«رجل من هذا الزمان» يعيد الاعتبار للعلماء ويكشف أسرار مصطفى مشرفة

أوشكت المخرجة إنعام محمد علي على الانتهاء من تصوير مسلسل «رجل من هذا الزمان» الذي يتناول قصة حياة ومشوار وإنجازات العالم المصري الراحل علي مصطفى مشرفة. وقبل عرض المسلسل طالته سهام الاتهامات بأنه محاولة لتجميل وجه الاستعمار الانجليزي لمصر، من خلال إظهاره بأنه راعي العلم والعلماء. والمسلسل قصة وسيناريو وحوار محمد السيد عيد، وبطولة أحمد شاكر عبداللطيف ومنال سلامة وأحمد خليل وهنا شيحة وياسر فرج ونرمين زعزع وهبة مجدي وإبراهيم يسري ومحمد سليمان وشريف خير الله. ويقول السيناريست محمد السيد عيد أن أحداث المسلسل تدور حول حياة الدكتور علي مصطفي مشرفة، وهي مليئة بالكفاح وتحدي الصعاب والظروف القاسية التي مر بها في طفولته، واستطاع ان يكون واحداً من ألمع الشخصيات في عصره، كما تكشف أحداث المسلسل عن أسرار جديدة في حياته العلمية ونبوغه، وأهم أبحاثه، وجوانب شخصيته المتعددة، وهواياته الموسيقية والأدبية، وصداقته لكبار الكتاب والأدباء توفيق الحكيم وطه حسين وأحمد أمين وأضاف عيد: العمل يقدم مرحلة مهمة من تاريخ مصر الحديث في الفترة من عام 1923 وحتى 1950 من خلال استعراض حياة مشرفة الذي حصل على أعلى درجة في العلوم عن أبحاثه في التأثير الكهربائي والمغناطيسي في مجال المادة، والتي ستقوده الى تفتيت الذرة. ويقول محمد السيد عيد: المسلسل ليس علمياً جامداً، بل تدور أحداثه في إطار درامي شيق حول ان مشرفة ليس منغلقاً على ذاته ونفسه، ولكنه يعيش حياته بشكل طبيعي، ويحب ويتزوج ويمارس هوايته، مع انه كان صاحب اختراع القنبلة الهيدروجينية، كما يقدم المسلسل يقدم صورة عامة لمصر في النصف الأول من القرن العشرين. ونفى عيد أن يكون مسلسله محاولة لتجميل وجه الاستعمار، حيث أكد ان أحداثه تدور حول حياة د.مشرفة بداية من نشأته في مدينة دمياط، ثم رحيله إلى القاهرة، وإقامته بإحدى الشقق المتواضعة في حي عابدين، مروراً برحلته إلى إنجلترا بعد أن تم اختياره من قبل وزارة المعارف العمومية لبعثة علمية إلى بريطانيا. ومشرفة لم يهاجر إلى لندن، ولكنه تعلم فيها فقط، ومساعدات الإنجليز له كانت نابعة من نبوغه العلمي. ورفض عيد الحديث عن نهاية الدكتور مشرفة التي لها روايتان الأولى أنه توفى في 15 يناير 1950 مسموماً في ظروف غامضة، وقيل إن أحد مندوبي الملك فاروق كان خلف وفاته، والرواية الثانية هي أن جهاز الموساد الإسرائيلي كان وراء قتله. ويقول بطل المسلسل أحمد شاكر عبد اللطيف: بعد انتهاء عرض مسلسل «أسمهان» الذي قدمت فيه شخصية فريد الاطرش، حدثتني المخرجة إنعام محمد علي عن أن لديها مفاجأة لي، ورشحتني لمسلسل «علي مصطفى مشرفة» أحد أهم علماء عصره، وتحمست للشخصية. وأضاف: شعرت بقلق وخوف لأنه عمل كبير ومسؤولية، فقد روج الفن على مدى تاريخه لفكرة محورها السخرية من العالم والبحث العلمي، وبعد قراءتي للسيناريو اكتشفت ان المسلسل ليس عملاً جافاً، ووجدته عملاً اجتماعياً في المقام الأول، فحياة علي مصطفى مشرفة كانت ثرية، وعاش أكثر من قصة حب، وكانت له اهتمامات فنية وثقافية وسياسية، وحياته رحلة كفاح غير عادية، فقد تحمل مسؤولية أسرته في سن صغيرة، ونجح في الوصول إلى القمة، وهذا أعطاه قوة جعلته يشعر بالمسؤولية تجاه بلده. وعن تكرار تعاونه مع المخرجة إنعام محمد علي قال: كثرة التعامل معها أدت الى تناغم بيننا مما يسهل عملية تقبل الملحوظات والتوجيه للوصول إلى الشكل النهائي للأداء المطلوب، وأنا أثق بها كمخرجة وهي قيمة كبيرة ولا تحتاج إلى الإشادة بعملها. شخصية أساسية من جانبها هنا