الجمعة 19 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

بدرية العطار: الدلة دليل كرم وطريق القهوة إلى الضيف

بدرية العطار: الدلة دليل كرم وطريق القهوة إلى الضيف
19 ديسمبر 2009 00:10
يعرف عن العرب خاصة البدو عشقهم المعتق للقهوة العربية، فاعتبرت رمزاً من رموز الكرم ويتم الاعتزاز بها كتقليد اجتماعي. وليس أدل من تصدر الدلال في المجالس على مكانتها لدى البيت الإماراتي، إذ يفوح أريج القهوة العربية وهيلها من المجالس الرجالية والنسائية والمضافات وصالات الاستقبال الرسمية. لذلك حرصت بدرية العطار «أم محمد» على ابتكار أشغال فنية وإكسسوارات وتصاميم متنوعة تضيفها على إناء الدلة، تقول بداية: «أعرف مدى حب واحترام العرب خاصة أهل بلدي للقهوة العربية الأصيلة واهتمامهم الكبير بشراء أجمل الدلال والفناجين لتقديم قهوتهم بها لأنها أدوات تظهر الكرم، فسارعت منذ نحو 5 أعوام إلى انتقاء الكريستالات الثمينة وأدوات الزينة المختلفة كالخرز واللؤلؤ والشرائط الملونة وغيرها، وبدأت أزين وأرصع بها دلال القهوة وفناجينها والصواني التي توضع بها والملاعق وأكواب الشاي وغيرها». صعوبات عن طريقة الترصيع تقول العطار: «أمتلك موهبة الرسم لذا ساعدتني موهبتي على ابتكار تصاميم معينة أختار لها كريستالات وأحجارا ملونة أقوم بلصقها واحدة تلو الأخرى بلاصق خاص فوق سطح الدلة، وهذا يتطلب مني الدقة والصبر لأنه لا يمكنني لصق كريستالات جديدة قبل أن تجف الحبات السابقة على الدلة نفسها لضمان عدم زوالها عند تعرضها للماء وغيره. لكن على الرغم من صعوبة هذا العمل وتطلبه لوقت طويل نوعا ما فأنني أعشقه وأمضي فيه الساعات الطوال دون أن أشعر بملل». ثمة صعوبات تحف هذه الهواية تواجهها العطار، تشير إليها قائلة: «تسبب لي هذه الهواية ضعف أو»زوغان البصر» لدقة وصغر حجم بعض الكريستالات وحاجتها إلى تركيز عال أثناء لصقها بجانب بعضها البعض، أيضا وبما أنني أشتري بنفسي الكريستالات أجد صعوبة غالبا في انتقاء اللون والحجم الذي أريده كي يتناسب مع مفروشات وأثاث المجالس، على الرغم من غنى السوق المحلي بأنواع كثيرة، لم أجدها في تايلاند وماليزيا وغيرها من الدول التي سافرت إليها لأشتري ما أريده من حبات الزينة والإكسسوارات والأحجار الكريمة. فضلا عن صعوبة إيجاد عبوات لحفظ الدلال حيث إن حجمها يزداد بعد ترصيعها بالكريستالات مما يضطرني للبحث عن عبوات جديدة لحفظها بها». مناسبات مختلفة تشير العطار إلى أن أغلب ترصيع أسطح الدلال وكذلك ألوان الكريستالات وشرائط الزينة يختلف حسب المناسبة التي تعد لها وبحسب ألوان ونقوش أثاث المجالس، وتقول: «أقوم عادة بسؤال من يطلبون مني ترصيع دلال لهم عن المناسبة التي سيقدمون فيها القهوة في هذه الدلال، فدلال الأعراس والحفلات تختلف عن دلال الاحتفال بالطفل المولود أو دلال الاستخدام اليومي، وغيرها. وأغلب ألوان الكريستالات التي أستخدمها تتراوح بين الأحمر والأزرق والزهري والعسلي والأخضر. أما أكثر الرسومات التي نالت إعجاب الزبونات فهي النقوش التراثية المستوحاة من البيئة مثل: النخلة، والعقد المتدلى، والوردة. وورقة