11,2 مليار درهم استثمارات إماراتية في مجال الأقمار الصناعية

ارتفع إجمالي الاستثمارات الإماراتية في مجال الأقمار الصناعية بنسبة 115%، ليصل إلى أكثر من 11,2 مليار درهـم بعد إطــلاق القمرين الصناعيين “Y1A”و“Y1B”، التابعين لشركة الياه للاتصالات الفضائية “الياه سات”. وتتوزع الاستثمارات الإماراتية في قطاع الأقمار الصناعية على ثلاث مؤسسات رئيسية، هي شركة الياه للاتصالات الفضائية “الياه سات”، التي أطلقت قمرين صناعيين للاتصالات والبث الفضائي، باستثمارات تصل إلى نحو 6 مليارات درهم، فيما تجاوزت استثمارات شركة الثريا في القطاع خمسة مليارات درهم، مقابل نحو 200 مليون درهم قيمة استثمارات مؤسسة الإمارات للعلوم والتكنولوجيا لتنفيذ برنامجها الفضائي. وأكد مسؤولون تنفيذيون أن الشركات الإماراتية ستواصل استثماراتها في مجال الأقمار الصناعية، بما يسهم في تعزيز مكانة الدولة في هذا القطاع لمواكبة التحول التدريجي إلى الاتصالات الفضائية التي تتميز بكفاءتها العالية ونفاذها للمناطق النائية والوعرة التي يصعب على شركات الاتصالات التقليدية الوصول إليها. وأوضحوا أن إطلاق القمر الصناعي “Y1B” بنجاح يسهم في تعزيز مكانة الدولة في مجال الأقمار الصناعية العاملة في مجالي البث والاتصالات الفضائية. من جانبه، أكد أحمد عبيد المنصوري المدير العام لمؤسسة الإمارات للعلوم والتقنية المتقدمة، أن الاستثمارات الوطنية في مجال الأقمار الصناعية تعزز من مكانة الدولة في هذا المجال الحيوي الذي يكتسب أهمية متزايدة مع زيادة الاعتماد على الحلول التكنولوجية. ومن المقرر أن تقوم المؤسسة بإطلاق القمر الصناعي الثاني دبي سات 2 خلال الربع الأخير من العام الحالي، كما تخطط المؤسسة لإطلاق القمر الصناعي محلي الصنع “دبي سات-3” خلال عام 2015. وأكد المنصوري أن عملية تصنيع القمر الصناعي الثالث ستتم بالكامل في الإمارات، مشيراً إلى أن الكوادر الوطنية العاملة في المؤسسة بلغت مرحلة من الجاهزية تمكنها من الوصول إلى هذا الهدف. وأضاف أن القمر الصناعي الجديد، يعد ثالث قمر صناعي تطلقه المؤسسة ضمن برنامج عمل طويل يهدف إلى نقل المعرفة والخبرات إلى الكوادر الوطنية المؤهلة. وقـال المنصـوري إن الكـوادر المواطنـة في المؤسسة والتي أشرفت على عملية تصنيع وإطلاق القمـر الصناعي الأول، تواصل مهامها لإطلاق القمر الصناعي الثاني في الموعد المحدد، تجاوزت حدود معرفتهـا مجرد الإلمام بكيفيـة تصنيع القمر الصناعي لتصل إلى القدرة على الإضافة والتعديل. وزاد قائلاً “الكوادر المواطنة المدربة بالمؤسسة ستقوم خلال المرحلة المقبلة بتسجيل عدد من براءات الاختراع في مجال تصنيع الأقمار الصناعية للاستشعار عن بعد”. من ناحيته، قال طارق عبد الرحيم الحوسني الرئيس التنفيذي لشركة الياه سات في تصريحات سابقة لـ”الاتحاد” إن إجمالي استثمارات الشركة لإطلاق القمرين الصناعيين “Y1A”و “Y1B” بلغت نحو 6 مليارات درهم. ولفت إلى أن الشركة تدرس إطلاق قمر صناعي ثالث في النصف الثاني من العام المقبل، حيث تقوم حالياً بدراسات مفصلة للتأكد من جدوى هذه الخطوة. وقال الحوسني إن الشركة ستركز في المرحلة المقبلة على تقديم خدمات النطاق العريض “البرود باند” نظراً لحاجة السوق الإقليمية للمزيد من الطاقات الاستيعابية في هذا المجال، فضلاً عن قدرة الشركة على تقديم قيمة مضافة حقيقية على هذا الصعيد من خلال التعاون مع شركائها الاستراتيجيين. وأوضح الحوسني أن القمر الصناعي الياه سات يعد أول قمر صناعي في العالم يوفر خدمات نقل بيانات الإنترنت عبر نطاق “ka-band” وهو الأمر الذي يمثل قفزة نوعية في قطاع تقديم خدمات الإنترنت عبر الأقمار الصناعية، حيث يوفر هذا النطاق ضعف الطاقة الاستيعابية المتاحة على النطاقات الأخرى التي يستخدمها بقية مشغلي الأقمار الصناعية التي تقدم خدمات الإنترنت. وأشار إلى أن قدرة هذا النطاق على مضاعفة الطاقة الاستيعابية سيمنح شركة الياه سات مساحة جيدة لتقديم خدمات الإنترنت السريع بأسعار تنافسية تقل كثيراً عن الأسعار الحالية لهذه الخدمات. وقال إن استخدام الياه سات للنطاق “ka-band” لا يقتصر فقط على مضاعفة الطاقة الاستيعابية، بل إنه يتميز بالجودة الفائقة وسرعة نقل البيانات، إذ ستوفر الحزمة “ISTM” سعة نقل بيانات تصل إلى نحو 100 ميجابت. وكانت “مبادلة” قد أسست شركة “ياه سات” في عام 2007 لتوفير حلول الاتصال بالأقمار الصناعية لشركات القطاعين العام والخاص في منطقة الشرق الأوسط، وأفريقيا، وأوروبا، ومنطقة جنوب غرب آسيا، بحسب البيانات المتوافرة في موقع الشركة.