شيحه أوضحت: «ألعب في المسلسل شخصية «دولت»، زوجة مشرفة، التي ضحت كثيراً من أجل زوجها، وهي من الشخصيات المحورية في العمل، وتنتمي لأسرة غنية وباعت كل ما تملك لكى توفر لزوجها الجو الملائم والإمكانات التي تساعده لكي يبدع في عمله، ورفضت أن يعيش فى شقة عادية مثل أي فرد وقررت أن تشتري له، فيلا فخمة تليق باسمه كما شعرت بحزن طويل، لأنها لم تستطع أن تنجب له عدداً كبيراً من الأبناء، فقد أنجبت له 3 أبناء فقط هم «مصطفى ونادية وسلوى»، وتوفى ابن بعد مولده، بأشهر قليلة وأجهضت في ابن آخر». وعن استعدادها للشخصية قالت: هناك فريق متكامل من مصففي شعر وملابس وماكياج وأزياء استندوا الى مراجع كبيرة ليتم تصميم الملابس والاكسسوارات وتسريحة الشعر التي تناسب الفترة الزمنية التي تدور فيها أحداث المسلسل. وحول خلافها مع المخرجة إنعام محمد علي فى كواليس المسلسل قالت: لا يعقل ان ينشب خلاف بيني وبين مخرجة بحجم إنعام محمد علي، خاصة أنها ليست التجربة الأولى التي تجمعني بها، فقد تعاونت معها في مسلسل «مباراة زوجية»، وعرفت جيداً أسلوب عملها والتزامها وما تحبه وما تكرهه، وماذا تريد قبل أن تنطق به، فالعلاقة بيني وبينها على خير مايرام، ويكفي إنني تغيرت كثيرا بسببها. وقالت منال سلامة: أجسد دور «نفيسة» شقيقة الدكتور مصطفى مشرفة، وهي التي تتحمل مسؤولية الأسرة بعد وفاة الأب والأم. وقال شريف خير الله انه يجسد شخصية «مكرم عبيد» احد زعماء حزب «الوفد» في تلك الفترة، والذي ارتبط بعلاقة صداقة مع د.مشرفة. وقال أحمد عبد الوارث إنه يظهر خلال أحداث المسلسل بشخصية «زكي العرابي» وزير التربية والتعليم ،والذي طور التعليم المصري بالتعاون مع العالم مشرفة. تعديل الصورة المخرجة إنعام محمد علي تؤكد قيمة المسلسل وأهميته، حيث يعيد تعديل الصورة المشوهة عن العلماء في الدراما المصرية، كما يؤكد قيمة العلم والعلماء ويقدم صورة لعالم مصري جليل كان أول من حصل على الدكتوراه في أبحاث الذرة، ويبرزه على أنه إنسان متفتح مكافح. وقالت المخرجة : كان مصطفى شعبان هو المرشح الاول لبطولة المسلسل، ولكني اضطررت لاستبعاده قبل التصوير لإصراره على الحصول على ثلاثة ملايين جنيه مقابل بطولة المسلسل، وهو الأمر الذي رفضه المسؤولون في جهة الإنتاج. وتضيف إنعام: كنت أرى مصطفي شعبان في شخصية العالم الراحل مصطفى مشرفة، لذلك بادرت بالاتصال به لتبليغه بالمسلسل، ولكني فوجئت به يصر على أجر ثلاثة ملايين جنيه، وحاولت التوسط لتقريب وجهات النظر بينه وبين شركة الإنتاج، ولكن إصرار مصطفى جعلني انسحب من الوساطة، وبعد وقت طويل من المفاوضات التي لم تنجح بدأت رحلة البحث عن شاب يجيد اللغة الإنجليزية بطلاقة فوجدت أحمد شاكر عبداللطيف، وبعد جلستين معه شعرت بأنه الأنسب للدور. وعن الشخصيات الرئيسية في المسلسل، وفي حياة العالم الكبير، قالت المخرجة: تتكون أسرة الدكتور علي مصطفى مشرفة في المسلسل منه هو و3 أشقاء حصلوا جميعهم على درجة الدكتوراه، وشقيقة وحيدة تلعب دورها منال سلامة، بينما يلعب ياسر فرج شخصية شقيقه «مصطفى»، ويؤدي تامر يسري شخصية شقيقه الثاني»عطية»، ويلعب حسام فارس شخصية الشقيق الثالث «حسن»، ويقدم محمد سليمان شخصية الموسيقار محمد عبدالوهاب في شبابه، حيث كان من أقرب أصدقاء العالم الكبير، وتقدم هبة مجدي شخصية «ليز» الإنجليزية التي ارتبط معها علي مصطفى مشرفة بقصة حب كبيرة، بينما كان يدرس في لندن، ويلعب أحمد خليل شخصية والد «ليز»، بينما يظهر إبراهيم يسري بدور عميد الأدب العربي د. طه حسين، اما نيرمين زعزع فتقوم بدور «هيلدا» زوجة مصطفى مشرفة، شقيق د.علي مشرفة.