوافرة لديه، فالمركز مرجِع الأرشيفات والوثائق التاريخية للدولة ولمنطقة الخليج العربي وشبه الجزيرة العربية، وجمع المركز العشرات بل المئات من الروايات الشفاهية. ونظم المركز عدداً من الندوات والمؤتمرات والحوارات الجادة لجمع الروايات الشفوية بدقة وأمانة، وحرص على الالتزام بالمنهجية العلمية في بحوث التاريخ الشفاهي، ونشرها في مجلته المحكمة “ليوا”. تواصل الأجيال قال حميد بن بشر، رئيس جمعية الفنون الشعبية بأم القيوين، خلال مشاركة الجمعية في فعاليات المهرجان التراثي، إن تراث الإمارات يزخر بالكثير من الموروثات التي تركها الأجداد والآباء لنا، لافتاً إلى أنه لابد من إيصال ذلك التراث إلى الأجيال القادمة، من خلال إقامة الفعاليات والمهرجانات التراثية التي تسهم في جذب أفراد المجتمع وإكسابه المعرفة والمهارات الحرفية الشعبية. وأوضح أن الحفاظ على التراث الإماراتي وتوريثه للأجيال القادمة يأتي من خلال تنظيم الفعاليات والمهرجانات التراثية والثقافية، التي تعمل على تقوية الروابط والصلات بين الأجداد والأبناء، كما أنها تسهم في تعريف أفراد المجتمع بمختلف جنسياته بتراث الإمارات الزاخر وعادات وتقاليد شعبها. فلق المحار وتعتبر مهنة “فلق” المحار من المهن البحرية القديمة التي احترفها الآباء والأجداد في الإمارات، وكانت تمارس أثناء رحلات الغوص والبحث عن اللؤلؤ، حيث توضح مدى صبر أهل المنطقة على تحمل التعب والمشقة من أجل جني ثمار عمل طوال النهار وتكرس الإتقان. وقال المواطن سعيد الحديري، أحد المشاركين في مهرجان الإمارات التراثي بأم القيوين، إنه اعتاد على “فلق” فتح المحار منذ كان عمره 8 سنوات، حيث كان يتجول بالقرب من الشاطئ بحثاً عن المحار الذي يسقط من الغواصين بعد عودتهم من رحلة الغوص. وأشار إلى أن والديه توفيا وهو صغير، فاعتمد على نفسه من خلال بيعه اللؤلؤ الذي يجده في المحار، وعندما وصل عمره الـ 18 سنة، انضم إلى الذين يذهبون إلى رحلة الغوص، فتعلم منهم الكثير، رغم صعوبة الحياة والعيشة آنذاك. وأضاف أنه يشارك اليوم في مهرجان الإمارات التراثي، من أجل تعليم الأبناء كيفية “فلق” المحار والبحث عن اللؤلؤ، لافتاً إلى إن مثل هذه الفعاليات التراثية يسهم في تذكير الأبناء بتراث الأجداد والآباء، والمحافظة عليه من الاندثار. وأكد أن الحرفة مارسها الآباء والأجداد وتحملوا تعبها ومشقتها، رغم صعوبة الظروف التي يقضونها في وسط البحر لشهور عدة، وكل ذلك في سبيل الحصول على لقمة العيش من خلال هذه المهنة الرئيسية لمعظم الأهالي، والتي كانت سائدة في الماضي.
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©