الخميس 25 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

إمدادات الطاقة... معضلة أميركية في أفغانستان

إمدادات الطاقة... معضلة أميركية في أفغانستان
19 ديسمبر 2009 00:27
قرار الرئيس أوباما إرسال مزيد من القوات إلى أفغانستان سيزيد واحدا من أصعب التحديات التي يواجهها البنتاجون، ألا وهو إيصال وقود الديزل والطيران إلى القوات الجوية والبرية المرابطة هناك. فبموازاة ارتفاع عدد القوات الأميركية وقوات الناتو، يخطط الجيش لآلاف إضافية من رحلات الصهاريج المحملة بالوقود شهرياً، ومنشآت جديدة للتخزين، وسلك عشرات من المتعاقدين طرق الإمدادات الخطيرة وسط التضاريس الوعرة لهذا البلد الذي يحيط به البر من جميع الجهات. ورغم أن أوباما تعهد بالشروع في سحب القوات الأميركية في غضون 18 شهرا، فإن بعض منشآت تخزين الوقود لن يكتمل إنشاؤها إلا في ذلك الوقت، كما تفيد التفاصيل التعاقدية التي صدرت عن المخططين اللوجيستيين في البنتاجون. وفي هذا الإطار، قال مؤخرا آشتون كارتر، وكيل وزارة الدفاع لشؤون المقتنيات والتكنولوجيا واللوجيستيك، "إن دخول أفغانستان، وهو أمر علينا أن نقوم به في أقرب وقت ممكن، صعب للغاية لأنه... بعد القارة الجنوبية، فإن أفغانستان هي أكثر مكان قسوة وصعوبة، بخصوص الإمدادات اللوجيستية، ليخوض فيه المرء معركة"، مضيفا: "إنها بلاد يحيط بها البر من كل الجهات وتضاريسها وعرة، وشبكتها الطرقية أقل بكثير مقارنة مع العراق. كما أن عدد مطاراتها أقل، وبيئتها الجغرافية مختلفة تماما". ومن جانبه، وصف نائب أميرال البحرية آلان تومسون، الذي يدير وكالة الشؤون اللوجيستية في وزارة الدفاع، العمليات في أفغانستان بأنها "أصعب مهمة لوجيستية نواجهها منذ الحرب العالمية الثانية". والواقع أن احتياجات الجيش من الوقود ضخمة جدا؛ حيث يشير مكتب محاسبة الحكومة إلى أن حوالي 300 ألف جالون من وقود الطائرات يتم إيصاله إلى أفغانستان يوميا، إضافة إلى الديزل وجازولين المحركات. ومثلا يحتاج لواء مقاتل من سلاح البحرية في المتوسط لحوالي 500 ألف جالون وقود يوميا، حسب دراسة حديثة لـ"ديلويت أناليسيس"، وهي مؤسسة بحوث. وكل واحدة من القواعد المتقدمة المئة العاملة في أفغانستان تحتاج يوميا إلى 300 ألف جالون من الديزل، كما تفيد الدراسة. وكما يقول تقرير مكتب محاسبة الحكومة فإنه في يونيو 2008 فقط ذهبت 6.2 مليون جالون من الوقود إلى العمليات الجوية والأرضية، بينما ذهبت 917 ألف جالون إلى أنشطة الدعم في القواعد، مثل الإضاءة وتشغيل الحواسيب والتسخين والتبريد. وفي هذه الأثناء، يظل الجيش الأميركي معتمدا على الإمدادات التي تقطع مسافات طويلة وتسلك طرقا ملتوية وخطيرة في الجنوب من باكستان إلى أفغانستان. فبمحاذاة هذه الطرق الجبلية الوعرة، تنتشر أعمال السرقة ويُعتقد أن سائقي الصهاريج يقدمون المال للمتمردين والزعماء القبليين نظير السماح لهم بعبور المنطقة. وكانت