الثلاثاء 23 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
الأخبار العالمية

السلطة الفلسطينية تنفي تقدم المفاوضات

السلطة الفلسطينية تنفي تقدم المفاوضات
4 يوليو 2010 00:04
نفت السلطة الوطنية الفلسطينية أمس إحراز تقدم في المفاوضات غير المباشرة مع الحكومة الإسرائيلية لتسوية القضية الفلسطينية، طالبة من الإدارة الأميركية توضيحاً لإعلانها الليلة قبل الماضية تضييق هوة الخلافات بين الجانبين. وفيما تعهد رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو باستئناف توسيع الاستيطان اليهودي على الأراضي الفلسطينية بعد شهرين تقريباً، واصلت قوات الاحتلال الإسرائيلي اعتداءاتها القمعية في الضفة الغربية المحتلة. وقال رئيس دائرة المفاوضات في منظمة التحرير الفلسطينية وكبير المفاوضين الفلسطينيين صائب عريقات لصحفيين في رام الله: “طلبنا توضيحاً أميركياً بشأن ما أعلنه البيت الأبيض عن تقدم في المحادثات غير المباشرة، ونحن بانتظار الحصول على إجابات”. وأضاف أن السلطة لم تتلق إجابات من الإدارة الأميركية عن أسئلة بشأن مواقف الحكومة الإسرائيلية من قضايا المحادثات الجارية منذ نحو شهرين، خاصة ملفي الأمن والحدود، رغم أنها قدمت كامل تفاصيل موقفها. وأوضح أن مبعوث الرئيس الأميركي باراك أوباما لعملية السلام جورج ميتشل لم يقدم للرئيس الفلسطيني محمود عباس خلال اجتماعهما في رام الله يوم الخميس الماضي أي مواقف من الجانب الإسرائيلي أي قضية من قضايا المرحلة النهائية”. وتابع قائلاً “نأمل في أن يكون هناك تقدم، ولكن نريد معرفته، ونعتقد أنه إذا حصل أي تقدم، فالإدارة الأميركية والمبعوث ميتشل سيعرضانه على الرئيس عباس”. وقال عضو اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير الفلسطينية أحمد مجدلاني في تصريح صحفي إن عملية السلام تمر بوضع “صعب وحساس”، وإن القيادة الفلسطينية بانتظار رد الجانب الإسرائيلي على أسئلة قدمتها له، لبدء في المفاوضات المباشرة وفق قرارات الشرعية الدولية ذات الصلة بالقضية الفلسطينية. وأوضح أن المطلوب من الحكومة الإسرائيلية اتخاذ خطوات لبناء الثقة من دون أي شروط سياسية والالتزام بقرارات الشرعية الدولية وتنفيذ الاتفاقات الموقعة. وطالب أميركا بتحمل مسؤولياتها كراع نزيه للعملية السلمية، قائلاً “إن مواصلة حكومة الاحتلال نهج الاستيطان وهدم المنازل من دون أي تدخل من الإدارة الأميركية بمثابة تشجيع للاحتلال ضمن سياسة الكيل بمكيالين”. من جانب آخر، أعلن نتنياهو أنه لم يطرأ أي تغير على موقف حكومته القاضي بانتهاء مفعول قرار “تجميد” التوسع الاستيطاني المستوطنات في شهر سبتمبر المقبل. وقال لصحفيين في القدس المحتلة إنه سيناقش مع أوباما هذا الأمر وسبل الانتقال إلى المفاوضات المباشرة، خلال اجتماعهما المرتقب في البيت الأبيض بغد غد الثلاثاء، كما سيناقش السبل الكفيلة بمنع إيران من امتلاك أسلحة نووية. وأوضح “آمل وأعتقد أن جزءاً رئيساً من محادثاتي مع الرئيس أوباما في واشنطن الأسبوع المقبل سيتركز على كيفية إطلاق محادثات سلام مباشرة بين إسرائيل والفلسطينيين على الفور”. وأضاف “أنا مستعد للقاء الرئيس (الفلسطيني محمود) عباس اليوم وغداً وبعد غد في أي مكان”. وقد ذكر البيت الأبيض محادثات السلام غير المباشرة في