مهرجان جامعة زايد يطلق أول مكتبة سينمائية وطنية شاملة

تُختَتَم في السادسة والنصف من مساء اليوم “الأربعاء”، الدورة الثالثة لمهرجان جامعة زايد السينمائي للشرق الأوسط المستمرة على مدى ثلاثة أيام في المركز الدولي للمؤتمرات بالمقر الجديد للجامعة في مدينة خليفة بأبوظبي، حيث يتم إعلان الأفلام الفائزة وعرض مشاهد منها وتكريم الفائزين الذين سيطيرون إلى أبوظبي من بلدانهم الأصلية لتسلم الجوائز. ويتنافس على جوائز المهرجان 17 فيلماً من بين 100 فيلم تقدمت للمشاركة فيه. أبوظبي (الاتحاد) - أكد الدكتور سليمان الجاسم مدير جامعة زايد، أن التوسع الذي يشهده المهرجان منذ انطلاق دورته الأولى قبل عامين، كمشروع تخرج لطالبتين بكلية الاتصال وعلوم الإعلام، يعطي مؤشراً واضحاً لدرجة حماس طالبات جامعة زايد وتوقهن إلى تطوير المهارات التي اكتسبنها خلال مرحلة التعلم الأكاديمي. وأشار إلى أن الجامعة تود أن تساهم في تطوير صناعة السينما في بلادنا وفي المنطقة، منوهاً الى أن ما يميز هذا المهرجان ويمنحه التفرد هو هدفه المتمثل في إتاحة الفرصة للطلبة والطالبات في الشرق الأوسط وشمال أفريقيا لإظهار مواهبهم السينمائية معاً في محفل واحد تحت شعار “من الطلاب إلى الطلاب”. معرباً عن اعتزازه بجامعة زايد التي تبنت هذا الإبداع الطلابي وهيأت له كل مقومات النمو والتطور والازدهار. موروث عريق وكان الدكتور الجاسم قد شهد حفل افتتاح الدورة الجديدة مساء أمس الأول “الاثنين” بحضور تامر منصور سفير جمهورية مصر العربية وهدى كانو مديرة مهرجان أبوظبي والمخرج نواف الجناحي وأعضاء لجنة التحكيم وعدد من الفنانين والفنانات والإعلاميين والعاملين في صناعة السينما. وألقت هدى الخميس كانو كلمة أعربت فيها عن اعتزاز مجموعة أبوظبي للثقافة والفنون بدعم المبادرات الإبداعية في مجالات الثقافة والفنون والتعليم، والعمل مع طلبة جامعة زايد وطلبة الإمارات المبدعين في أفكارهم والمتميزين في تجاربهم الخلاقة والمنبثقة من التاريخ العظيم لهذا الشعب وهذه الأرض، والمنجز الكبير لهذه الدولة بقيادتها الحكيمة”. وقالت: “إن السينما في عالم متغير، فهي ليست صورة اللحظة الحاضرة فقط ولكنها مرآة هوية وموروث عريق ممتدة جذوره عبر التاريخ، وبها نحقق هويتنا ونؤكد حضورنا العربي الفاعل في الحضارة الإنسانية”. رسالةً أصيلةً وأشارت كانو إلى أن “السينما الجامعية وأفلام المخرجين الطلبة تمثل فكرةً نبيلةً ورسالةً أصيلةً ومنجزاً كبيراً يؤكده اختيار 17 فيلماً للتنافس على جوائز المهرجان في مرحلته النهائية من بين أكثر من 100 فيلم تقدمت للمهرجان هذا العام”. ومن بينها «العيش في النيل» (مصر) و «الأمل المحصور» (الإمارات) و «بلاد اللؤلؤ» (قطر)، وغيرها وقالت كانو: “إننا نستمد من مخرجينا الشباب الإلهام والأمل في صناعة سينما تعكس إرثنا ومنجز آبائنا وأجدادنا، وتمثّل السحر الكامن في قوة هذه الأمة وقدرتها على الإسهام الحضاري المتميز”. واختتمت كلمتها قائلة: “إننا نفتخر بدعمنا هذا المهرجان الرائد في إطار برنامجنا التعليمي “رواق المعرفة” عبر الإمارات السبع والذي يرتقي بوعي المجتمع بأهمية الفنون وإدراجها في التعليم، في إطار شراكاتنا الاستراتيجية مع الجامعات الوطنية”. لاشيء مستحيل ثم أطلق الحفل تحية لكل من اليازية الفلاسي وريما ماجد خريجتي كلية الإعلام وعلوم الاتصال اللتين كان ميلاد المهرجان في عام 2010 من بنات أفكارهما حيث طرحتا فكرة إقامته ونفذتاه كمشروع تخرج لهما تحت إشراف د. عالية يونس الأستاذ المساعد بالكلية، ثم تطور المشروع فأصبح مقرراً دراسياً وتتابعت دوراته بعد ذلك. وألقت اليازية الفلاسي كلمة أعربت فيها عن اعتزازها بأن الفكرة الصغيرة التي أطلقتها وزميلتها ريما ماجد تطورت إلى حدث كبير، وقالت إنها تحمل في قلبها، منذ تركت الحياة الطلابية قبل عامين، إيماناً عميقاً بأنه لاشيء مستحيل في هذا العالم، وإنما يتعين علينا أن نحقق أحلامنا ونجسدها في واقع حقيقي وأن نطور طموحاتنا ولا نتوقف عند نهاية. مكتبة سينمائية ثم عُرِض فيلم قصير تضمن لقطات من الأفلام السبعة عشر المتنافسة على جوائز المهرجان من بين مائة فيلم تقدمت إليه من 12 دولة. تلا ذلك إعلان كل من الفنان الإماراتي نواف الجناحي مخرج فيلم “ظل البحر” وديفيد أولدنكامب أحد المسؤولين بمكتبة جامعة زايد بأبوظبي إنشاء المكتبة الوطنية والأرشيف الوطني للسينما لدولة الإمارات، والتي سيقع مقرها في مقر جامعة زايد بأبوظبي. وستضم هذه المكتبة كل الأفلام الروائية والوثائقية التي أُنتجت في الدولة أو عنها وقام بإنجازها سينمائيون إماراتيون أو أجانب. كما ستضم كل الكتب التي تتعلق بالأجهزة والصناعات السينمائية في الدولة والشركات الإماراتية التي أنتجت أو شاركت في إنتاج أعمال سينمائية والمهرجانات والفائزين في المنافسات السينمائية ومهرجان الخليج السينمائي ومهرجان جامعة زايد السينمائي للشرق الأوسط. وإلى جانب ذلك، سيضم الأرشيف مواد ذات صلة بالأفلام مثل النصوص السينمائية وموبينات الأفلام والترجمات المصاحبة للأفلام وغيرها. تقاسيم شرقية وسيمفونية بيتهوفن قدم الفنان الشاب راشد بن حسين عزفاً على العود ضمَّنه تقاسيم شرقية جمع خلالها في باقة واحدة استلهامات من السيمفونية التاسعة لبيتهوفن ثم أغنية “زايد الخير” وأغنية فيروز “نَسَّم علينا الهوى” وفي ختام الحفل، كرَّم عماد ديراتاني مدير عام أكاديمية نيويورك للفيلم بأبوظبي، محمد يوسف الطالب بكلية دبي العليا للتقنية الفائز في المسابقة التي أقامتها الأكاديمية وخصصت من خلالها منحة دراسية مدتها 12 أسبوعاً لدراسة صناعة الفيلم إلى أحد المخرجين الواعدين من بين المشاركين في المسابقة.