الجمعة 19 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

البيت الكبير شاهد على أفراح الملائكة الصغار

البيت الكبير شاهد على أفراح الملائكة الصغار
30 سبتمبر 2008 21:24
بهجة العيد بالنسبة للصغار تبقى ''شعوراً لا يتبدل''، رغم تغيرات الزمن والتحولات التي طرأت على المجتمعات الإنسانية··· عيد الأطفال يبقى فرحة بالزيّ الجديد، بالاستيقاظ مبكراً لأداء صلاة العيد، باجتماع العائلة في منزل كبيرها، ليدور الصغار على الجدّ والجدّة ثم العم والعمة فالخال والخالة، يشبعون خدودهم بالقبل، ويملأون جيوبهم بالعيدية، ليشعر الطفل ــ ربما لأول مرة ــ بأنه أصبح صاحب قرار·· يشتري من ماله ما يريد ويتخلص من ''دكتاتورية الآباء الذين يحددون كل شيء ويتدخلون في أي شيء''· عيد الأطفال حلوى تملأ الجيوب، وانطلاق لا يعترف بالزمان والمكان، حيث اللعب هو العنوان، والفرح باللقاء مع الأصدقاء والأقارب هو كلمة السر التي تقود الى عوالم يمتزج فيها الحلم بالواقع·· العيد على وجوه الأطفال هو العيد· شذى عمر المهري -8 سنوات- لم تنعم بليلة عيد هانئة إلا بعد ان احتضنت ملابسها الجديدة واستسلمت لأحلام العيد القادم في الصباح، فيما فضل شقيقها محمد - 9 سنوات- أن يكون زيّه ''الوطني'' الجديد في الخزانة ''كي لا يمسّه أي شيء''، أما شوق الأكبر منهما، فقد شغلها انتظار وترقب أول أيام العيد ، حيث تجتمع العائلة في المنزل الكبير أي في منزل كبير العائلة، فتتسلّى مع أترابها، شغلها عن التفكير في ملابسها الجديدة· تؤكد شذى أن فرحتها بالعيد هي بكمّية الحلوى الذي تنالها، وتفتح فمها الصغير مشيرة إلى أسنانها التي قضى عليها التسوس، فيضحك أشقاؤها الأكبر سنا من براءتها ومن دليلها الدامغ على ما تبغيه من حلول العيد· ويحوي المنزل الكبير ما يحويه من أسباب تبعث الفرح في قلوب الأطفال، ورغم التغير الذي طال محيط العائلة الإماراتية إلا أنه لم يستطع المسّ بطقوس العيد وعاداته، فما يزال وجود العيدية مهماً، رغم تغيرها، فبعد أن كانت العشرون درهماً كافية لأن تفيض أكياس الأطفال بالحلويات وحاجيات الأطفال باتت لا تكفي اليوم بسبب غلاء المعيشة· وبحسب أم مبارك المهري، فإنه ليس بوسع الكبار سوى تحمّل المسؤولية وتأمين أسباب الفرح للطفل الذي لا يشعر قلبه البريء بالتحوّلات التي طرأت حوله، فلا يميز بين النفيس والشعبي، همّه أن يكون لباسه جديداً يفخر به ويدور فرحاً من باب قريب إلى باب جار مرافقاً أقرانه من عائلته· وتشرح ثلاث فتيات من عائلة الشعيبي طقوس التسوق والتحضيرات للعيد التي تبدأ قبل ثلاثة أشهر من حلوله، حيث يحتاج تفصيل العباءات واختيار أقمشتها إلى الكثير من الوقت· وتفضل عائلة الشعيبي توزيع تحضيرات العيد على مدى هذه الشهور، خوفاً من تزايد الإقبال على الخياطين قبل العيد، كما أن تحضير الأطعمة الشعبية والحلويات يبدأ في الأسبوعين الأولين من رمضان· ويشهد الأسبوع الأخير من شهر رمضان تنظيف المنازل وتهيئة منزل كبير العائلة لاستقبال المعيدين، كما يقصد الفتيان والفتيات المراكز التجارية لشراء حاجيات وملابس تتناسب مع أجواء العيد، خصوصا لليومين الثاني والثالث اللذين لا يتقيد فيهما الشباب بالزي الوطني· وتؤكد كلا العائلتين، المهري والشعيبي، أن تحوّلات طرأت على أسباب فرحة العيد لدى الأطفال، إذ كانت الأشياء البسيطة والألعاب النارية الخفيفة والعيدية مدعاة بهجة لا توصف لدى الجيل السابق، ولكن مع غلاء الأسعار بات على العائلات التفكير والتحضير مسبقاً لضمان تأمين العيدية بالنسبة الكافية وألعاب كبيرة ومميزة كي يشعر الطفل اليوم بميزة العيد واختلاف أيامه عن بقية أيام السنة· ويقول محمد، أب لثلاثة أطفال، إن الأطفال يفرحون بالعيد ويبعثون البهجة في نفوس الكبار، وملابسهم الجديدة ومشاركتهم اختيارها هي فرحة لهم بحدّ ذاتها· ويضيف أن الطفل يفرح بالملابس الجديدة مهما كان ثمنها، بخساً أو غالياً، لأنه لا ينظر كما الكبار إلى الثمن والمظاهر، إنما يهتم بالفكرة نفسها·
المصدر: أبوظبي
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©