اقتحمت الفتاة المواطنة مجال التمريض خلال السنوات القليلة الماضية، بعد أن ظلت هذه المهنة حكراً على الآسيويات وبعض الجنسيات العربية، لتبلغ نسبة الممرضات المواطنات في المستشفيات والمراكز الصحية برأس الخيمة 40% من إجمالي الممرضين، بحسب سعاد الصوري رئيسة قسم التمريض بمنطقة رأس الخيمة الطبية·
وأشارت الصوري إلى أن نسبة الممرضات المواطنات في مستشفى صقر وصل خلال الثلاث سنوات الماضية إلى 15%، وفي مستشفى إبراهيم عبيد الله وصلت إلى 13%، وهي - بحسب الصوري- نسب عالية، خصوصاً أن نسبة الممرضات المواطنات لم تكن تزيد عن 1% من إجمالي الممرضين في العام ·2004
وابتعدت المرأة الإماراتية عن سوق العمل في التمريض لسنوات، بسبب المشقة التي تفرضها المهنة على العاملين فيها، من حيث طول ساعات العمل التي تصل إلى أكثر من 12 ساعة يوميا، وظروفها الصعبة من حيث المناوبات الليلية والدوام في الإجازات الرسمية والأعياد، حيث تضطر الممرضات إلى قضاء هذه الأوقات وسط المرضى وفي أقسام الطوارئ وغرف العمليات·
ويقول مدير منطقة رأس الخيمة الطبية عبدالله شاهين إن دخول مهنة التمريض للجنسين والمرأة بشكل خاص، ''ليس بالأمر السهل، بل إنه مليء بالصعوبات والتحديات''· فهذه المهنة يجب أن يجمع فيها الشخص بين ''الرقة في التعامل مع المرضى، والصبر عليهم ومعاملتهم بالحسنى''، إنها مهنة إنسانية قبل كل شيء''، كما يضيف·
وأهمية الممرض تتعدى خدمة المريض ورعايته إلى التفاهم مع المريض، حيث يقول شاهين إن وجود الممرض وعلاقته الطيبة مع المريض تعد معياراً لتجاوب الأخير مع الأدوية، وقدرته على الشفاء·
ويشير إلى أن نسبة الاستقالات في هذه النوعية من المهن ''نادرة جدا''، حيث تتكون علاقة حميمية بين الممرض والمريض يصعب فصمها·
ويضفي تنوع الكادر التمريضي بمنطقة رأس الخيمة الطبية الذي يزيد عدده عن 600 ممرض وممرضة من مختلف الجنسيات والديانات ''طابعاً مميزاً على نظام العمل''، بحسب الصوري التي تؤكد أنه يصب في مصلحة توزيع الإجازات وتنسيقها، حيث ينظم كل مسؤول قسم جدولاً شهرياً للمناوبات يعطي فرصة للممرض بعيش لحظات فرحة العيد مع الأهل والأصدقاء·
وتقول جواهر كرم، وهي مشرفة تمريض في مستشفى صقر الحكومي برأس الخيمة، إن ''التنسيق المتبادل بين الممرضات والمسؤولين كبير''، وبفضل هذا التنسيق لم يسبق لها أن عملت صباح أول أيام العيد منذ تعيينها قبل أربع سنوات، مادحة بالتعاون والتنسيق بين هيئة التمريض في المستشفى وإدارتها·
تقول وهيبة صالح، وهي ممرضة بمستشفى صقر منذ خمس سنوات، إن مهنة التمريض مرتبطة بالمناوبات الليلية والتأخر على المنزل، بل والغياب عن المنزل، مضيفة أن هذه المشكلة هي التي ''تؤرق'' الممرضات المتزوجات·
وتشير وهيبة إلى هذا الإحساس سرعان ما يبدأ بالتغيير بعد مرور السنوات، حيث تتأقلم الممرضة مع مجتمعها الجديد، ويبدأ الانسجام مع زميلاتها، وتصبح المستشفى عائلتها الثانية·
عدد اليوم
