الجمعة 19 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

وليمة العيد ليس فيها كرم··· وناقة العيد ترفس من يكثر الأكل

وليمة العيد ليس فيها كرم··· وناقة العيد ترفس من يكثر الأكل
30 سبتمبر 2008 21:24
يقال في الإمارات إن العيد ليس به كرم، ويعكس هذا المثل صورة لما اعتاد عليه الناس في العيد، حيث تقوم كل العائلات المقتدرة ومتوسطة الحال بشراء ما يلزم لولائم العيد، التي تقام خلال اليوم الأول منه· فيما يكتفي البعض خلال الأيام الأخرى بتحضير أطباق خفيفة· في الغالب لاتزال بيوت الموسرين تقيم الولائم طوال أيام العيد، ويتم طهي الذبائح مع الأرز وتقديمها على هيئة عيش ولحم، وهي الطريقة التقليدية والأصلية قبل دخول البرياني مع دخول الهنود للخليج، حيث أصبح ينافس الـ(عيش واللحم)· ربما يجد البعض أن هذه العادة تعكس الترف والإسراف، ولكن لعادة ولائم العيد في الإمارات أسبابا اجتماعية وإنسانية الى جانب فرحة الصائمين بقدوم العيد، والكثير من الفئات المجتمعية المتمسكة بالتقاليد القديمة أصبحت في قلق، بسبب تناقص ولائم العيد· في المناطق الشرقية من الدولة وأيضا في المنطقة الغربية، لا تزال صور الاحتفاء بالمناسبات كما كانت سابقا، مع إضافة الأشكال الجديدة من الأدوات وطريقة الخدمة وشكل السفرة، حيث تبرز كل أسرة ذوقها المتمدن· من رأس الخيمة تحدثت علياء المحرزي فقالت عن وليمة العيد( ما بالعيد كرم) وشرحت ذلك بقولها إن دعوة إنسان لغداء في العيد لا تعتبر كرما، لأن كل إنسان يشتري الذبيحة ويصنع منها سفرة عيش ولحم، ويأتي بالفواكه وما يتم صنع الحلويات الشعبية منه، ومنذ قديم الزمان عندما كنا أطفالا وحتى الآن ونحن نعد وليمة العيد كل عام، وبهذا الشكل لا تعتبر الدعوة كرم من صاحب الدعوة لأي شخص لأن الطعام في الأصل جاهز للجميع· وأكملت علياء: هذه اللحوم تطهى وتعد منها وليمة العيد من أجل عدة أسباب، وأهمها أن صاحب كل بيت عليه بعد صلاة العيد أن يدعو كل من يعرفهم بعد انتهاء الصلاة إلى داره والهدف من ذلك زيادة الروابط الاجتماعية والتماسك الأسري ولتجديد العلاقات· وأكملت: إن الرجل المقتدر والذي يعلم كل من يعرفه أنه صاحب مال وجاه، لا يستطيع أن يدعي أحبابه وأصحابه إلى مرقة دجاج أو ديك، فهذا يقدم لعابر سبيل من المعارف الذي يأتون في زيارة مفاجئة، كإفطار في الصباح في الأيام العادية في قديم الزمان· لكن البعض أصبح يولم من أطباق مختلفة نوعا ما، مثل جلب أفخر الحلويات مثل الشكولاته والبقلاوة والملبن والمكسرات، وكذلك الفواكه الغالية، ويصنع إلى جانب ذلك الحلويات الشعبية مثل البلاليط (الشعيرية المحلاة بالسكر والسمن والهيل) وأيضا العصيدة والخبيص وشراء الحلوى العمانية· ويكمل الحديث حول وليمة العيد علي بن خميس أحد الوجهاء من دبي، فيقول إن العرب لا يبدلون عاداتهم بسهولة، خصوصا تلك التي لها علاقة بإكرام الضيوف والزوار، ولذلك لن يكون عند العربي أغلى من الأهل والأصحاب ولا أحب من مناسبة العيد ليظهر لهم مدى سعادته ويتشارك معهم هذه السعادة من خلال التجمع على وليمة بها ذبائح· وقال بن خميس: إن الذبيحة كانت ولا تزال الأساس للتعبير عن استقبال العيد، ولا يمكن لأي بيت أن يذبح دون أن يدعي من يحب في العيد، والبعض ممن لا يستطيعون الطهي لعدم توفر من يطبخ يوزعون اللحم على الجميع ولو نصف كيلو لكل بيت، ليس لأنهم بحاجة أو لأنهم جياع، ولكن لإثبات المشاركة وأن الجار يتذكر جاره بلقمة· وقال علي ان أسعار الذبائح ارتفعت من 100درهم قبل 25 سنة إلى 700 وربما 1000درهم الآن، ورغم هذا بقي الخير في هذه الأمة، ولم يتأثر إلا قلة نسأل الله أن لا تزيد، وهم من يعتقدون أن ليس هناك داع للوليمة· وحول العادات التي ترافق وليمة العيد تقول عذيجة بن عبيد من الشارقة: بعد صوم رمضان يحب الناس في الإمارات أن يجتمعوا في بيوت بعضهم، لتجديد العلاقات ووصل ما قطع من علاقات بين بعض الأقارب الذين ربما يحدث بينهم خلاف، فتكون وليمة العيد تعبيراً عن فرحة إتمام الصيام صيامه· وتضيف عذيجة إنّ الكثير من الأشخاص البالغين ربما يصابون بإضطرابات في الأمعاء بسبب كثرة الأكل في أول أيام العيد دون حساب، وربما يرافق ذلك مغص شديد وإسهال، ولذلك صنعت الجدات في قديم الزمان خرافة ناقة العيد التي ترفس من يأكل بشراهة· وتكمل أن الكلام يوجه للصغار أيضا وحين تبدأ بوادر أعراض تناول الكثير من الطعام مثل المغص والإسهال، يقال للشخص كبيرا أو صغيرا: لقد رفستك ناقة العيد، وبهذا حفظ أهل الإمارات في مناطق منها هذا المثل الداعي إلى التوازن، ويذكرون به بعضهم بعضاً صباح أيام العيد، خصوصا عيد الفطر الذي يأتي بعد صيام شهر عن تناول الفطور والغداء
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©