الشرق الأوسط بوساطة الولايات المتحدة تتقدم على الرغم من شكاوى السلطة الفلسطينية من مماطلة إسرائيل فيها. وأعرب مسؤولون أميركيون كبار عن أملهم في الانتقال قريباً إلى المحادثات المباشرة، لكنهم لم يحددوا أي برنامج زمني لذلك. وقال مستشار أوباما لشؤون الشرق الأوسط دنيال شابيرو “إن المحادثات حققت تقدماً وان الهوة (بين الجانبين) تقلصت”. وأضاف “من الصعب تحديد برنامج زمني لمعرفة متى يمكننا أن ننتقل إلى الخطوة التالية، لكن التقدم الذي تحقق مشجع”. وبدأت المفاوضات غير المباشرة في التاسع من مايو الماضي على أن تستمر لمدة 4 أشهر لإحراز تقدم في القضايا الأساسية بما فيها الحدود والأمن. ويريد نتنياهو بدء المحادثات المباشرة، لكن القيادة الفلسطينية ترغب في تحقيق تقدم في الاعتراف بحدود الأراضي الفلسطينية ووقف هدم بيوت الفلسطينيين في القدس. وتشكل زيارة نتنياهو إلى واشنطن محاولة من الإسرائيليين والأميركيين لتأكيد أن الخلافات بين الحليفين قد تم تخطيها بعد لقاء عاصف في مارس الماضي بين أوباما ونتنياهو بسبب مشاريع الاستيطان في الضفة الغربية. وكان يفترض أن يلتقي نتنياهو أوباما الشهر الماضي، لكنه ألغى زيارة إلى واشنطن بعد الهجوم الإسرائيلي على “أسطول الحرية” للمساعدات الإنسانية إلى قطاع غزة المحاصر. وهذه المرة سيستقبله أوباما بكل المراسم التقليدية المخصصة للقادة الأجانب بما في ذلك إجراء محادثات في المكتب البيضاوي بالبيت الأبيض وعقد مؤتمر صحفي والتقاط صور وغداء في البيت الأبيض. وقال نائب مستشار الأمن القومي الأميركي لشؤون الاتصالات الاستراتيجية بن رودس “لا يوجد قطعا أي خلاف بين الولايات المتحدة وإسرائيل. إنها علاقة قوية جداً ومهمة جداً للولايات المتحدة قبل كل شيء، لقد اتخذت إدارتنا وبالاشتراك مع الحكومة الإسرائيلية عدة خطوات لتعزيز تعاوننا وتعميقه”. وذكر أن المحادثات بين أوباما ونتانياهو ستتركز أولاً على الدفع باتجاه بدء مفاوضات مباشرة بين الإسرائيليين والفلسطينيين، لكنها ستتناول سلسلة من التحديات المرتبطة بالأمن الإقليمي مثل إيران. في غضون ذلك، قمعت قوات الاحتلال المسيرة الأسبوعية في بيت أمر جنوبي الضفة الغربية ضد جدار الفصل العنصري الإسرائيلي والاستيطان في الضفة. وذكر مصادر أمنية فلسطينية أنها أطلقت الرصاص المعدني وقنابل الغاز المسيل للدموع على الفلسطينيين والمتضامنين الأجانب المشاركين في المسيرة، مما أدى إلى إصابة عدد منهم بجروح وحالات اختناق وإغماء. بالغاز مضيفة أن مصوراً صحفياً أصيب بحالة إغماء جراء إطلاق الغاز المسيل للدموع بكثافة باتجاه الصحفيين والاعتداء عليهم. وأعلن جيش الاحتلال أراضي مزارعي البلدة المهددة بالمصادرة لتوسيع مستوطنة “كرمي تسور” القريبة، منطقة عسكرية مغلقة. وفي المنطقة ذاتها، دهمت قوة احتلال منزل أحد أهالي بلدة دورا جنوبي الضفة وانسحبت دون اعتقالات. كما اقتحمت قوة أخرى بلدة الظاهرية واعتقلت الشاب محمود شاكر قيسية “30 عاماً”. واقتحمت قوات أخرى في أنحاء الضفة بلدات عقربا والعبيدية وجيوس والزبيدات ومخيم عين السلطان للاجئين الفلسطينيين من الأراضي المحتلة عام 1948، حيث أقامت حواجز عسكرية ونفذت عمليات تفتيش.
المصدر: رام الله، غزة
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©