الجمعة 19 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

المعاقون يتألقون في معرض «قديم وحديث» بالشارقة

المعاقون يتألقون في معرض «قديم وحديث» بالشارقة
4 يوليو 2010 20:27
شهد متحف الشارقة للفنون مؤخراً معرضاً بعنوان «قديم وحديث» لجماعة الإمارات للفن الخاص، التابعة لمدينة الشارقة للخدمات الإنسانية، وهو المعرض الذي افتتح برعاية كريمة من صاحب السمو الشيخ الدكتور سلطان بن محمد القاسمي عضو المجلس الأعلى حاكم الشارقة، وبحضور سمو الشيخ عبد الله بن سالم بن سلطان القاسمي، نائب حاكم الشارقة. وقد جذب المعرض اهتمام المشاهدين الذين وجدوا أنفسهم أمام انجازات محترفة تضاهي الأعمال المكرسة فنياً المعرض الذي فاجأ زواره بمستواه الفني العالي، وبصدق التعبير والمخيلة الشفافة الواسعة لجميع المشاركين، ضم قرابة المئة وسبعين لوحة فنية من رسم الطلاب المعاقين من فئات «الصم والتوحد والأكفاء وطلبة التمكين الاجتماعي»، وكذلك الطلاب غير المعاقين، كما شملت الأعمال لوحات جدارية ولوحات بألوان الأكريليك والألوان الزيتية والمائية. واشتمل المعرض على فقرة تمثيلية قصيرة قام بأدائها طالبان وطالبة من الصم، بالاعتماد على التعبير التمثيلي الإيمائي، وهي من تمثيل عبد الرحمن زعرب ومروة شاهين، اللذين نجحا في تقديم في لوحة مسرحية بسيطة هدفت للتعبير عن الانطلاق نحو آفاق الحياة وبث روح الأمل والتفاؤل من أجل التواصل والتكامل مع المجتمع، كما ضم المعرض ثلاث لوحات تم رسمها من قبل طالب أصم وطالبة من غير المعاقين استوحيت فكرتها من قصص تعود لكتاب «سرد الذات»، لصاحب السمو الشيخ الدكتور سلطان بن محمد القاسمي. عطاء متواصل كوثر صبري المشرف العام لجماعة الإمارات للفن الخاص، كانت لها وقفة مع إنجاز المعرض فقالت: «بمكرمة من صاحب السمو الشيخ الدكتور سلطان بن محمد القاسمي عضو المجلس الأعلى للاتحاد حاكم إمارة الشارقة ، تم تأسيس جماعة الإمارات للفن الخاص بالشارقة وكان الهدف الرئيس من إنشائها، دمج المعاق مع إخوانه المعاقين وغير المعاقين، وبعد خمسة عشر عاماً من العطاء المستمر، صار للأشخاص المعاقين شأن كبير، أصبح شخصا يشار إليه بالبنان، ليس لإعاقته ولكن لفنه وموهبته وإبداعه، ولم يكن من أهدافنا أن يتعرف الناس إلى فن ذوي الإعاقة فحسب، ولكن كان غرضنا أن يتعرف المعاق إلى الجوانب المضيئة في حياته، وأن يرى ما وهبه الله من نعم كثيرة لم يكن ليعرفها لولا إعاقته، فأصبح الفن هو العين التي يرى بها والأذن التي يسمع بها، والكلمات التي لا يستطيع قولها ولكنه يغنيها فرحاً في لوحاته ويترجمها ألواناً تنطق بالفن والإحساس». وتضيف السيدة كوثر: «لقد شهدت كل تلك السنوات الكثير من التغيرات، فقد بدأ مقرنا صغيراً في حجمه متواضعاً في إنتاجه، ولكن على مدى السنوات وبفضل من الله تعالى، ثم بتضافر جهودنا معاً، قد تمت توسعة المقر والاعتناء بديكوراته وأدواته مما أعطى الفرصة لزيادة أعداد الطلبة وبالتالي زيادة الإنتاج الفني وتنوعه،كذلك فقد أنعم الله علينا بانضمام مجموعة من طلاب التمكين الاجتماعي (الأيتام) إلى جماعتنا فتألقوا وأبدعوا ثم سكبوا بأناملهم الرقيقة ألم اليتيم في قالب الأمل والنجاح، كما ساهمت الجماعة في إثراء الحياة الفنية بإقامة العديد من الدورات الفنية المتميزة تحت إشراف مجموعة من المدرسين المشهود لهم بالكفاءة العالية». اعتراف دولي أما عن طبيعة مشاركة جماعة الإمارات للفن الخاص، فأكدت السيدة كوثر صبري: «كنا في بداياتنا نشارك في معارض محلية فقط، ثم غدونا نشارك على مستوى دول مجلس التعاون، ثم على مستوى الشرق الأوسط، وبعد أن كلل الله تعالى جهودنا بالنجاح وحصلنا عام 2000 على الاعتراف الدولي من جماعة الفن الخاص جداً في واشنطن، أصبحنا الآن نشارك في المعارض الدولية في كافة أنحاء العالم، وفي معرضنا الحالي «قديم وحديث» جمعنا بين لوحات طلابنا وهم في بدايات خطواتهم الفنية، ووضعناها جنبا إلى جنب مع أحدث إنتاجهم الفني، حتى يلمسوا بأنفسهم ويشهد الجميع مدى التطور الذي وصلوا إليه. وأخيرا تتوجه كوثر صبري بكلمة شكر وعرفان إلى سمو الشيخة جميلة بنت محمد القاسمي، مدير عام مدينة الشارقة للخدمات الإنسانية ، فتقول: «كانت الشيخة جميلة دائما ومازالت تشملنا برعايتها المستمرة وتشجيعها الدؤوب ودعمها المتواصل لجهودنا، فهي خير عون لنا طوال هذه السنوات المباركة حتى وصلنا إلى ما نحن عليه الآن». معرض يستحق الدعم لا يسع المشاهد لهذا المعرض إلا أن يتمنى انتقال فعالياته إلى صالات وقاعات عرض أخرى، ليتمكن أكبر عدد من الناس من مشاهدة لوحاته، كما يأمل أن تلتفت إليه مؤسسات وجهات فنية أخرى، سواء في القطاع الحكومي أو القطاع الخاص، من أجل الأخذ بأيدي هؤلاء الفنانين المميزين، بل وحتى العمل على ترويج وتسويق أعمالهم التي أثبتت أنها قادرة على منافسة أعمال العديد من الفنانين العرب والأجانب في الجاليريهات الخاصة الذين استسهلوا عملية التجريد وتعكزوا عليها فهرب منهم الجمهور. مجهود كبير للأساتذة والمشرفين حمل المعرض مستوى فنيا عاليا لدى بعض المشاركين البالغين، كما تمتع المشاركون الصغار فيه بروح مشرقة انعكست على سطوح اللوحات والخطوط والألوان، عبر صفائهم الداخلي ومخيلتهم الواسعة وتلمسهم الخاص للوجود والآخرين والأشياء بصورة لا تبعث إلا على الدهشة، ولا يسع المرء إلا أن يحمل مشاعر الحب والتقدير العميق، سواء للفنانين الصغار المشاركين بأحلامهم ورؤاهم عن هذا العالم، أو القائمين على تدريبهم في «جماعة الإمارات للفن الخاص»، وعلى رأسهم السيدة كوثر صبري المشرف العام، وكل من الأساتذة محمود عبود وعمار أيوب.
المصدر: الشارقة
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©