الجمعة 26 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

«البوينج 787«دريملاينر» تحلق بنجاح وتثبت كفاءة «الكومبوزيت» في بناء الطائرات

«البوينج 787«دريملاينر» تحلق بنجاح وتثبت كفاءة «الكومبوزيت» في بناء الطائرات
19 ديسمبر 2009 00:16
تمت عملية التحليق الأولى على مدرّج مطار مصنع إفريت للتجميع بولاية واشنطن الأميركية في سماء غائمة وجو شديد البرودة. ووصفت عملية التحليق بأنها كانت ناجحة وسلسة. وكان من المقرر أن تستغرق العملية 4 ساعات، إلا أن الخبراء فضلوا اختصار ساعة طيران حيث هبطت الطائرة في تمام الساعة الواحدة ظهراً بعد أن كانت قد أقلعت نحو الشمال الساعة العاشرة بحسب التوقيت المحلي. وليس من الغريب أن تحتل هذه العملية الناجحة الواجهات الرئيسية للصحف طالما أن من المنتظر أن تصبح «دريملاينر» قريباً طائرة العصر إلى جانب غريمتها الأضخم حجماً «إيرباص إيه 380» التي سبقتها في التحليق. ميزات جديدة تنتمي «787 دريملاينر» لصنف الطائرات التجارية متوسطة الحجم ذات المحركين النفّاثين. ويجري تطويرها في مراكز البحوث التابعة لشركة بوينج منذ عام 2005 وحيث أطلق عليها الاسم المؤقت «7 إي 7» 77؛ وما لبث أصحاب القرار في شركة بوينج أن استبدلوا الحرف الإنجليزي «إي» بالرقم «8» لتتخذ اسمها الجديد «787». وينصّ المشروع الأصلي لإنتاجها على بناء طائرة متوسطة تتسع لما بين 290 و330 راكباً بحيث يكون استهلاكها من الوقود أقل بكثير من سلسلة الطائرات التي أطلقتها الشركة سابقاً. ويأتي هذا الشرط في وقت كانت فيه أسعار النفط تسجّل ارتفاعاً كبيراً كتب له أن يهدّد العديد من شركات الخطوط الجوية بالإفلاس. ونصّت بنود المشروع على تحقيق هذا الشرط عن طريق استغلال المواد الخفيفة والمتينة في بناء هيكل الطائرة والعديد من أجزائها الأخرى. واختيرت مشتقات مركّبات الكومبوزيت الكربونية الخفيفة لتحقيق هدف تخفيض وزن الطائرة على أمل أن تسجّل الشركة سبقاً في مجال توفير الوقود وتأكيد صداقة طائرتها الجديدة مع البيئة، وهو ما تبحث عنه شركات الخطوط الجوية العالمية. وشهد يوم 8 يوليو من عام 2007 ولادة النسخة الاختبارية الأولى من الطائرة في احتفال أقيم في مصنع إفريت للتجميع القريب من مدينة سياتل الأميركية. ومنذ ذلك الوقت، أصبحت «بوينج 787 دريملاينر» الطائرة الاختبارية الأسرع مبيعاً في العالم حيث سجلت طلبيات عالمية لشراء ما مجموعه 600 نسخة منها حتى شهر سبتمبر من عام 2009، وما لبث هذا الرقم أن قفز نهاية نوفمبر الماضي إلى 850 نسخة مسجّلة بأسماء 56 شركة طيران عالمية. وكان من المفترض أن تنطلق هذه الرحلة قبل سنتين لولا سلسلة المشاكل المتعددة الطارئة التي واجهت شركة بوينج ومن أهمها نقص قطع الغيار وما لاحظه المهندسون أثناء إجراء الاختبارات على الطائرة من ضرورة زيادة تقوية جناحيها. وكان قد صدر عن شركة بوينج بداية الشهر الجاري تصريح رسمي يفيد بأنها تمكنت من حلّ كل المشاكل التقنية المتعلقة بطائرتها الجديدة، وأن طلعتها الاختبارية الأولى سوف تتم قبل نهاية شهر ديسمبر الجاري. واستغلّت شركة بوينج هذا التأخير في إضافة المزيد من عناصر الرفاهية وأنظمة الاتصال للطائرة. ولعلّ من أهم خصائص «بوينج 787» أن معظم أجزائها مصنوعة من مادة الكومبوزيت التي توصف بأنها نوع مركّب من البلاستيك المتين، وهي المادة المرشحة لاستبدال معدن الألمنيوم الذي تصنع منه معظم أنواع الطائرات. ولهذا السبب، تُعدّ «بوينج 787 دريملاينر» أول طائرة تجارية في العالم تتم صناعتها من هذه المادة الخفيفة. وليست خفّة الوزن هي الميزة الوحيدة للكومبوزيت، بل إنه يساهم أيضاً في تخفيض تكاليف التصنيع ومعدل استهلاك الوقود. وسوف تخلف «بوينج 787 دريملاينر» أختها «بوينج 767» على خطوط العديد من شركات الطيران بسبب انخفاض تكاليف التشغيل والمدى الأبعد للتحليق وتحقيق الراحة الإضافية للركاب. ولا شك أن خبر إطلاق الطائرة سيكون له وقعه الحسن على شركات الخطوط الجوية التي عانت كثيراً من تأخر عمليات التسليم لأكثر من عامين متواصلين خاصة أن هذا التأخير جاء في فترة الركود العالمي وحيث كان من المهم بالنسبة لتلك الشركات تعويض الخسائر عن طريق استخدام طائرة ذات تكاليف تشغيل منخفضة. وبات من المؤكد وفقاً لما يقوله الخبراء، إن تعمد بوينج إلى البدء بتسليم النسخ الأولى من «بوينج 787 دريملاينر» أواخر عام 2010 وحيث ستدخل الطائرة رسمياً مرحلة الخدمة في العالم أجمع. ومن أهم ميزات «787 دريملاينر» اتساع نوافذ مقصورة الركاب والتي تبلغ أبعاد كل منها «27 في 47 سنتيمتراً» من أجل إتاحة مساحة أوسع لمراقبة السماء والأرض من ارتفاعات شاهقة. عن صحيفة «وول ستريت جورنال» وموقع flightglobal.com
المصدر: أبوظبي
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©