الصيادون الصغار يتعلمون صيغة مميزة لحفظ السمك

تتواصل أنشطة البيئة البحرية التي يقيمها «نادي تراث الإمارات» من خلال فعاليات ملتقى السمالية الصيفي الذي يقام حالياً، حيث يتم تنظيم رحلات صيد لاطلاع الأبناء الناشئة أعضاء النادي على حياة الأجداد وطرق صيدهم وعيشهم قديماً. كما يختبرون كصيادين صغار بعض طرق الصيد التي كانت تهدف جميعها إلى تحقيق الرزق. تسبق تلك الرحلات محاضرات للتعريف بطرق الصيد حيث يشير المستشارون التراثيون المعنيون بمحاضرات وتدريبات المشاركين بالملتقى إلى أن هناك «طرق صيد فردية وأخرى جماعية ومنها ما هو حديث، ومنها طرق قديمة مارسها آباؤهم وأجدادهم ويمارسونها هم حالياً». وأجمعوا على «وجود طرق صيد قديمة لاتزال تمارس حتى يومنا هذا». يقول في ذلك النوخذة الرميثي: «طريقة الصيد بـ«الليخ» إحدى أشهر طرق الصيد القديمة التي يمارسها البعض حتى يومنا هذا وتتم عبر نصب الشباك في عرض البحر ويظل لفترة زمنية، وبعد المعاينة ورفعه ونقل الأسماك التي تم اصطيادها يعاد الصياد الكرة، وتستمر العمليات نحو أسبوع بعدها يرفع الشباك من البحر كي لا يتلوث الليخ بالطحالب. وهناك طريقة صيد «الهيالي» وهي عبارة عن شباك كبيرة ومتينة، يتراوح ارتفاعها ما بين 6و 8 أمتار، يتم مدّها بشكل مستقيم يوافق اتجاه التيار كي يحملها، وهي طريقة تستخدم لصيد أسماك «الكنعد» و«البركود» دون بقية أنواع الأسماك». فيما يشير النوخذة الزعابي إلى نشاط آخر يمارسه المشاركون في الأنشطة البحرية وهو الاطلاع على صناعة المالح -أي السمك المملح- وهو صيغة مميزة لحفظ السمك أبدعها أهل البحر في مواسم الصيد الوفيرة واستخدموا فيها مقادير دقيقة لمواد الحفظ. يقول الزعابي: «تعود هذه الطريقة التي تحفظ بها الأسماك المملحة إلى زمن بعيد فقد توارثناها عن الأجداد ولاتزال قائمة حتى يومنا. فصنع «المالح» يعتمد على التحضير من أسماك القباب والكنعد، وتكون على نوعين ما يعد من سماك القباب الصغير، حيث توضع سمكة بكاملها ماعدا الرأس أو ما يعد من الأسماك الكبيرة ويكون على شكل قطع بحجم الكف. وتبدأ عملية التمليح بشق السمكة إلى نصفين ونزع العظم الأوسط والرأس والزعانف، وبعد ذلك تقطع السمكة إلى أجزاء داخلية دون المساس بشكلها العام لتبقي على هيئتها كاملة، ويوضع الملح الخشن داخلها وترص بشكل جيد وتترك لمدة تتراوح بين شهر ونصف إلى الشهرين». فيما يقدم النادي خلال ملتقى السمالية معارض للحياة البيئية تتوافر فيها كافة عناصر البيئة البحرية من صناعة السفن وشباك الصيد ومستلزمات الغوص ومجموعة من المحار واللآلئ ومسمياتها، تأكيداً على إحياء تاريخ الأجداد وحفظ التراث.