وزارة الدفاع قد أعلنت في يونيو 2008 أن 44 شاحنة و220 ألف جالون من الوقود قد ضاعت بسبب الهجمات أو أحداث أخرى، حسب مكتب محاسبة الحكومة دائما. ويقول تومي حكيمي، المدير التنفيذي لشركة "موندو إنترناشيونل"، التي تسيّر ما بين 300 و500 شاحنة صهريج شهرياً: "لقد تحول ذلك إلى تجارة... إن طالبان ليست لديها مصلحة في قتل سائق الشاحنة. وبدلا من تفجير الشاحنات، فإنها تستولي على حمولتها... وتقوم، في معظم الأوقات، ببيعها في السوق السوداء". والواقع أن تقديم الرشى عمل غير قانوني بالنسبة للشركات الأميركية، لكن السائقين المحليين وأصحاب الشاحنات يتخذون قراراتهم بأنفسهم. وفي هذا الإطار، يقول بريان نيونفيلت من "أطلس فريت سيستمز"، التي تسعى للحصول على عقود من البنتاجون وتقترح طريقة لجعل صهاريج الوقود أكثر أمنا، إن الناس "يأخذون في عين الاعتبار، أثناء حساب كلفة الخدمات، الرشاوي أو الهدايا.. أو سمها ما شئت". وفي مسعى لتنويع مصادر إمداداتها، تطلب وزارة الدفاع من المتعاقدين معها جلب مزيد من إمدادات الوقود عبر الطرق الشمالية. غير أنه إذا كانت الطرق أكثر أمنا، فإنها بالمقابل طويلة ومكلفة. ويجلب المتعاقدون المنتجات النفطية المكررة من روسيا وآسيا الوسطى عبر أنابيب النفط، أو من أذربيجان عبر بحر قزوين، قبل نقل المنتجات إلى شاحنات الصهاريج. وهو ما يعني القيام بترتيبات النقل والعبور عبر أوزبكستان أو تركمانستان. ورغم أن البنتاجون رفض تقديم تفاصيل، فإن مدونة "سوبيت كابوز"، وهو مهندس وخبير اقتصادي متخصص في لوجيستيك الوقود، يقول إن المنتجات النفطية المكررة تُشحن لمسافة تناهز ألف ميل عبر القطار والشاحنة من مصفاة في تركمنستان أو عبر عبارة وعربة على السكك الحديدية من أذربيجان إلى المنشآت الأميركية في أفغانستان. ويستغرق وصول الوقود إلى الحدود الأفغانية نحو 10 أيام، وهناك يتم تحميله على متن شاحنات صهاريج ويمكن أن يستغرق وصوله إلى أحد مراكز الوقود التابعة للجيش نحو أربعة أيام. ويذكر أنه في أغسطس 2008، منح البنتاجون "ريد ستار إنتربرايزز"، وهي شركة مقرها في لندن وتجلب الوقود من الشمال، عقدا بقيمة 308 ملايين دولار من أجل إيصال وقود الطائرات إلى القواعد الأميركية على مدى عامين. وكان مركز دعم طاقة الدفاع التابع للبنتاجون قد أعلن أن "ريد ستار" تعمل في المنطقة منذ حوالي 15 عاما. وفي وقت سابق من ذاك الشهر، كانت "ريد ستار" قد تلقت عقدا بقيمة 721 مليون دولار لإيصال الوقود إلى قاعدة باجرام الجوية عبر أنبوب نفط يبلغ قطره 6 إنشات بنته من منشآة تخزين تبلغ سعتها 3 ملايين جالون بالقرب من قاعدة جوية روسية سابقة. وبمقتضى العقد، تقوم الشركة بإيصال حوالي 250 ألف جالون من وقود الطائرات يومياً إلى القاعدة الأميركية. ينشر بترتيب خاص مع خدمة «لوس أنجلوس تايمز وواشنطن بوست»
المصدر: واشنطن
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©