السبت 27 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
الرياضة

بوهانج وأتلانتا في سباق “البرونزية”

بوهانج وأتلانتا في سباق “البرونزية”
19 ديسمبر 2009 02:59
سيكون لقاء اليوم والذي يقام على ملعب مدينة زايد الرياضية في الخامسة مساءً بين بوهانج الكوري بطل آسيا وأتلانتا المكسيكي بطل الكونكاكاف، مواجهة من العيار الثقيل على المركز الثالث والميدالية البرونزية لمونديال الأندية، الذي يشهد آخر فصوله بلقاء النهائي الذي يعقب هذه المباراة مباشرة بين برشلونة الإسباني واستوديانتس الأرجنتيني. وتكتسب مباراة اليوم بين بوهانج وأتلانتا أهمية خاصة، مما يجعلها صراعاً مشتعلاً بين الفريقين لرغبة كل طرف إنهاء مشاركته بالنجاح المتوقع، وحصد المركز الثالث والوقوف على منصة التتويج، وبنظرة عامة على كلا الفريقين نجد وجود الكثير من عوامل الشبه، سواء المشوار خلال البطولة القارية أو بعد التأهل للمونديال وبلوغ هذه المرحلة. دخل بطل الدوري الكوري المنافسة الآسيوية بدون أي ثقة في النفس، وقدرته على السير بعيداً في هذه البطولة في ظل وجود أندية يابانية وكورية وسعودية أكبر وأكثر خبرة، ولكن البرازيلي فارياس قائد الفريق الكوري ضرب عرض الحائط بالتوقعات المتشائمة، وحقق مع الفريق نتائج مبهرة، وتمكن من الفوز في المباراة النهائية أمام الاتحاد السعودي أحد أبرز المرشحين للفوز باللقب. وحتى في مونديال الأندية لم يكن بوهانج ضمن المرشحين للمنافسة على مراكز متقدمة، ولكنه تمكن أيضاً من حجز مكان بين الكبار، وليس هذا فقط، بل خسر بشرف أمام استوديانتس الأرجنتيني في مباراة غير متكافئة، لعب فيها الحكم الإيطالي روسيتي دوراً سلبياً، مما تسبب في افتقاد الفريق لأي بارقة أمل خلال سير المباراة ويكفي طرد 3 من لاعبيه في واقعة لم تحدث على الإطلاق بالبطولة، مما سهل مهمة الفريق الأرجنتيني في التأهل للنهائي. ورغم ذلك يقف بطل آسيا في تحدٍ جديد على أمل المنافسة على المركز الثالث الذي يعتبر مشرفاً بلا شك ويكفي لإرضاء طموحات الفريق الكوري وجماهيره. وعلى الجهة المقابلة لم يكن فريق أتلانتا معروفا على المستوى القاري، ولم يسبق له المشاركة في مثل هذه البطولة التي تعد الأغلى والأفضل، كما لم يكن مرشحاً لحسم لقب الكونكاكاف، إلا أنه استطاع أن يحقق المستحيل من وجهة نظر الكثيرين، بالتغلب على فرق قوية ليضع قدمه في المونديال، وحتى عندما شارك الفريق المكسيكي لم يكن مرشحاً هو الآخر للوصول إلى مركز متقدم، وإذا به يقدم مستويات جيدة، ويصعد لمواجهة البارسا ويخسر بشرف، ويكفي أنه استطاع التسجيل في مرمى الفريق الكتالوني، كما سبب لاعبوه إزعاجاً شديداً لأبناء جوارديولا وخسر بشرف، ولولا نزول ميسي لما تمكن البارسا من العبور بسهولة من الفريق المكسيكي العنيد. وبمنافسة أتلانتا على المركز الثالث، يكون هو الفريق المكسيكي الرابع الذي يصل لهذه المرحلة في البطولة بعد فرق نيكاكسا في العام 2000 وفريق أميركا المكسيكي عام 2006 وأخيراً فريق باتشوكا في عام 2008. وهو ما يمنح الفريق المكسيكي الدافع الكبير لمواصلة الصحوة والأداء بقوة أملاً في تكرار إنجازات الفرق المكسيكية التي سبق لها المشاركة وإرضاء جماهيرها. ظروف صعبة وبعيداً عن كل ما يقال قبل هذه المواجهة، فالأمر يعتبر صعباً على الفريقين في ظل الظروف الراهنة التي يعاني منها كل طرف قبل انطلاقة صافرة بداية المواجهة في الخامسة مساء اليوم. يعاني الفريق الكوري من النقص العددي نتيجة للمذبحة التحكيمية التي أقدم عليها الحكم الإيطالي روسيتي في المباراة الأخيرة، بطرد ثلاثة لاعبين، وهم الحارس الأساسي شين هو يونج، إضافة للاعب الوسط كيم جيه سونج الذي يعتبر من أهم أوراق الفريق الكوري التكتيكية داخل الملعب، حيث يؤدي دور محور الارتكاز المتقدم، كما يقوم بقيادة الهجمات المنظمة من وسط الملعب بنقل الكرة سريعاً لخط الهجوم، كما طرد أيضاً المدافع الصلد هوانج جيه ون كابتن الفريق، وهو ما يسبب أزمة فنية كبيرة في صفوف بوهانج مهما حاول الجهاز الفني التقليل من شأنها، وهو ما يضع البرازيلي