الأربعاء 24 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

«الاستمطار» الإماراتي ينشر الوعي بتلقيح السحب وإنزال المطر

«الاستمطار» الإماراتي ينشر الوعي بتلقيح السحب وإنزال المطر
26 ابريل 2013 14:24
قدم مهرجان أبوظبي الدولي لأفلام البيئة حزمة من الأفلام والأنشطة البيئية في أماكن متفرقة بالعاصمة الإماراتية على مدار ستة أيام، ساعدت من زيادة التفاعل الجماهيري مع أحداث المهرجان، الذي اختتم فعالياته مساء أمس، كما ساعدت على ترسيخ العديد من المفاهيم حول القضايا والتحديات البيئية التي يشهدها عالم اليوم، وزاد من نجاح المهرجان وتأكيد دوره في توصيل رسائل التوعية البيئية بأسلوب جديد يتناسب مع مرادفات العصر. أحمد السعداوي (أبوظبي) - ضمن هذه الفعاليات المتنوعة التي حفل بها المهرجان احتلت مسابقة أفلام البيئة من الإمارات جانباً مهماً من أحداث المهرجان لما تضمنته من تجارب سينمائية إماراتية واعدة، وتناول لمفاهيم ومشكلات بيئية محلية وعالمية بأسلوب مبهر وجذاب، وشهدت بداية مسابقة أفلام من الإمارات توافد عدد كبير من نجوم السينما العربية والإماراتية على السجادة الخضراء التي أعدت خصيصاً لتتناسب مع الحدث البيئي المهم التي شهدته أبوظبي وكرس دور أبوظبي التنويري والتوعوي في المنطقة والعالم. يعتبر فيلم «الاستمطار» من الأفلام الإماراتية التي شاركت وبقوة في منافسات مسابقة أفلام البيئة من الإمارات، المقامة ضمن فعاليات مهرجان أبوظبي الدولي لأفلام البيئة، والتي أنتجها المركز الوطني للأرصاد الجوية والزلازل في العام الحالي، وتم عرضه في بداية المسابقة الرسمية لمسابقة أفلام البيئة من الإمارات. وعن فيلم الاستمطار يقول المدير التنفيذي للمركز الوطني للأرصاد الجوية والزلازل، عبد الله المندوس: إن الهدف من إنتاج هذا الفيلم هو توعية الناس بعمليات الاستمطار وكيف تتم والجهد المبذول بها والاحترافية العالية التي تضع المركز من ضمن أهم مراكز الأرصاد في المنطقة والعالم وفي عملية الاستمطار. ويورد المندوس أن المركز الوطني للأرصاد الجوية والزلازل ينفذ طلعات جوية بصورة منتظمة من خلال 4 طائرات خاصة تم شراؤها مؤخرا لتنفيذ المهام الخاصة بالأبحاث والاستمطار وتلقيح السحب الركامية القابلة للتلقيح، وذلك لمحاولة زيادة كمية الأمطار وفترة الهطول، لافتا إلى أن عملية تلقيح السحب تتم في أماكن وجود التيارات الهوائية الصاعدة في أسفل قاعدة السحاب، والتي تعمل على نثر أملاح التلقيح ورفعها إلى الطبقات العليا من السحابة. استخدام الرادارات وأشار إلى أن عملية تلقيح السحاب تعتمد على استخدام شبكة رادارات جوية متطورة، تقوم برصد أجواء الدولة على مدار الساعة ومراقبة بدء تكون السحب، بالإضافة إلى استخدام الطائرات الخاصة بالمركز المزودة بشعلات ملحية، تم تصنيعها خصيصا لتتلاءم مع طبيعة السحب من الناحية الفيزيائية والكيميائية، والتي تم دراستها كما ذكر مسبقا خلال السنوات الماضية قبل البدء بتنفيذ عمليات الاستمطار. وتعد عمليات استمطار السحب من العمليات التي تستوجب الدقة في طريقة التلقيح، حيث يتم توجيه الطائرة إلى المكان المناسب من السحابة وفي الوقت الملائم عند تكونها، وذلك لضمان الهدف المرجو من هذه العمليات، حيث يتم نثر مواد التلقيح وتبدأ عندها هذه المواد بتجميع قطيرات الماء لتصبح كبيرة الحجم ويصبح الهواء غير قادر على حملها لتسقط على الأرض على شكل أمطار. والفيلم من إخراج محمود مصطفى ومن إنتاج المركز الوطني للأرصاد الجوية والزلازل، واستغرقت فترة تحضير الفيلم وإنتاجه نحو عام كامل، ويصور الفيلم عمليات استمطار حقيقية تمت في بعض