الجمعة 19 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

العلاج الجماعي يعالج الاضطرابات الأسرية

25 ابريل 2012
أبوظبي (الاتحاد) ـ العلاج النفسي علاج للاضطرابات النفسية والسلوكية، ويتم باستخدام تقنيات ومبادئ العلاج الشفهي وغير الشفهي. وللأسف هناك فئة كبيرة من الناس لا يزالوا يتجنبون الحديث أو الاعتراف بأنهم يعالجون نفسياً، خوفاً من نظرة المجتمع لهم وكأنهم متهمون بالجنون. فما حقيقة “العلاج الجماعي”؟ وما العلاقة بين العلاج الجماعي والعلاج الأسري؟ يوضح الدكتور محمد الجارحي، استشاري الطب النفسي، أن العلاج الجماعي أسلوب أو تقنية من تقنيات العلاج النفسي ‏في العلاج الجماعي، وهذا نوع من العلاج يستغل المزايا الناتجة عن تأثر الإنسان بالجماعة الصغيرة التي يتفاعل فيها نفسيا، ممن ينتمون إلى ظروف مشابهة له، مع اختلاف أنواع هذا العلاج ومدارسه وتوجهاته، وسجلت نتائجه الإيجابية بشكل أفضل وربما أسرع من العلاج النفسي الفردي. وهذه التقنية، تعتمد على قدرة وكفاءة المعالج المتخصص بمعاونة مجموعة من الأفراد الذين ‏يشتركون معاً في مشكلة ما. وقد تستعمل أساليب التحليل النفسي، وفهم بانوراما العلاقات بين الأشخاص، وقد يستعين بالعلاج السلوكي والعلاج المعرفي أثناء جلسات العلاج الجماعي. ويضيف الدكتور الجارحي:” هذا النوع من العلاج يساعد على تخفيف الإحساس بالعزلة والانشغال بالذات لأنه يبين أن الآخرين يشتركون معنا في التحديات والمشاكل نفسها. فأفراد المجموعة التي تتكون عادة ما بين 6 و12 شخصاً، يعبرون عن مشاعرهم وتجاربهم، ويفجرون تفاعلاتهم أمام المعالج بما يساعده على تكوين رؤية أكثر وضوحاً لماضي المريض وحاضره وعلاقاته وكيفية تكيفه مع الواقع الاجتماعي الذي يعيشه، ومن ثم معرفة انعكاسات ذلك على حالته النفسية”. يكمل الدكتور الجارحي:” إن أشهر شكل من أشكال العلاج الجماعي، هو ما يعرف بالعلاج العائلي أو الأسري، حيث تضم المجموعة أفراداً من العائلة نفسها. ويقوم المعالج بمعاونة أفراد الأسرة على تعلم كيفية تأثير أسلوب ‏التعامل بينهم عليهم بشكل عكسي. وفي بعض الأحيان يحتاج ‏الأمر إلى تعديل الأدوار التي يقوم بها جميع أفراد الأسرة قبل أن يكون في الإمكان تغيير الشخص نفسه. ‏مثال لذلك، قد يكشف العلاج العائلي عن أن أحد الشباب الذي يعاني متاعب في أن يستقل بذاته كان أبواه كثيراً ما تحدث بينهما نزاعات في علاقتهما سوياً. وقد ينتاب الأبوين شعور بعدم الرغبة في أن يبلغ الابن أو الابنة، ويصير راشداً، ومن ثم يترك المنزل، وذلك ‏لأنه سيكون عليهما مواجهة نزاعاتهما سويا بشكل مباشر أكثر، ‏وفي ظروف أخرى، يحتاج أفراد الأسرة إلى المساعدة في مجاراة تأثير المرض العقلي لأحد أفراد الأسرة على حياتهم الخاصة. كما يقوم المعالج بدراسة أنماط العلاقات والتعامل داخل الأسرة التي ينتمي إليها المريض، خاصة في سن الطفولة، والتي تعتبر فاعلة إما في سبب الأعراض أو في إبقائها على الرغم من العلاج. وهنا يعالج المعالج الأسرة كلها، وتطبيقات هذا النوع من العلاج كثيرة، ويشمل بين أنواعه العلاج الزواجي وطرق معالجة المشاكل الزوجية. وهذا يتطلب فهم المعالج للخريطة الأسرية، وخريطة التفاعلات الأسرية “بانوراما” التفاعلات الأسرية، ومعرفة العناصر المؤثرة فيها، وقد يستعين المعالج بنمط اللغة السائد في الأسرة، وسرد الوقائع والقصص المتشابهة ذات الصلة بها، واستخدام التقليد والمحاكاة والمتابعة، والاستفادة من الرموز المرتبطة والمشيرة إلى العلاقات الشائعة بين أفراد الأسرة في الحياة الأسرية. ومن الجائز أن يضطر المعالج الأسري من خلال توجيه الأسرة إلى إعادة إحداث صراع أو نزاع، كما تحدث في الواقع والحاضر، ويفسح المجال لفهم الانحيازات والتحالفات والصراعات داخل الأسرة، ومن ثم تقديم اقتراحات لتغيير نظام الأسرة”.
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©