فارياس أمام تحدٍ صعب. وعلى الجهة المقابلة يدخل الفريق المكسيكي مباراة اليوم دون أن يعاني من أي نقص في الصفوف ولكنه في نفس الوقت يعاني حالة من الإرهاق البدني الكبير للاعبيه، وهو ما وضح خلال تدريبات أمس الأول، والتي كانت عبارة عن فك عضلات وتمارين استرخاء فقط، بعد المجهود الكبير الذي بذله الفريق أمام برشلونة في مباراة اعتبرها لاعبو الفريق المكسيكي نهائيا مبكرا للبطولة، وبالتالي أخرجوا كل ما لديهم على أرض الملعب ولم يدخر الفريق جهداً لمواجهة اليوم. حظوظ الفريقين وفي ضوء ما سبق تبدو حظوظ الفريقين متساوية، بحيث يصعب ترجيح كفة فريق على الآخر، بالإضافة لوجود دوافع قوية هي المحرك لكل طرف بالخروج بنتيجة إيجابية تضمن له المركز الثالث، مما يعني أن الحذر الدفاعي أو عدم المغامرة الهجومية، من الأمور المتوقع سيطرتها على أداء الفريقين مساء اليوم . وبشكل عام يلعب الفريق الكوري بأسلوب منظم ولديه لاعبون لديهم الانضباط التكتيكي الكافي لمثل هذه المواجهات، لكن هل سيكون البديل بنفس مستوى الأساسي، حتى ينجح في تعويض النقص العددي الذي يعاني منه الفريق الكوري. ويلعب بوهانج بطل آسيا بأسلوب منظم عبر تطبيق طريقة 4-4-2 ولكن بكيفية يغلب عليها الطابع الدفاعي، حيث تتقارب خطوط الفريق عند افتقاد الكرة لتشكيل خطوط دفاع متقدم لمنع الخصم من حرية الحركة في منطقة العمليات، وبالتالي تشكيل الخطورة على مرماه، وهو ما يدفع البرازيلي دينلسون مهاجم الفريق للعودة كثيراً إلى وسط الملعب، حيث يملك اللاعب المخضرم إمكانيات فنية وبدنية عالية تمكنه من القيام بمهام دفاعية وهجومية بنفس الكفاءة. ويدخل بوهانج لمباراة اليوم بطموح كبير، خاصة أنه حقق المفاجأة، ووصل لهذا الدور ولعل قدرة الجهاز الفني للفريق الكوري بقيادة البرازيلي فارياس في اللعب على استخراج الروح المعنوية العالية للاعبيه ودفعهم للأداء بقوة وحماس، وهي ميزة قد تنجح في التغلب على أزمة النقص العددي بين صفوف الفريق، كما أن بوهانج يملك أفضلية أخرى تتعلق بشعور لاعبي أتلانتا بالإجهاد، بعد أن لعب بوهانج مباراته أمام استوديانتس قبلهما بفترة كافية، مما يمنحه راحة أكبر استطاع خلالها أن يحصل لاعبوه على الراحة البدنية المطلوبة. واهتم الجهاز الفني للفريق الكوري بتكثيف المحاضرات النظرية للاعبيه حول الفريق المكسيكي، حيث اصطحب المدرب لاعبي الفريق لمتابعة مباراة البارسا وأتلانتا من الملعب للتعرف على قدرات الفريق عن قرب. الخلطة المكسيكية وعلى الجانب الآخر يملك أتلانتا المكسيكي طريقة لعب تعتمد على خلطة خاصة تجمع بين لمسة الكرة اللاتينية من حيث المهارة الفردية والتحرك السريع بكرة وبدون كرة، كما يضم الفريق لاعبين أصحاب قدرات خاصة وخبرات جيدة وعلى رأسهم الأرجنتيني سولاري ومواطنه حارس المرمى فيلار الذي يعتبر نجم الفريق الأكثر شعبية بالمكسيك، إضافة إلى جابريل بيريرا صاحب المهارات الفردية الجيدة والبرازيلي لوكاس سيلفا الفتي المدلل للمدرب كروز وفيرناندو نافارو. ويلعب الفريق المكسيكي بطريقة ثابتة هي 3-4-2-1 ويسعى دائماً إلى تشكيل الضغط على المنافس من وسط الملعب عبر تناقل الكرة بسرعة من الخلف للأمام معتمداً على انطلاقات لاعبيه وسرعة تحركهم طولاً وعرضاً أمام منطقة العمليات. ويعتمد مدرب الفريق كروز على السرعة كأحد أهم أسلحة لاعبيه وهي التي أثمرت عن تسجيل الفريق ثلاثية في مرمى أوكلاند في أولى خطواته بالبطولة، تبعها بأداء رشيق أمام برشلونة متقدماً عليه بهدف ولكنه لم يكن كافياً لحسم المواجهة وخسر بثلاثة أهداف لهدف. ومن المرجح أن الفريق المكسيكي سيعتمد على الاختراق من العمق في ظل غياب هوانج ون مدافع الفريق الكوري الأبرز وكابتن الفريق، كما سيقوم الدفاع المكسيكي أيضاً بدور كبير في التصدي لانطلاقات دينلسون الذي ينافس بقوة على حسم لقب هداف البطولة ويتميز الداهية البرازيلي بقدرته على التسجيل من أنصاف الفرص، وقد يؤدي إغفال مراقبته في مباراة اليوم لمشكلات فنية قد يصعب تداركها.
المصدر: أبوظبي
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©