مناطق الإمارات، وبلغت مدة الفيلم ما يقارب الثلاثين دقيقة، ويحكي الفيلم بالتفصيل كل العمليات المتعلقة بالاستمطار منذ التحضير له وحتى المرحلة الفعلية للاستمطار، إضافة إلى ذلك، يتعرض الفيلم إلى الفوائد التي نحصل عليها من تلك العملية. فوائد عديدة ويعدد هذه الفوائد في أنها إحدى طرق تحسين الطقس، وزيادة المسطحات الخضراء، وزيادة نسبة المياه الجوفية، بالإضافة إلى غيرها من المنافع التي نعرفها جميعاً عن مياه الأمطار وما تعود عليه بالنفع في مجال تنمية الثروة الزراعية والحيوانية، كما أن العوائد الاقتصادية من الاستمطار أعلى منها فيما يتعلق بتحلية مياه البحر، بمعنى أن تكلفتها أقل إذا ما تم مقارنتها بتحلية مياه البحر، حيث تبلغ تكلفة عملية الاستمطار 1 سنت مقابل كل متر مكعب من المياه، مقابل 60 سنتاً لتحلية متر مكعب من المياه. إلى ذلك أوضح المندوس أن الفيلم الذي تم إنجازه في نهاية العام الماضي هو إنتاج إماراتي وتكفل بإنتاجه المركز الوطني للأرصاد الجوية والزلازل، ويتم عرضه على الجمهور للمرة الأولى ضمن فعاليات مهرجان أبوظبي الدولي لأفلام البيئة. دعم كامل وأشاد بفكرة إقامة مهرجان دولي لأفلام البيئة على أرض أبوظبي، مؤكدا دعمه الكامل لمثل هذه التوجهات التي تتوازى في أهدافها مع الهدف الذي من أجله أنشئ المركز الوطني للأرصاد الجوية والزلازل، وهو التميز في خدمات الأرصاد الجوية والزلازل والإسهام في التطور العلمي لتعزيز التنمية المستدامة للدولة، موضحاً أن ذلك امتداد للدور الطبيعي الذي تلعبه دولة الإمارات في المنطقة، وما تقوم به من أنشطة وأحداث ثقافية وتنويرية متوالية على مدار العام، ما يؤكد المكانة التي تحتلها دولة الإمارات في المنطقة والعالم، بفضل الرؤى البعيدة للقيادة الرشيدة، وحرصها على أن تسير التنمية في الدولة بشكل متوازٍ في كل المجالات العمرانية والحضارية والثقافية. محاضرة حول تعديل الظروف المناخية أبوظبي (الاتحاد) - شهدت فعاليات مهرجان أبوظبي الدولي لأفلام البيئة محاضرة علمية بعنوان «الاستمطار» ألقاها مدير إدارة الأبحاث والتطوير والتدريب في المركز الوطني للأرصاد الجوية والزلازل، المحاضر عمر اليزيدي، وهي عملية تلقيح السحب الركامية بهدف تعديل الظروف المناخية، وشهدت الندوة حضوراً كبيراً من طلاب جامعة أبوظبي للتعرف على هذه التقنيات الحديثة. وأشار المحاضر أن هذه العملية تشمل نشاط تعديل الطقس عبر استخدام محركات نفاثة لتسخين الهواء وبالتالي تبخير الضباب، واستخدام وسائل الرش بمواد تساعد على تحسين الرؤية، أو استخدام إسلوب رش بذرات الثلج فى حالة الضباب الذي يتكون في درجة حرارة أقل من الصفر المئوي، وهذا الأسلوب يتبع بنجاح في المطارات والطرق الرئيسية حيث أن العائد الاقتصادي لهذه الأماكن يفوق قيمة التكلفة، كما أن هناك زيادة كمية الهطول من الأمطار والثلج حيث بينت الدراسات الفيزيائية أن قطرات الماء فوق المبردة الموجودة في بعض أنواع السحب يمكن استمطارها عن طريق رش السحابة بمواد كيميائية ملائمة لتتكثف هذه القطرات عليها ويزيد حجم القطرات ووزنها فتسقط على شكل أمطار. وأضاف «اليزيدي» أن هناك عدة فوائد لعملية الاستمطار من الناحية الاقتصادية والبيئية ومنها زيادة الموارد المائية خاصة للدول التي تعاني من الجفاف أو التصحر، وزيادة المنتجات الزراعية للتغلب على أزمات الغذاء وتنمية الصناعات المترتبة على الإنتاج الزراعي، وتوليد الطاقة وتقليل المخاطر المصاحبة للحالات الجوية الخطرة مثل حالات العواصف الرعدية والصواعق والضباب والصقيع والبرد.
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©