السبت 20 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

معرض أبوظبي للكتاب يروي عطش العائلة للثقافة والمعرفة (فيديو)

معرض أبوظبي للكتاب يروي عطش العائلة للثقافة والمعرفة (فيديو)
26 ابريل 2013 15:04
لمشاهدة الفيديو على الهواتف المتحركة اضغط هنا

معرض أبوظبي الدولي للكتاب عرس ثقافي من 24 حتى 29 أبريل، تهتز له أعطاف كل الأسر الإماراتية المتعطشة للكتاب، التي تتلمس مواسم حضوره الطاغي في المركز الوطني للمعارض، فتشتبك به وتنصهر في بواعث المعرفة المتدلية من كل ركن به، وفي يد كل أب وأم الأبناء في حالة ترتفع فيها الذائقة الوطنية، لتصل إلى حالة من العشق مع الكتب المتراصة كحبَّات اللؤلؤ وعقود الجمان، في هذا المشهد الحضاري الجميل، الذي يؤكد أن المطالعة جزء أصيل من تكوين العائلة الإماراتية تبارى الكثير من أولياء الأمور من أجل استكمال ما ينقص مكتباتهم من كتب في فروع مختلفة.


كان واضحاً جداً مدى اهتمام عائلات بكاملها بالتجول بين أجنحة العارضين من أجل أن يحصل كل فرد فيها على مبتغاه، وكان للأطفال نصيب وافر من هذا الاهتمام إذ حرص العديد من الآباء على تلبية رغبة أبنائهم الصغار في الحصول على القصص المسلية والكتب العلمية والتعليمية والمؤلفات التي تحمل جوانب ترفيهية، فضلاً عن الحرص على حضور الندوات ومتابعة برنامج المعرض للوقوف على فعالياته المثيرة والجميلة في آن، حيث إن المواطنين كان لهم حضور كبير في كل جوانب معرض أبوظبي الدولي للكتاب في دورته الثالثة والعشرين من هذا العام والتي تستمر حتى 29 أبريل من الشهر الجاري.
دعم الثقافة
في أحد أركان المعرض تصدر جناح جمعية الناشرين الإماراتيين المشهد، حيث كان يقصده العديد من المبدعين، وأصحاب دور النشر من أجل التعرف إلى القوانين والتشريعات الخاصة بحقوق النشر في حضور رئيسة الجمعية والرئيس الفخري للمجلس الإماراتي لكتب اليافعين الشيخة بدور بنت سلطان القاسمي، وأوردت أن الدولة تدعم الثقافة وتحرص على أن يكون العنصر المواطن شريكا أساسيا وفاعلا في الفعاليات الثقافية وتقول قدم المعرض في افتتاحه مشهداً جميلاً ومعبراً آن توافدت العديد من الأسر الإماراتية على الأجنحة بحثاً عن أغلى كنز عرفته البشرية، وهو الكتاب، وكان من اللافت حقاً تجاوب الأطفال مع أولياء الأمور، حيث الحرص على الحضور ومن ثم البحث عما يناسبهم من مؤلفات.
وبالنسبة لجناح جمعية الناشرين الإماراتيين في المعرض توضح أن المشاركة كانت ضرورية، حيث تهدف الجمعية إلى تمثيل الناشرين الإماراتيين في المعارض الدولية والعالمية عبر المشاركة في المعارض والملتقيات المعنية بالنشر في الدولة والخارج. وتلفت إلى أن الجمعية تأسست منذ أربع سنوات في عام 2009 ومقرها القصباء في إمارة الشارقة، حيث إن الدولة هي دائرة نشاطها، وهي جمعية ذات نفع عام تعمل على خدمة وتطوير قطاع النشر بالدولة، حيث تهتم بتزويد الناشرين المحليين بمعلومات وافية عن صناعة النشر في العالم، إذ أن الجمعية هي عضو في اتحاد الناشرين العرب، وحصلت على عضوية الناشرين الدوليين في معرض فرانكفورت للكتاب عام 2012، وبذلك تعد الإمارات أول دولة خليجية تحصل على هذه العضوية، وثالث دولة عربية بعد مصر ولبنان.
سوق النشر
وتؤكد أن دولة الإمارات توفر بيئة قانونية ضامنة للتشريعات والقوانين - حيث يتم مراقبة وتطبيق الاتفاقات الخاصة بحقوق النشر كافة - والممارسات التجارية وتحتضن الدولة قاعدة عريضة من المثقفين الذين تتوافر لديهم الإمكانات المالية لشراء الكتب وتشير إلى أن الجمعية خلقت بيئة عملية ساعدت على نشر الكتب وعبر دراسة أصدرتها جمعية الناشرين الإماراتيين، أظهرت أن حجم سوق النشر بالإمارات تصل إلى 260 مليون دولار أميركي، وألمحت إلى أنه لكي يحصل الناشر على عضوية الجمعية، فإنه يجب أن يكون مستقلاً وغير تابع للجهات الحكومية وتبين أن معرض أبوظبي الدولة للكتاب كعادته احتضن الإبداع الإماراتي في أشكاله كافة ومنح فرصة غالية لأبناء الإمارات من أجل أن ينعموا بهذا الكم الكبير من الفعاليات في أحضن المعرفة الإنسانية في كل المجالات.
