الخميس 25 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

قطاع السياحة في أبوظبي يرتقي بالكوادر المواطنة

قطاع السياحة في أبوظبي يرتقي بالكوادر المواطنة
25 ابريل 2012
تتواصل المحطات اللافتة في قطاع السياحة والسفر في الإمارات إلى حد يثير الفضول للاطلاع على تفاصيل التطور الملحوظ الذي يدهش الخبراء الدوليين في مجالهم. وهذه النهضة المشرفة التي تقف خلفها هيئة أبوظبي للسياحة والثقافة من جهة وشركة أبوظبي للاستثمار والتطوير السياحي من جهة أخرى، تأتي بالتوازي مع الدور الجوهري الذي تضطلع به فئة الشباب من المواطنين، والذين يخوضون في عالم الضيافة مجالات واسعة تستحق أن يضاء عليها. نسرين درزي (أبوظبي) - يكاد لا يوجد باب من أبواب الإبداع المهني في قطاع السياحة والسفر في البلاد إلا وتطرقه الكوادر المواطنة المؤهلة. والتي تظهر يوما بعد يوم قدرتها العلمية واللغوية على النجاح والتواجد بثقة وسط هذا الميدان المتنوع لعالم الخدمات. إذ أن الوعي الاجتماعي تجاه أهمية ولوج وظائف جديدة تخاطب السياح آخذ في النمو، ولاسيما لجهة الإسهام الفعلية في نقل الصورة الحضارية عن الإنجازات التي تشهدها الدولة. وذلك على صعيد المنشآت السياحية وما يدور في مدارها من أنشطة وفعاليات ونقاط جذب تلخص المزج المذهل بين الملامح العصرية والحفاظ على الموروث. مغامرات صحراوية وهذا ما آمنت به المرشدة السياحية المواطنة ياسمين الحمادي التي تهتم بحكم مهنتها بمرافقة نزلاء وضيوف “منتجع وسبا جزر الصحراء” في المنطقة الغربية. وتقدم لهم كل المعلومات الوافية عن طبيعة الإمارات وما تتمتع به صحراؤها الغنية من خيرات وحيوانات نادرة تشكل مصدر استرخاء وإعجاب. وتذكر ياسمين أنها تنظر إلى قطاع السياحة والسفر على أنه الأسرع نمواً عالمياً. وهي بذلك تفخر بكون الإمارات تشكل إحدى أبرز الوجهات السياحية إذ توفر باقة من أبرز مرافق الضيافة والمعالم الراقية ذائعة الصيت. وتشير إلى أن السياح ووفقا لاختلاطها بهم، يعيشون في ربوع الدولة تجربة فريدة من نوعها وتحديدا هم يستمتعون بالمغامرات الصحراوية والحياة البرية المثيرة بتنوعها. وعن تجربتها على الجزيرة ومغامراتها اليومية، تقول ياسمين “أحب وظيفتي وأنظر إليها بتجدد دائم. فأنا كمرشدة سياحية أرافق الزوار في شتى المغامرات، وأحصل على الفرصة لأعكس الوجه الحقيقي لبلادي. كما أحظى بفرصة التفاعل مع عدد كبير من الأشخاص القادمين من بيئات وثقافات مختلفة سواء كانوا زائرين أم مقيمين في الدولة”. وتستطرد أن أكثر ما يعجبها بأمر السياح تنوع الهدف من زياراتهم. فالبعض يأتي للاستكشاف الفردي فيما البعض الآخر يأتي برفقة العائلة. وأحيانا تكون الرحلة للاستجمام مع الشريك بعيدا عن روتين الحياة أو ضمن مجموعات من الأصدقاء. وتلفت إلى أن كل تجربة مع هؤلاء السياح تتسم بنكهة خاصة، وكما أن الضيوف يختلفون فكذلك الأمر بالنسبة للحياة البرية على الجزيرة والتي تتبدل بشكل مستمر. وهذا برأيها ما يجعل من كل رحلة عنوانا جديدا لمغامرة فريدة من نوعها. 