الجمعة 29 مارس 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
الأخبار العالمية

الجيش الأميركي يواجه معضلة التنمية في شرق أفغانستان

19 ديسمبر 2009 02:34
تقوم مجموعة من الجنود الأفغان متمركزة منذ شهر على تلة صخرية على ارتفاع اكثر من 850 مترا، بمراقبة واد في شرق البلاد على مقربة من الحدود الباكستانية في منطقة ينشط فيها المتمردون. وقال رقيب يرتدي البدلة المرقطة الجديدة التي جهز بها الجيش الأفغاني ويحمل بندقية أم 16 أميركية تحل تدريجيا محل رشاشات الكلاشينكوف التقليدية ، “تعرضنا أمس لإطلاق نار بالرشاشات الثقيلة طوال قبل الظهر”. وينضم إلى الجنود الـ 17 في مركز “تانجو” مجموعة من الجنود الأميركيين من الفوج الأول التابع للكتيبة 32 في فرقة المشاة العاشرة الجبلية بعدما تسلقوا مئة متر انطلاقا من الطريق التي تعبر في الأسفل. وقال لفتنانت شاب “جئنا نساعدكم على وضع خطة رد بالمدفعية الأميركية في حال تعرضتم لهجوم”. وكان الرئيس الأميركي باراك أوباما اعلن في 1 ديسمبر عن ارسال تعزيزات من 30 ألف جندي أميركي إضافي سينتشر معظمهم في جنوب أفغانستان. أما في الشرق ، فسبق وأرسلت تعزيزات وبدأت النتائج الأولى تظهر بحسب العسكريين الأميركيين المنتشرين في جنوب ولاية كونار الريفية والذين أوشكوا على العودة إلى بلادهم بعد مهمة استمرت سنة. وقال اللفتنانت كولونيل مارك أودونل “كنا نحن التعزيزات الفعلية الأولى. لقد ضاعفنا بمعدل 3,5 عديد القوات المنتشرة في منطقة عملياتنا عندما حل جنود فوجنا السبعمائة في ديسمبر 2008 محل السرية (أقل من 200 عنصر) التي كانت منتشرة”. وكان من المفترض أساسا أن يتوجه الفوج إلى مدينة الصدر في بغداد، لكنه تقرر قبل ثلاثة اشهر من رحيله تغيير وجهته إلى أفغانستان ونشره في كونار حيث سبق وتمركز عام 2006. وبحسب أجهزة الاستخبارات ، فإن المنطقة تؤوي حوالي مئتي متمرد يوجهون بانتظام رسائل لاسلكية إلى القوات الأميركية يتحدونها فيها أن تخوض معارك ضدهم في المناطق الجبلية بأسلحة متكافئة وبدون دعم جوي لإثبات شجاعتها. وقال الكابتن كريستيان لايتسي “هنا ينشأ الأطفال على صورة والدهم أو جدهم مكللا بالمجد أيام كان مجاهدا ضد السوفييت،ويستمعون إلى قصصهم عن الحرب ، في حين أن آفاقهم المستقبلية تبقى محصورة ما بين أن يصبحوا مزارعين أو سائقي سيارات أو تجارا”. ويتابع “إنهم فقراء وغير متعلمين ، ويسهل التأثير عليهم وإرسالهم إلى مدرسة دينية في باكستان حيث يوفرون لهم المأوى والملابس والطعام فضلا عن بندقية لمحاربة المحتلين”. وطورت القوات الأميركية استراتيجيتها لمكافحة التمرد على ضوء الواقع الميداني. وقال ضابط في الاستخبارات “كنا في الماضي نركز اكثر على القتال. اما الآن فنبذل المزيد من الجهود في مجالي حسن الإدارة والتنمية. نفعل ما كان يجدر بنا القيام به من قبل”. وبات إضفاء مصداقية على الحكومة الأفغانية سواء على المستوى الوطني أو على المستوى المحلي ، الأولوية المعلنة لقائد القوات الدولية في أفغانستان الجنرال ستانلي ماكريستال. وتساءل الكابتن كريستيان لايتسي “المشكلة أن أصحاب النفوذ لا يريدون أن يخسروا سلطتهم. فلماذا يعززون المؤسسات المحلية إن لم يكن ذلك لصالحهم؟” وقال “إن أعطيتم الملا المزيد من السلطة ، فسوف يشكو أستاذ المدرسة. وإن عززتم صلاحيات حاكم المنطقة، فسوف يشعر أعيان القبائل أو أسياد الحرب السابقون أنهم خدعوا. لكن لا بد أن يفقد أحد ما بعض السلطات عاجلا أم آجلا”.
المصدر: سركاني، أفغانستان
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©