محبة القراءة
من بين الأمهات اللواتي، حرصن على اصطحاب أبنائهن في هذه التظاهرة الثقافية الكبيرة لطيفة القبيسي، «موظفة»، حيث كانت تسير وسط المعرض مع أطفالها الثلاثة حمد عشر سنوات وأحمد ست سنوات وسلطان أربع سنوات، وتبين أن أطفالها يحبون القراءة ولديهم ارتباط كبير بالكتاب وبمناسبة افتتاح المعرض قررت أن يكونوا معي خصوصاً أن المعرض يوفر كتبا عالمية في مجال تربية الطفل التي أهتم به، فضلاً عن أن أبنائي لديهم اهتمامات مختلفة في هذا الميدان، حيث إن طفلي الأصغر يحب القراءة من خلال الآيباد ويمارس أيضاً ألعابه عليه، وقد تركته فترة بِرُكن الإبداع ليستمع إلى القصص المسلية، ويشارك في تلوين الشخصيات، ومن ثم يختار مجموعة من القصص الصوتية التي يحبها، أما الطفل الأكبر، فهو يحب الكتاب الورقي ومتعلق به إلى أقصى درجة، وقد طلب مني الحضور إلى المعرض حتى يُشارك في الفعاليات والأنشطة الأخرى أما الولد الأوسط، فهو يميل إلى قراءة قصص الخيال العلمي وسلسلتي عالم البحار والحيوان وهو بطبعه غارق في الخيال، ودائماً يحكي لنا مواقف خاصة به أجد أنها تصلح للتدوين، ومن ثم تكتمل في منظومة قصة وأتوقع أن يتجه إلى ممارسة أنماط أدبية في المستقبل.
عائلة كاملة
في مشهد آخر أمسك حميد المصعبي ورقة في يده مسجل عليها أسماء مجموعة من الكتب وراح يناقش زوجته فيها ويتحدث معها عن ضرورة الحصول عليها ويبين أنه حضر مع عائلته كاملة، حيث توزعت في مجموعات وبقي هو وزوجته في أول المعرض من أجل متابعة دور النشر للبحث عن كتب اجتماعية ترغب بها زوجته وعن الميادين التي يحب أن يقرأ فيها يوضح أنه مشغوف بكتب الخيال العلمي، حيث دائماً يتابع الأفلام والمسلسلات الأجنبية التي تتضمن قصصاً مثيرة في هذا الجانب وحرص على الحضور لمعرض أبوظبي الدولي للكتاب في الافتتاح حتى يتسنى له اقتناء قصص خيال علمي، خصوصاً أن مثل هذه الكتب تنفد بسرعة إذ أن الإقبال عليها كبير، ويشير إلى أن مجموعة من أطفال العائلة حضروا معه وتتراوح أعمارهم من أربع إلى ثماني سنوات، حيث إن الأسرة الإماراتية في هذا العصر مهتمة بالمعرفة ولديها شغف في أن تجعل أطفالها يتواصلون مع الفعاليات الثقافية الكبيرة، مثل المعارض والملتقيات خصوصاً أن هذا العصر مليء بالتحديات ولا مكان فيه إلا للمثقفين.
قائمة كتب
لم تستطع هند المرزوقي طالبة في جامعة زايد تفويت فرصة افتتاح معرض أبوظبي للكتاب في دورته الثالثة والعشرين، حيث كتبت قائمة طويلة لمجموعة من الكتب التي ترغب في اقتنائها وترى أن مثل هذه الفعاليات تحفز الفتيات الجامعيات من المواطنات على المشاركة إذ أن الحدث لا يمكن تجاهله والبيئة الإماراتية بوجه عام أصبحت تشجع بشكل عام الاطلاع والتمسك بالمعرفة على سبيل أنها أهم الطرق المؤدية للتقدم والتفاعل مع الحضارة الإنسانية وتلفت إلى أنها قررت شراء كتب لمؤلفين خليجيين من أجل تشجيعهم أولاً، ومن ثم الاطلاع على أفكارهم، كما ضمت قائمتها روايات جائزة البوكر العربية وكتاب «من وحي القلم للرافعي»، وفي أثناء تجولها بالمعرض انضمت إليها أختها نورة التي تختلف معها تماماً في اتجاهها الثقافي والفكري، حيث تفضل قراءة الكتب الواقعية والتي تتناول السير الذاتية لشخصيات عالمية معروفة وتبين نورة أن لها مكتبة خاصة منعزلة عن أختها، حيث القراءة ومحبة الكتب هما عاملان مشتركان بينها وبين أختها.



