الجمعة 19 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
الرياضة

القارة السمراء تبحث عن الفارس الجديد

القارة السمراء تبحث عن الفارس الجديد
9 يوليو 2017 22:33
القاهرة (عمرو عبيد) لمع العديد من نجوم أفريقيا في سماء الكرة الأوروبية والعالمية عبر سنوات طويلة، وارتبطت بطولات كبار الأندية العالمية بهؤلاء اللاعبين الذين صنعوا سمعة ومجد القارة السمراء خارج أرض الحضارات القديمة، لكن خلال السنوات القليلة الماضية، باتت أفريقيا في حاجة إلى أسطورة كروية جديدة، تفرض نفسها على الساحة الأوروبية، وتغزو أنديتها الكبرى من أجل صناعة تاريخ ومجد جديد، ورغم ظهور بعض الأسماء المبشرة فإنها لم تبلغ بعد درجة التوهج القصوى التي تمنحها لقب الفارس الأوروبي الجديد القادر على إخضاع الكبار في القارة العجوز، ووضع اسمه كوريث شرعي لعمالقة أفريقيا الخالدين. والمؤكد أن هناك الكثير من نجوم أفريقيا المجتهدين نجحوا في إثبات أحقيتهم باللعب في صفوف أندية أوروبية عريقة وكبيرة، لكن لم تتحقق لهم بعد كل مقومات النجاح الهائل الذي صادف الكبار من قبل، ولعل تتويج الجزائري الموهوب رياض محرز بلقب الدوري الإنجليزي في الموسم الماضي، ضمن معجزة ثعالب ليستر سيتي، ثم نيل لقب أفضل لاعب في البريميرليج خلال نفس العام كأول أفريقي يحصد تلك الجائزة، هو أمر رائع بلا جدال، إلا أن مسيرة محرز صاحب الـ 26 عاماً تتطلب البحث عن فريق يحمل طموحات أكبر على المستوى القاري والعالمي، إذا ما أراد لاعب الوسط الجزائري أن يتحول إلى أسطورة في يوم من الأيام ! ويظهر اسم النيجيري فيكتور موسيس أيضاً على الساحة بعد تتويجه بلقب البريميرليج الأخير مع تشيلسي، رغم أنه كان قاب قوسين أو أدنى من الرحيل عن صفوف البلوز، بعد عدة مواسم قضاها معاراً إلى أندية أخرى، لكن جاء الإيطالي كونتي ليعيد اكتشاف صاحب الـ 26 عاماً، بعد أن كان أحد المساهمين بقوة في فوز الفريق اللندني بلقب الدوري الأوروبي في موسم 2012/2013، إذ شارك وقتها في 6 مباريات مسجلاً أربعة أهداف، ليلعب موسيس 34 مباراة في الدوري، حيث سجل 3 أهداف وصنع هدفين آخرين، وهناك أيضاً السنغالي ساديو ماني الذي تألق بشدة مع ليفربول في الموسم الماضي، بعد أن فرض نفسه كهداف الريدز في الدوري ضمن أفضل 15 هدافاً، إذ هز الشباك 13 مرة وصنع 5 أهداف بتمريراته الحاسمة، ووضح تأثر الفريق الأحمر كثيراً عقب إصابة ماني في أبريل الماضي. صفقة تاريخية في إيطاليا يبرز المغربي مهدي بن عطية مع البيانكونيري الرهيب الذي توج بلقبي الدوري والكأس في إيطاليا، كما ارتدى قميص البافاري الألماني من قبل وحصل معه على لقب البوندسليجا مرتين، ودافع أيضاً عن ألوان ذئاب روما قبل ثلاثة أعوام تقريباً، ووضع السنغالي بالدي كيتا صاحب الـ 22 عاماً اسمه ضمن قائمة الواعدين في الكالتشيو، بعد دخوله قائمة أفضل 10 هدافين بستة عشر هدفاً مع لاتسيو، وبالطبع كان المصري الشاب محمد صلاح قد صنع حالة خاصة عقب تألقه الرائع مع الجيلاروسي وتسجيله 15 هدفاً في الدوري الإيطالي بجانب 11 تمريرة حاسمة، وهو ما وضعه ضمن أفضل 15 هدافاً في البطولة واحتلاله لوصافة قائمة أفضل صناع الأهداف، كأحد أكثر اللاعبين تأثيراً في صفوف الذئاب، وهو ما جعله أحد أبطال ميركاتو الصيف الجاري، لينتقل إلى ليفربول في صفقة تاريخية بالفعل، بلغت بكل تفاصيلها المادية ما يقرب من 50 مليون يورو، وإذا كان صلاح قد ساهم على استحياء في فوز تشيلسي بلقب البريميرليج موسم 2014/2015، فإنه يحلم حالياً بإعادة الريدز إلى منصات التتويج وصناعة مجده الحقيقي، الذي قد يجعله أحد ورثة عمالقة القارة السمراء ! الهداف الأبرز الجابوني بيير أوبيمايانج أحد أبرز اللاعبين الأفارقة الموجودين على الساحة حالياً، بعد أن أمطر شباك الفرق الألمانية بعشرات الأهداف، ليضع اسمه موازياً للهداف القدير روبرت ليفاندوفسكي خلال الموسمين الآخرين، وأحرز أوبيمايانج 31 هدفاً بقميص بوروسيا دورتموند في الدوري الألماني، ليتوج بالحذاء الذهبي بفارق هدف واحد فقط عن البولندي، بالإضافة إلى هدف في الكأس، كان كفيلاً بمساعدة فريقه على الفوز باللقب في