الخميس 28 مارس 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
علوم الدار

خطباء الجمعة يستذكرون هجرة النبي مطلع العام الجديد

خطباء الجمعة يستذكرون هجرة النبي مطلع العام الجديد
19 ديسمبر 2009 02:07
دعا خطباء الجمعة في مساجد الدولة أمس، إلى استقبال العام الهجري الجديد بالجد والنشاط وطاعة الرحمن والإكثار من فعل الخيرات، "ففي سرعة انقضاء الليالي والأيام عبرة لأولي النهى والأحلام". وحث الخطباء على استقبال أول شهور السنة الجديدة، وهو شهر الله المحرم الذي فيه لرسول الله صلى الله عليه وسلم هدى، حيث يقول صلى الله عليه وسلم "أفضل الصيام بعد رمضان شهر الله المحرم، وأفضل الصلاة بعد الفريضة صلاة الليل". وقال أئمة المساجد في الخطبة الموحدة "تطل علينا ذكرى الهجرة النبوية الشريفة هذه الأيام، ونستقبل بها عاماً هجرياً جديداً، فنسأل المولى جل جلاله أن يجعله عاماً سعيداً، تعم فيه الخيرات والبركات على دولتنا الحبيبة قيادةً وشعباً، وعلى جميع بلاد المسلمين أجمعين". وأضاف الخطباء أن في سيرة المصطفى صلى الله عليه وسلم وهجرته المباركة العديد من الدروس والعبر، فقد مكث النبي صلى الله عليه وسلم بمكة ثلاثة عشر عاماً يدعو إلى الله تعالى بالحكمة والموعظة الحسنة، ينشر الحق، ويعلي كرامة الإنسان، ويخرجه من عبادة الأوثان إلى عبادة الرحمن. وتابع الخطباء: فقامت قريش بمنع النبي صلى الله عليه وسلم من تبليغ رسالة ربه عز وجل، فأمر صلى الله عليه وسلم أصحابه بالهجرة إلى الحبشة، وقال لهم "لو خرجتم إلى أرض الحبشة، فإن بها ملكاً لا يظلم عنده أحد، وهي أرض صدق حتى يجعل الله لكم فرجا". وأردف الخطباء: فاستقبلهم النجاشي ملك الحبشة، وكان من النصارى أتباع نبي الله عيسى عليه السلام- فأحسن وفادتهم، ومنحهم الأمان في بلده، ولما سمع من أميرهم جعفر بن أبي طالب شيئاً من القرآن الكريم بكى حتى أخضل لحيته، ثم قال: إن هذا والذي جاء به عيسى ليخرج من مشكاة واحدة. ولفت الخطباء إلى أن في ذلك درسا بليغا في التسامح الديني، والتعاون على الخير بين المسلمين وغير المسلمين، وصدق الله تعالى إذ يقول "لا إكراه في الدين". وأشار الخطباء إلى أن النبي صلى الله عليه وسلم على الرغم من أن قريش ضاقت ذرعاً به وبأصحابه وضيقت الخناق عليهم، ومارست بحقهم أشد أنواع الأذى، قابلهم بالصبر والحلم، ودعا لهم بالهداية فقال "اللهم اغفر لقومي فإنهم لا يعلمون". وقال الخطباء إن الله تعالى أذن للنبي صلى الله عليه وسلم بالهجرة عندما أصرّت قريشاً على عنادها، ومنعت رسول الله صلى الله عليه وسلم وأصحابه من نشر رسالة الرحمة للعالمين، وتآمرت على قتله صلى الله عليه وسلم، فجمعت من كل قبيلة شاباً ليضربوه ضربة رجل واحد، ويتفرق دمه بين القبائل. ولفتوا إلى أن النبي صلي الله عليه وسلم أعد لهجرته الخطة، وهيأ الأسباب لنجاحها، ليعلّمنا أن الناجح يقوم بالإعداد لعمله بتميز وإتقان ويتوكل على ربه عز وجل "ومن يتوكل على الله فهو حسبه". وبيّن الخطباء أن النبي صلى الله عليه وسلم خطط لأن يكون أبو بكر الصديق رضي الله عنه رفيقه في الطريق، وأن يقوم علي بن أبي طالب رضي الله عنه، وكان شاباً، بالمبيت على فراش النبي صلى الله عليه وسلم ويتأخر بعده بمكة حتى يؤدي عن رسول الله صلى الله عليه وسلم الودائع التي كانت عنده للناس، ليكون درسا للشباب أن يقوموا بتحمل المسؤولية، ويسخروا طاقاتهم لخدمة الوطن، ويتمتعوا بالأمانة. وأوضحوا أنه كان ليس بمكة أحد عنده شيء يخشى عليه إلا وضعه عند رسول الله صلى الله عليه وسلم؛ لما يعلم من صدقه وأمانته صلى الله عليه وسلم، لافتين إلى أنها "عبرة من أعظم العبر نتعلم منها كيف يجب أن نتعامل مع الناس، فعلى الرغم من أن كثيرا من أصحاب الودائع لم يكونوا من المسلمين، إلا أنهم كانوا يثقون بالنبي صلى الله عليه وسلم ويودعون أموالهم عنده، وهكذا يجب أن نكون، ونعمل بقول الله تعالى "إن الله يأمركم أن تؤدوا الأمانات إلى أهلها". وأشار الخطباء إلى أن هجرة النبي صلى الله عليه وسلم كانت رحلة شاقة مكث فيها صلى الله عليه وسلم ثلاثة أيام في غار ثور، انطلق بعدها إلى طيبة، تحوطه عناية الله تعالى إذ أيده بمعجزات كثيرة وهو في الطريق، منها حادثة سراقة بن مالك مع فرسه، وحادثة أم معبد مع شاتها، ثم وصل رسول الله صلى الله عليه وسلم إلى المدينة بسلام من الله وأمان، واستقبله أهلها بالحب والترحاب، مستبشرين بقدومه، حيث بنى المسجد الذي كان الملتقى لتعليم الناس أمور دينهم ودنياهم، وربط بين المهاجرين والأنصار برباط المحبة والمودة ووحد أمرهم بعد فرقة. وخلص الخطباء إلى أن هذا من الدروس المهمة التي نتعلم منها أهمية الاتحاد "وقد كنا قبل أيام نحتفل بالذكرى الثامنة والثلاثين لقيام الاتحاد والله سبحانه وتعالى يقول "واعتصموا بحبل الله جميعا ولا تفرقوا".
المصدر: أبوظبي
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©