5:30 صباحاً تروي الحمادي أن دورها يقوم على مرافقة الضيوف عبر النشاطات التي يختارونها، قائلة إن النشاط الأبرز الذي يستقطب اهتمام السياح عموما هو الرحلات في السيارة عبر متنزه الحياة البرية. وتتابع أنه خلال الجولات الميدانية تتولى مهمة الحديث عن تاريخ الإمارات وجزيرة صير بني ياس والأصول التي تتحدر منها الحيوانات الموجودة على الجزيرة. إضافة إلى تخصيص جزء من الحديث عن عادات هذه الحيوانات وسلوكها وكيفية التعامل معها وحمايتها والحرص على تكاثرها. علما أن الحيوانات التي تجتذب أكبر قدر من الاهتمام هي المها العربية والفهود والزرافات والنعامات، إذ يستمتع الضيوف بمشاهدتها والتقاط الصور التذكارية معها. وتشرح أنه خلال اليوم العادي يبدأ عملها تمام الساعة 5:30 صباحاً وينتهي عند الساعة 7:00 مساءً. وتقول “نبدأ باكراً لأنه الوقت المثالي لمشاهدة الحيوانات تتنزه بينما ينبلج الفجر وترسل الشمس أولى خيوط أشعتها. كما أن هذا التوقيت هو موعد إطعام الحيوانات ويمكننا من خلاله ملاحظة الكثير من حركاتها غير المتوقعة والاستمتاع بعوامل التشويق المنتشرة في المتنزه”. وتذكر أن مصدر سعادتها في أداء عملها هو الاهتمام الذي تراه في أعين الزوار الذين يتسنى لها مرافقتهم والتحدث اليهم وكذلك مشاركتهم فصول الضيافة العربية التي تفتخر بها. وتنظر الحمادي إلى فضول السياح واهتمامهم على أنه نوع من التقبل والتقدير، مشيرة إلى أنه ثمة فائدة دائماً من تبادل المعلومات والمعرفة. وأن ما يشعرها بالاعتزاز بالدور الذي تؤديه، هو معاودة الضيوف زيارة الجزيرة وطلب تكرار التجربة لعيش تفاصيل جديدة منها. وهذا برأيها أن دل على شيء فهو يدل على الغنى الثقافي والسياحي الذي تتمتع به مرافق الإمارات ومعالمها البارزة. وتضيف الحمادي أن الحياة على جزيرة صير بني ياس نعمة حقيقية وأن الأشخاص الذين يحوطون بها متفهمون وأن التعامل فيما بين فريق العمل مبني على الاحترام والتقدير. وهذا جل ما كانت تطلبه وتسعى إليه، وذلك بأن تحظى ببيئة عمل تتناسب مع طموحها والمبادئ التي نشأت عليها. نكهة الأصالة تقول الحمادي “بالعودة إلى سنوات قريبة خلت، لم أكن أتوقع على الإطلاق أن أعمل كمرشدة سياحية. فقد التحقت في البداية بصفوف السياحة من باب الفضول فحسب لأني أردت أن أتعلم عن السياحة بشكل عام. وهو موضوع كنت أفكر فيه لفترة طويلة وأقرأ عنه الكثير. كما أن اهتمامي بهذا الجانب كان يشمل مشاهدة البرامج الوثائقية على التلفزيون، ما كان يستدعي فضولي لإجراء المزيد من الأبحاث عن بعض المواقع”. وتشير إلى أن هذا كله دفعها إلى الالتحاق بقطاع السياحة والسفر حيث أدركت أنها متعلقة جداً بهذا الحقل الثري بالمواضيع. وتلفت إلى أنها وجدت نفسها كلما تعلمت أمرا ازدادت رغبتها في تحقيق المزيد من الاستكشاف. وتذكر أنه لحسن حظها حصلت على فرصة تطبيق معرفتها على أرض الواقع في “منتجع وسبا جزر الصحراء”، والذي تلقت من إدارته عرض عمل لم تتردد بقبوله. وانطلاقاً