مواجهة العملاق بايرن ميونيخ، لكن هذا هو اللقب الكبير الوحيد الذي فاز به صاحب الـ 27 عاماً، بعيداً عن الفوز بكأس السوبر الألماني مرتين أيضاً، وأشعل أوبيمايانج الميركاتو الصيفي الحالي، حيث يتنافس على ضمه العديد من الأندية أبرزها ميلان وتشيلسي، وهناك أيضاً ويلفريد زاها الإيفواري الشاب الذي خطف الأضواء بعد تقارير رقمية أشارت إلى تفوقه على عمالقة اللعبة مثل ميسي ورونالدو ونيمار بعدد كبير من المراوغات الناجحة، جعلته الأفضل في أوروبا خلال الموسم الماضي، لكن سيكون عليه البحث عن فريق آخر بعيداً عن كريستال بالاس، من أجل تحقيق طموح أكبر، خاصة أنه أحد العشرة الكبار في البريميرليج من حيث صناعة الأهداف بـ 9 تمريرات حاسمة، بجانب 7 أهداف أخرى أحرزها لصالح النسور، ويبقى النيجيري الصاعد كيليتشي إيهياناتشو نجم مانشستر سيتي صاحب الـ 20 عاماً أحد النجوم الأفريقية الواعدة بعد تسجيله سبعة أهداف بقميص السماوي في الموسم المنصرم وثلاث تمريرات حاسمة، مع تقديمه مستوى مميزاً قد يعجل برحيله إلى ليستر سيتي بمقابل يقترب من 25 مليون جنيه إسترليني بحسب العديد من التقارير الإعلامية، رغبة من المهاجم الشاب في الحصول على فرصة أكبر للعب والتألق والانطلاق بمسيرته نحو آفاق أكبر. علامات في الذاكرة هؤلاء النجوم الأفارقة يجتهدون كثيراً في الفترة الحالية، لكن هل يكفي الاجتهاد أو تلك المحاولات والنجاحات المعدودة لصناعة تاريخ كبير، يضاهي ما حصده عمالقة القارة السمراء في الأزمنة السابقة ؟.. الإجابة بالطبع لن تكون في صالح الحاضر، بل ستنحاز بكل تأكيد إلى ماضٍ تليد يحتاج إلى سنوات عديدة من أجل تكراره، فعلى رأس القائمة يأتي الكاميروني صامويل إيتو الذي تغلب بعناد الأسود على إحباط البداية مع ريال مدريد، ثم انتقم منه في رداء برشلونة الكتالوني، واستمر في الإبداع مع إنتر ناسيونالي، كما لعب في صفوف تشيلسي، ليحقق ما عجز عنه الكبار والعمالقة، بعد فوزه بـ 14 لقباً عالمياً كبيراً منها ثلاث بطولات لليجا وثلاثة ألقاب لدوري الأبطال وبطولة واحدة لكأس العالم للأندية، ضمن ثلاثيتين تاريخيتين مع كل من البرسا والنيرآتزوري. وتحمل ذاكرة القارة الأفريقية عملاقاً إيفوارياً من العيار الثقيل يحمل اسم، ديديه دروجبا، الذي حصد 13 بطولة مع تشيلسي، بعد أن اعتبره الكثيرون أحد أهم تروس ماكينة البلوز، التي أنتجت مجدهم في الحقبة الأخيرة بعد غياب نصف قرن، حيث ساهم في موسمه الأول في عودة الفريق اللندني إلى منصة التتويج المحلية بعد 50 عاماً من آخر بطولاتهم، ثم أتبعها بثلاثة ألقاب أخرى، كان آخرها عقب عودته إلى صفوف الفريق الأزرق بعد ثلاثة أعوام من الرحيل، ولن ينسى التاريخ أن يسجل اسمه في قائمة الفائزين بلقب دوري الأبطال 2011/2012 في الكأس الوحيدة التي حصدها البلوز حتى الآن. حالة خاصة الأسطورة الليبيرية جورج ويا تميز عن كثير من كبار القارة، كونه لاعباً لمنتخب مغمور نجح في صناعة مجده الشخصي بمفرده، صحيح أنه لم يفز ببطولة قارية على مستوى أندية أوروبا، إلا أن مجرد انتقاله إلى صفوف الميلان الكبير في تسعينيات القرن الماضي لم يكن بالأمر السهل، لأن وقتها لم تكن كرة القدم مثل الآن، ويكفي فوزه بلقبين للدوري الإيطالي مع الروسونيري، بالإضافة إلى لعبه بقميص باريس سان جيرمان وتشيلسي آنذاك، وربما يكون الإيفواري يايا توريه هو آخر عنقود في سلسلة هؤلاء الأساطير، سواء مع برشلونة أو مانشستر سيتي، حيث فاز بـ 13 بطولة مع العملاقين، بينها سداسية لا تمحى من تاريخ اللعبة مع البرسا بمشاركة عملاق أفريقي آخر هو المالي هو سيدو كيتا. أسماء أخرى يجب أن تذكر في تلك القائمة منها كولو توريه الإيفواري، والغاني مايكل إيسيان، نوانكو كانو النيجيري المقاتل، وإيمانويل إديبايور التوجولي، جيرمي نجيتاب الكاميروني، النيجيري جون أوب ميكيل والمالي فريدريك كانوتيه.. بجانب العديد من النجوم الذين يجب على الجيل الحالي من لاعبي القارة السمراء أن يضعوا تاريخهم العظيم نصب أعينهم، إذا ما أرادوا في يوم من الأيام أن يصيروا أساطير مثلهم !
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©