محبة اللغة العربية

من أمام أحد دور النشر الخاصة بالأطفال وقفت الطفلة هناء عباس 8 سنوات صف ثاني في مدرسة أبو موسى إلى جوار أختها الطالبة الجامعية تبحث عن مجموعة قصص للأطفال وأخذت تقلب في القصص الملونة الكثيرة المرصوصة بترتيب على أحد الأرفف، وتقول: أحب اللغة العربية جداً وأسعى إلى أن أصبح قوية فيها كتابة ونطقاً وأختي تساعدني في تعلمها وحين بدأت فعاليات المعرض أخذتني على الفور إلى أروقة المعرض ومنذ ساعتين ونحن ندور على دور النشر من أجل تحصيل كمية كبيرة من القصص الملونة. وتضيف: أهتم أيضاً باللغة الإنجليزية وأقرأ بها، لذا حرصت على شراء مجموعات للأطفال مكتوبة بهذه اللغة وأتمنى في المستقبل أن أتوسع في كتب مختلفة حتى أكون حصيلة معرفية كبيرة.

أم تلبي رغبة طفلتها

حرصت الطفلة عائشة النعيمي 11 عاماً صف سادس على حضور فعاليات المعرض والمشاركة في أنشطة مختلفة، حيث انضمت إلى ركن الإبداع الأطفال، وكذلك حملة «أبوظبي تقرأ»، حيث ألحت على والدتها قبل بدء افتتاح المعرض بيومين في القدوم من مدينة العين، وبالفعل استجابت الأم الحريصة على ?أن تلبي رغبة مهمة لدى طفلتها، حيث المشاركة في عرس ثقافي ينتظره الجميع مرة واحدة في العام.
تقول عائشة بالمصادفة وجدت أحد المنظمين يعلق صوراً للمغفور له بإذن الله الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان «طيب الله ثراه» فطلبت منه أن يشرح لي ما تعبر عنه الصور التي كانت تتناول أسفار زايد الخير في عدد من الدول العربية.
المصدر: أبوظبي
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©