الشجر». ترتسم ملامح الاعتزاز على وجهها وتسترسل قائلة: «أنجزت ترصيع ما يزيد عن 200 قطعة تراوحت بين دلال القهوة وفناجينها والصواني التي توضع فيها وأكواب شاي والملاعق والصحون وزجاجات العطر والأغطية التي توضع على الأسرة والطاولات وغيرها». مشاركات شاركت العطار خلال رحلة عملها في معارض محلية متعددة، منها «معرض العروس- دبي» في العام الماضي. وفي هذا العام شاركت في معرض «نيو لوك الثاني للجمال والأزياء» في العين. كما تحرص على الإعلان عن منتجاتها عبر التجارة الإلكترونية إنما -كما تقول- حظيت بزبائن أكثر في المعارض التي شاركت بها. تقول موضحة: «أستغرب ما يردده البعض عن غلاء أسعار منتجات الضيافة من الدلال والفناجين والصواني، فأسعار منتجاتي مثلا تتراوح بين 800-2500 وهي أسعار تتناسب أولا مع طبيعة وثمن المواد التي أستخدمها كوني أشتري أجود وأثمن أنواع الكريستالات والأحجار الكريمة، كما أن طريقة الترصيع متعبة وتتطلب جهدا وحرفية يستحق تقديره، لذا أجد أن الأسعار معقولة وفي متناول كافة القدرات الشرائية». وباعتزاز تشير إلى أنها وجدت التقدير من الكثيرين الذين أقبلوا على منتجاتها خاصة أن بعض كبار الشخصيات والعائلات في الدولة ترسل إليها لإنجاز «طلبيات» للأعراس والمناسبات، فضلا عن «طلبيات» تصلها من خارج الدولة. القديم والحديث تسعى العطار خلال عملها الفني هذا إلى ابتكار كل ما هو جديد وراق ليرضي مختلف الرغبات والأذواق، كما عملت مؤخرا على ابتكار تصميم يجمع بين القديم والحديث تقول عنه : «قمت بترصيع الدلة بالكريستال و»التلي» معا فكانت دلة تراثية معاصرة نالت إعجاب الكثيرين». وتعرج بحديثها إلى التراث والتقاليد الاجتماعية المتصلة بالقهوة العربية، فتقول: «كان أجدادنا يعقدون للقهوة مجالسها الخاصة التي تسمى (الشبّة أو الميلس أو الديوانية) فللقهوة عادات متعارف عليها بين القبائل. فالمقهوي يجب أن يصب القهوة للضيوف وهو واقف وممسكاً الدلة في يده اليسرى ويقدم الفنجان باليد اليمنى ولا يجلس حتى ينتهي جميع الحاضرين من شرب القهوة. ويستحسن إضافة فنجان آخر للضيف في حال انتهائه من الشرب لئلا يكون قد خجل من طلب المزيد». تقاليد اجتماعية بلغت محبة وتقدير البدو للقهوة العربية حداً كبيراً تروى عنه القصص، تقول العطار في ذلك: «إذا كان لأحدهم طلب عند شيخ القبيلة أو المُضيف، كان يضع فنجانه وهو مليء بالقهوة على الأرض ولا يشربه، فيلاحظ المضيف ذلك، ويبادره السؤال: «ما حاجتك؟» فإذا قضاها له، أمره بشرب قهوته اعتزازا بنفسه. وإذا امتنع الضيف عن شرب القهوة وتجاهله المضيف ولم يسأله ما طلبه فإن ذلك يُعد عيبا في حقه، وينتشر أمر هذا الخبر في القبيلة. وأصحاب الحقوق عادة يحترمون هذه العادات فلا يبالغون في المطالب التعجيزية ولا يطلبون ما يستحيل تحقيقه». تشف من فنجان قهوتها وتضيف: «لا تزال القهوة تتربع على عرش الكثير من المجالس العربية والإماراتية على وجه الخصوص، إذ لا نكتفي بشربها وتقديمها للضيف لذا ننتقي لها أجمل وأثمن الدلال والفناجين التي تقدم بها».
المصدر: العين
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©