الجمعة 29 مارس 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
اقتصاد

تزايد أعمال التنقيب عن الغاز الصخري في أوروبا

تزايد أعمال التنقيب عن الغاز الصخري في أوروبا
18 ديسمبر 2009 23:40
انطلقت في سائر أنحاء أوروبا مؤخراً مشروعات التنقيب عن الغاز الصخري واستخراجه، حيث تقوم إكسون موبل حالياً بالحفر في سكسونيا بألمانيا. وانضمت كونوكو فيليبس إلى ثري ليجز ريزورس إحدى الشركات الصغيرة الواقعة في جزيرة الإنسان بغرض التنقيب عن الغاز في مساحات شاسعة من أراضي بولندا. وتنشغل شركة أو إم في OMV النمساوية في اختبار تكوينات جيولوجية في مناطق قريبة من فيينا، فيما تبحث شل عن الغاز في مناطق بالسويد. بالإضافة إلى أن أعداداً من الشركات الصغرى تمارس أعمال التنقيب في دول أوروبية أخرى منها فرنسا. وهذه الشركات جميعها تبحث عن غاز طبيعي محصور في الطفل الصفحي (نوع من الصخور الرسوبية) وهو ما يعد المورد الذي أحدث ثورة في سوق الغاز في أميركا وينتظر أيضاً أن تكون له فوائد كبرى في أوروبا. وعلى الصعيد ذاته تسجل مخزونات أميركا من الغاز الطبيعي أعلى مستوياتها حالياً ما أوصل سعره إلى أدنى مستوياته، حيث أضحى لأميركا على نحو مفاجئ 100 سنة من احتياطيات الغاز، حسب إفادات مسؤولين في شهر يوليو الماضي. بل تجرى حالياً دراسة في الولايات المتحدة لتحويل موانئ استيراد الغاز إلى موانئ لتصديره. وسبب هذه “الثورة الهادئة” حسب وصف طوني هيوارد رئيس بي بي BP يعود إلى تقنية الحفر المعروفة باسم “التكسير الهيدروليكي” التي يتم فيها إطلاق مزيج من الماء والكيماويات تحت سطح الأرض ليحدث شقوقاً في الصخور المحملة بالغاز، وهو ما سهل وخفض تكلفة استخراج الغاز من تكوينات الصخر الصفحي والفحم وغيرها من التكوينات الجيولوجية الأقل نفاذية والتي يسمى ما يستخرج منها بالغاز “الصعب”. ولا تُعرف حتى الآن أحجام احتياطيات ذلك الغاز “غير التقليدي” في أوروبا. غير أن وكالة الطاقة الدولية، التي تراقب أنشطة الطاقة في الدول الغنية قدرتها مؤخراً بنحو 35 تريليون متر مكعب أقل كثيراً من الاحتياطيات المماثلة في أميركا الشمالية أو روسيا ولكن نحو ستة أمثال الاحتياطيات التقليدية في أوروبا. وهو ما يمكن أن يحل محل 40 سنة من صادرات الغاز بالمستويات الجارية حسب تقديرات وكالة الطاقة الدولية. ويعتقد أن نصف هذا الغاز كامن في الصخور الصفحية بينما يأتي الباقي من مناجم الفحم والغاز “الصعب”. ويعكف مركز البحوث الألماني للعلوم الجيولوجية على دراسة مفصلة في هذا الشأن مدعوماً بشركات النفط. ومن المرتقب أن يكشف عن المزيد من التطورات حين تبدأ الشركات عمليات الحفر خلال الأشهر المقبلة. وينتظر ظهور نتائج باكورة إنتاج آبار كونوكو فيليبس وثري ليجز ريزورسنر في شمالي بولندا أواخر العام القادم، واللتان تقولان إنها مشاريع مبشرة. وقال رودري طوماس المحلل في وود ماكينزي ، شركة استشارات الطاقة إن التكوين الجيولوجي للصخور البولندية شبيه بتكوينات بارنيت شيل الحقل العملاق في تكساس الذي ينتج حالياً نحو 7 في المئة من غاز أميركا. ورغم أن التكوينات الجيولوجية واعدة فأنه سيكون هناك العديد من العراقيل والمصاعب على أرض الواقع، بسبب أن معظم الدول في أوروبا تفتقر إلى شركات التنقيب الجزافي الصغيرة التي قادت عمليات التنقيب عن الغاز الصخري في أميركا وإلى العديد من شركات خدمات حقول النفط والغاز المتنافسة التي تدعمها وهو ما يقلص بالتالي النفقات. في الواقع كان التدافع إلى مناجم الصخر الصفحي في أوروبا بفضل العديد من الشركات الكبرى التي سبق أن عملت في مجال الغاز غير التقليدي في أميركا. كذلك فإن عملية التنقيب عن الغاز في الصخور الصفحية تتطلب حفر الكثير من الآبار، وهو ما قد يتبين أنه أصعب في أوروبا الكثيفة السكان منه في المناطق المفتوحة في أميركا. وحتى في أميركا هناك هواجس تحيط بالآثار التي يمكن أن تسببها الكيماويات المطلقة في الأرض في مصادر المياه وهو ما يثبط أو يعرقل بعض المطورين. وقد تخلت تشيزابيك إينرجي التي تعد من كبرى شركات الغاز الصخري مؤخراً عن خطط أعمال الحفر في ولاية نيويورك عقب إثارة تلك الشكوك. ومن المستبعد أن يتجاهل المستهلكون الأوروبيون هذه الحقائق حتى إن أفاد القطاع بأن هذه الطريقة آمنة. ومع ذلك فالمقتضيات الاستراتيجية قد تدفع بعض الدول إلى تجاهل هذه المخاوف. والمفارقة هنا هي أن معظم ترسيبات الغاز الصخري الواعدة في أوروبا تقع في تلك الدول الأكثر معاناة من اعتمادها على واردات الغاز الروسي مثل بولندا والمجر وأوكرانيا. ويقول طوماس إن الانتاج سيكون مجزياً عند سعر غاز يبلغ نحو 9 دولارات لكل مليون وحدة حرارية بريطانية BTU وهو أعلى كثيراً من الأسعار المباشرة خلال فترة إفراط مخزون الغاز الراهنة ولكن في حدود توقعات السنوات المقبلة. ورغم ذلك فهو لا يتوقع أن يكون للغاز الصخري تأثير فعلي على الإمدادات الأوروبية لفترة عشر سنوات نظراً لأن الحفر سيلزمه بعض الوقت لكي يثمر في نهاية الأمر. وحتى لو لم تتحقق طموحات الغاز الصخري في أوروبا فالقارة مستفيدة به على أية حال وذلك يعزى إلى أن أميركا تستورد غازاً أقل مما كان متوقعاً الأمر الذي يزيد عرض الإمدادات وبالتالي يقلص أسعار الغاز للأوروبيين. عن “ايكونوميست”
المصدر: أبوظبي
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©