بغداد تعلن وطهران تنفي سيطرة قوة إيرانية على بئر نفط حدودية عراقية

أعلن مسؤولون عراقيون والجيش الأميركي في العراق أن جنوداً إيرانيين توغلوا في الأراضي العراقية وأقاموا موقعاً عسكرياً في منطقة نفطية حدودية بمحافظة ميسان جنوبي العراق متنازع عليها مع إيران، التي نفت ذلك قطعياً. وأبلغ مستشار رئيس الوزراء العراقي نوري المالكي الإعلامي علي الموسوي (الاتحاد) في بغداد بأن التصرف الإيراني يعد خرقاً واضحاً للقوانين الدولية والعلاقات الثنائية . لكنه أكد أن الحكومة العراقية ستتبع الطرق الدبلوماسية لمعرفة أسباب الحادث ثم تنتقل إلى الخطوة التالية للتفاهم حول الموضوع. وقال القائد في قوات حرس الحدود العراقية في”المنطقة الرابعة” في العمارة عاصمة ميسان العميد ظافر نظمي في تصريح صحفي “إن قوة إيرانية احتلت البئر رقم 4 في حقل شرقي ميسان في منطقة الفكة الحدودية مع إيران ورفعت العلم الإيراني عليها وقامت بتحصينها وحفر خندق ونشر مدرعات حولها”. وقال نائب وزير الداخلية العراقي أحمد علي الخفاجي لصحفيين في بغداد إن 11 جنديا إيرانياً تسللوا عبر الحدود بين البلدين وسيطروا على بئر النفط ورفعوا عليها العلم الإيراني في أحدث عمليات توغل خلال هذا الأسبوع. وأضاف أن الحكومة العراقية لم تتخذ إجراء عسكرياً لكنها ستسعى إلى رد دبلوماسي محسوب على الموقف وأن المسؤولين العراقيين ينتظرون الأوامر من قيادتهم. وقال المتحدث باسم الحكومة علي الدباغ لاحقاً “إن العراق يطالب بالانسحاب الفوري من البئر رقم 4 وحقل الفكة النفطي ويسعى إلى تسوية سلمية ودبلوماسية للمسألة”. وأعلن وزير الدولة لشؤون الأمن الوطني العراقي شيروان الوائلي أن مجلس الأمن الوطني العراقي برئاسة المالكي وعضوية وزراء الدفاع عبد القادر العبيدي والداخلية جواد البولاني والخارجية هوشيار زيباري والمالية بيان باقر جبر صولاغ والعدل صفاء الصافي عقد جلسة طارئة لمناقشة التجاوز الإيراني. وقال متحدث باسم الجيش الأميركي في الناصرية في تصريح صحفي “إن الحادث وقع من دون أعمال عنف ونأمل في أن تتم معالجته بين العراق وإيران”. وأضاف “تقع البئر في منطقة حدودية مشتركة بين العراق وإيران تشهد حوادث متكررة”. وقال قائد الفرقة الرابعة في اللواء المدرع الأول الأميركي المتمركز في المنطقة العقيد بيتر نيويل “يزور موظفون في وزارة النفط العراقية هذا الموقع كل ثلاثة أو أربعة أشهر لإصلاح مضخة أو لإجراء أعمال الصيانة. يطلونه بالألوان العراقية ويرفعون العلم العراقي فوقه وما أن يذهبوا حتى ينزل الإيرانيون من التلة ويعيدون طلاء الألوان الإيرانية ويرفعون العلم الإيراني وذلك يتكرر منذ ثلاثة أشهر “. وأوضح أن حقل الفكة يقع في أرض عراقية وفق اتفاق الهدنة الموقع بين البلدين اثر انتهاء حربهما الدامية (1980-1988) لكن تلك الأرض كانت إيرانية قبل ذلك وهو يبعد مسافة 500 متر عن الحدود ومسافة كيلومتر واحد عن موقع قوة عراقية وأضاف أن هناك 5 حقول أخرى ضمن الأراضي المتنازع عليها بين البلدين. وفي طهران، ذكرت وكالة أنباء (مهر) الإيرانية شبه الرسمية إن “شركة النفط الوطنية” الإيرانية نفت في بيان رسمي سيطرة جنود إيرانيين على أي بئر نفط داخل أراضي العراق. وقد استخرج العراق النفط من 3 حقول في الفكة مخزونها المقدر 1.55 مليون برميل نفط حتى عام 1974 ثم توقف عن ذلك حتى الآن ثم وضعت في جدول تراخيص للاستثمار أعلنته وزارة النفط العراقية في شهر يونيو الماضي. وأبلغت مصادر دبلوماسية في وزارة الخارجية العراقية (الاتحاد بأنه تم من قبل تشكيل لجنة لمتخصصين بشؤون الحدود من كلا البلدين لترسيم الحدود ولم تنه أعمالها بعد وإن المشاكل العالقة بين الطرفين هي الحدود والمعتقلين والأسرى.