الخميس 18 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

ياسين التهامي.. أمير الإنشاد

ياسين التهامي.. أمير الإنشاد
28 مايو 2018 20:27
أحمد مراد (القاهرة) نجح الشيخ ياسين التهامي في الارتقاء بالإنشاد الديني الشعبي الذي انتشر بكثافة في محافظات الصعيد، والذي كان يعتمد على الكلمات والأشعار العامية، حيث أدخل عليه ألواناً من الشعر الصوفي الفصيح لكبار شعراء الصوفية. ولد ياسين التهامي بقرية «الحواتكة» التابعة لمركز منفلوط بمحافظة أسيوط - في صعيد مصر - في السادس من ديسمبر العام 1949، ونشأ في أسرة صوفية، حيث كان والده من العلماء، وحفظ القرآن الكريم في سن مبكرة بكُتّاب القرية، بعدها التحق بالدراسة في معاهد الأزهر، وتدرج فيها حتى بلغ السنة الثانية الثانوية، وبعدها انقطع عن الدراسة. تعلق ياسين منذ سنوات طفولته وصباه بليالي وحلقات الذكر التي كانت تذخر بها قريته، لا سيما ليالي الذكر التي كان يقيمها والده في المناسبات الدينية مثل ليالي رمضان والمولد النبوي الشريف، وعندما انقطع عن الدراسة ظل لمدة عامين متواصلين يقرأ ويحفظ أشعار كبار شعراء الصوفية أمثال ابن الفارض، والسهروردي، وبعد ذلك قرر احتراف مجال الإنشاد الديني، لا سيما بعد أن لمس في نفسه موهبة وقدرات فنية عالية، الأمر الذي أجمع عليه كل من استمع إليه، ولم تمض سوى فترة قليلة حتى بزغ نجمه خلال فترة منتصف السبعينيات من القرن الماضي. تزامن بزوغ نجم الشيخ ياسين مع وجود عملاق الإنشاد الديني وابن قريته، الشيخ أحمد التوني، وحرص الشيخ ياسين أن يسلك طريقاً مختلفاً عن الشيخ التوني، وقد نجح في ذلك، حتى أصبح صاحب مدرسة خاصة في فن الإنشاد، وأبدع لوناً جديداً يزاوج فيه بين إيقاعات النغم الشرقي الأصيل والنغم الشعبي، وأدخل فيه الآلات الموسيقية على اختلاف أنواعها، فضلاً عن أنه حرص على تنويع المقامات الموسيقية المتعارف عليها. استطاع التهامي أن يتربع على عرش الإنشاد لمدة تزيد على 30 عاماً، ساعده في ذلك معرفته الموسيقية، وقدرته الفائقة على التنقل المرن والسلس بين المقامات، إضافة إلى أنه استفاد كثيراً بظهور شركات الكاسيت، وانتشار أجهزة التسجيل في شتى قرى ومدن الصعيد، الأمر الذي ضاعف من حجم جمهوره والذي أصبح بالملايين في شتى أنحاء مصر، وأصبح حضوره في ليالي الإسكندرية والمحلة والقاهرة وطنطا لا يقل عن حضوره في محافظات الصعيد، ولا يوجد مولد لأحد الأولياء في أي مدينة صغيرة أو كبيرة إلا شارك فيه ياسين التهامي بإحياء الليلة الختامية. امتدت شهرة الشيخ ياسين خارج مصر، حيث أحيا حفلات في لندن وباريس وألمانيا وهولندا وإسبانيا وفنلندا، بالإضافة إلى غالبية الدول العربية، الأمر الذي جعل الباحث الأميركي «مايكل فروشكوف» يخصص دراسة كاملة عن أدائه الصوتي، وأفرد له المستشرق الألماني «كولن» قسماً مستقلاً في كتابه عن الموسيقى الشرقية، وبعد أن أحيا ليلة كاملة في مهرجان الموسيقى الروحية في لندن، وصفته هيئة الإذاعة البريطانية بأنه صاحب صوت إنساني فضفاض يستوعب أي إنسان على اختلاف لغته وموسيقاه، كما وصفته الصحافة الإسبانية بـ «ظاهرة الشرق».
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©