30 سبتمبر 2008 03:40
تعرض الجيش اللبناني امس لاعتداء إرهابي جديد، حيث استهدفت إحدى حافلاته العسكرية بعبوة ناسفة لدى مرورها في منطقة البحصاص عند المدخل الجنوبي لمدينة طرابلس شمال لبنان مما أسفر عن مقتل 4 جنود وإصابة 26 آخرين بجروح إضافة الى مقتل مدني وجرح 9 آخرين·
وأفادت الشرطة اللبنانية ان الانفجار ناجم عن عبوة ناسفة تزن نحو كيلوجرامين من مادة ''تي ان·تي'' ومحشوة بالمسامير فجرت عن بعد وكانت موضوعة في اسفل سيارة ''رينو ''18 كحلية اللون تحمل الرقم 170348 وقد دفعها الانفجار نحو 6 أمتار الى احد الأحراج المحيطة· وقتل في الانفجار الجنود فؤاد قداوح وانور الخطيب وعلي احمد العلي واحمد اسماعيل والمدني سامي الجمل· كما ادى الانفجار الى اصابة 26 عسكرياً و9 مدنيين بينهم طفل عمرة 3 أعوام وثلاثة في حالة حرجة·
وامتلأ موقع الحادث بأشخاص يبحثون عن أقارب لهم كانوا على متن الحافلة وهو يصرخون وينوحون· وكان الانفجار قويا بحيث أطاح بالنوافذ وألحق أضرارا بالسيارات القريبة· وقال مصدر امني في موقع الحادث ''إن الانفجار وقع بينما كانت حافلة الجنود في اتجاهها إلى بيروت خلال ساعة الذورة الصباحية''· وأضاف ''أنه يعتقد أن جماعة أصولية تقف وراء التفجير وربما كانت فتح الاسلام''·
وأفادت بعض المعلومات ان صاحب السيارة ويدعى فواز عبد السلام صبرا من مواليد 1976 وهو عسكري، عاد لدى وقوع الانفجار لتفقد سيارته فوجد انها المستهدفة، فسلم نفسه الى القوى الامنية حيث بدأت التحقيقات معه، ونفى أي علاقة له بالحادث، مشيراً الى انه لا يعرف من وضع العبوة تحت سيارته·
وسطر قاضي التحقيق العسكري الاول رشيد مزهر استنابة الى الشرطة العسكرية بإجراء التحقيقات الاولية في الحادث· في حين ترأس وزير الداخلية زياد بارود اجتماعاً لمجلس الامن المركزي بعد ان كان اجتمع مع وزير الدفاع الياس المر، حيث جرى تبادل المعلومات بشأن الانفجار وأعطيا التعليمات اللازمة للقوى الامنية·
واصدرت قيادة الجيش بياناً قالت فيه ان الانفجار يستهدف بشكل واضح مسيرة الامن والاستقرار وخطوات التقارب والمصالحة بين اطراف المجتمع الواحد من خلال عمل ارهابي جديد· فيما لم تعلن أي جماعة مسؤوليتها بعد عن الاعتداء·
يذكر ان اشتباكات دارت في طرابلس خلال الاشهر الماضية بين منطقة باب التبانة التي تقطنها غالبية من السنة ومنطقة جبل محسن حيث تقيم غالبية من الطائفة العلوية· واستقر الوضع بعد اشراف زعيم الاكثرية النيابية النائب سعد الحريري على مصالحة بين الطرفين في اوائل الشهر الجاري·
وخاض الجيش عام 2007 معارك شرسة استمرت أكثر من ثلاثة أشهر ضد جماعة ''فتح الاسلام'' الارهابية في مخيم نهر البارد للاجئين الفلسطينيين في شمال لبنان انتهت بسيطرته على المخيم· لكن زعيم الجماعة شاكر العبسي الذي نجح بالفرار هدد في 8 يناير الماضي الجيش اللبناني بمواصلة الحرب ضده·
الى ذلك، ذكرت وسائل الاعلام اللبنانية أن القوات السورية شوهدت وهي تقوم ببناء تحصينات في منطقة تعتبر أنها تقع داخل الاراضي اللبنانية بالقرب من الحدود· وذكرت أيضا أن الجنود السوريين كانوا يمنعون رعاة الاغنام اللبنانيين من الاقتراب من المنطقة·
المصدر: بيروت
عدد اليوم