من خبرتها تشجع ياسمين الشباب المواطنين على التفكير بمثل وظيفتها التي تعتبرها مميزة، أو التفكير بأي وظيفة أخرى في قطاع السياحة والسفر وعالم الضيافة. وتقول إن “تجربة الضيوف تتسم بنكهة من الأصالة عندما يرافقهم شخص إماراتي يمثل وطنه الأم، وبالتالي فإن مواطني الدولة هم الأكثر أهلية للتحدث أمام السياح عن ثقافة الدولة وتقاليدها”. وتلفت الحمادي إلى الدور البارز الذي تلعبه “شركة التطوير والاستثمار السياحي” في منح المواطنين الفرصة للحصول على مثل هذه الوظائف. وهذا ما لمسته مع 4 مواطنات أخريات انضممن معها في الفترة نفسها إلى تمثيل الإمارات في أفضل صورة أمام أشخاص مهتمين بمعرفة المزيد عن الدولة. التراث المحلي من جهته، يتحدث كريستيان زانك مدير عام “منتجع وسبا جزر الصحراء” عن أهمية الدور الذي يلعبه المواطنون في إنجاح قطاع السياحة والسفر في الإمارات. ويذكر أن الشعب هو مرآة ثقافته وحضارة بلاده، وهذا ما ينطبق على الشعب الإماراتي الذي يعتبر من دون منازع رمزا يحتذى به. ولاسيما لجهة التزامه بأصول الضيافة العربية والإصرار على تجذره بالإرث العريق والحفاظ على الصورة الأمثل عن الدولة أمام الزوار والسياح. ويقول زانك “تأكيداً على التزامنا بالحفاظ على التراث المحلي والغنى الثقافي الذي يتمتع به مجتمع الإمارات، يحرص المنتجع على تقديم الرحلات الاستكشافية على الجزيرة. والتي تعكس جانبا مهما من الصورة الحقيقية لأسطورة الطبيعة في الإمارات”. ويشرح أن “منتجع وسبا جزر الصحراء” بإدارة مجموعة “أنانتارا” العالمية والذي يقع في منطقة زاخرة بالتاريخ يرحب بالمرشدة المواطنة ياسمين الحمادي، التي تعتبر الشخص المثالي لمشاركة حكايات هذه الجزيرة مع الضيوف. ويضيف زانك أن كل منشأة من منشآت “أنانتارا” داخل الدولة تنسجم بامتياز مع البيئة المحيطة بها. وعليه فان التعاون قائم بين إدارة المنتجع و”شركة التطوير والاستثمار السياحي” لتقديم فرص العمل للمواطنين والحرص على أن يشكلوا جزءاً لا يتجزأ من فريق العاملين في القطاع الفندقي والخدماتي. وذلك على غرار المرشدة الطموحة الحمادي والتي تعتبر خير مثال على المواطنين الشباب الراغبين في خوض المجال السياحي من أرقى جوانبه. تجربة حية في الإطار نفسه، من خوض الشباب المواطنين صفوف العمل المميز في قطاع السياحة والسفر، يسجل أحد رواد الأعمال المواطنين محمد العامري حضوره في عالم الضيافة والخدمات من خلال شركة “تينت تورز” التي أسسها بنفسه. وهو يشارك عبرها بحضور بارز من خلال معرض “سوق السفر العربي 2012” الذي يقام في دبي نهاية الشهر الجاري. ويتواجد العامري، الذي يبلغ من العمر 31 عاماً عبر شركته في “جناح أبوظبي” بالمعرض، ويستهدف من خلالها العملاء الراغبين في الاستمتاع بتجربة إماراتية خالصة. وهو يوفر القيام بجولات سياحية ذات طابع محلي أصيل ومميز. حيث تنظم الشركة جولات ميدانية تصطحب الزوار إلى جوهر الثقافة الإماراتية وتقاليدها العريقة. ويذكر العامري أن اهتمامه بالسياحة بدأ عندما شارك في إحدى دورات مبادرة “سفير أبوظبي” التي تطلقها سنويا “هيئة أبوظبي للسياحة والثقافة”. والتي حصل بعدها على ترخيص مرشد سياحي معتمد ضمن أحد البرامج التدريبية التي تنظمها الهيئة. ويروي أنه بالرغم من تخرجه كمهندس كهربائي وعمله في الحكومة على مدار 8 أعوام، فقد قرر التوجه إلى تأسيس شركته السياحية لأنه مهتم بالعمل في هذا المجال البارز محليا وعالميا. ويقول العامري “نسعى إلى منح الزائر تجربة حية لأسلوب الحياة الإماراتية. والتعرف من قرب على ثقافتنا وتراثنا من خلال تذوق أطباقنا التقليدية وارتداء ملابسنا ومشاركتنا في أنشطتنا الترفيهية”. ويشرح رائد الأعمال المواطن أن مفهوم كل جولة سياحية يتمحور حول الثقافة المحلية الثرية التي تفتح أمام الزوار آفاقاً واسعة من المعرفة والمتعة. وتسمح لهم بالتواصل مع المجتمع الإماراتي وأبنائه مما يساعد على اكتمال المشهد السياحي القائم على التبادل الثقافي. ويذكر العامري أن برامج “تينت تورز” تتضمن سلسلة من الزيارات إلى معالم مدينة العين وجولات حول جزيرة أبوظبي والجزر الطبيعية المنتشرة على امتداد شواطئ الإمارة وغابات أشجار القرم. إلى جانب محطات الاستراحة في المقاهي والمطاعم التي تتميز بطابع تراثي يثير الاهتمام. ويوضح العامري أن الزائر يكتشف مع كل جولة يقوم بها أسرار الزراعة في أبوظبي، ويستمع إلى الحكايات والأساطير الشعبية. وكيف تغلب الأجداد على قسوة الحياة في هذه المناطق حتى تمكنوا من استصلاحها وزراعتها. ويعتبر أن أهمية الموضوع تكمن في كون حكايات التاريخ والتقاليد والتراث تروى على لسان أصحاب العلاقة من المواطنين الذين عايشوا مختلف مراحل التطور الاجتماعي. ويشير رائد الأعمال المواطن الذي حصل على دورة تدريبية في تأسيس الشركات من “صندوق خليفة”، إلى إصراره على جعل شركته “تينت تورز” ذات طابع مميز. وأن تسهم في إحداث فارق ملحوظ في المشهد السياحي في الإمارة. ويذكر أنه يستثمر كل خبرته في مجال إدارة الأعمال التي اكتسبها من تجربته العائلية، في تطوير شركته الخاصة التي تحمل رسالة وطنية. جولات ميدانية يوفر “منتجع وسبا جزر الصحراء” مجموعة من النشاطات التي ترضي السياح من داخل الدولة وخارجها. بينها رحلات المشي برفقة دليل عبر الوديان، ركوب الدراجة الهوائية الجبلية، التجديف عبر بحيرات أشجار القرم الوارفة، الرحلات في السيارة عبر منتزه الحياة البرية، الرماية بالقوس، ركوب الخيل في اسطبلات صير بني ياس، والنزهات على الجزيرة. وكلها جولات ميدانية تشارك فيها المرشدة المواطنة ياسمين الحمادي. تذوق الضيافة توفر شركة “تينت تورز” التي تحمل شعار “تذوق الضيافة” 7 جولات رئيسة للزوار ينظمها المواطن محمد العامري. منها “كن إماراتياً” والتي تخاطب احتياجات العملاء المميزين وتتضمن زيارة ميدانية إلى منزله الخاص. وجولة “العزبة” التي تشتمل على زيارات إلى المزارع في المنطقة الممتدة بين مدينتي العين وأبوظبي.
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©