الخميس 25 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

الأزياء التراثية زينة العيد

الأزياء التراثية زينة العيد
30 سبتمبر 2008 21:26
تقبل الأسرة الإماراتية على اقتناء كل ما هو حديث، ابتداء بالمسكن وما يجهّز به وانتهاء بالملابس وباقي الكماليات، ورغم ذلك فإنّ الإماراتيين يحرصون على كلّ ما له علاقة بالماضي، من تراثيات مادية، مثل الملابس والحلي والمفروشات· يستعد الناس للأعياد قبل وقت كاف من قدومها، ويكون ضمن مستلزمات العيد احتياجات وكماليات وثيقة الصلة بالماضي، فيصطبغ العيد بالطابع التراثي ويمتزج بالحاضر وتقنياته وحداثته· لا يوجد من يعرف أهمية الماضي أكثر من الأمهات المخضرمات اللاتي عاصرن حقبة ماضية، وشهدن الحاضر بكل ما فيه من تحضر وثقافات مختلفة، ولا يزلن متربعات على عرش القيم الأصيلة والعادات المستوحاة من التراث· ولأنّ البيت الإماراتي يخلط القديم بالحديث خصوصا في العيد، فقد التقينا بعض الأمهات اللاتي يعملن في حقل إنتاج مستلزمات ومنتجات تراثية، ومنهم أم سيف بن سعيد التي قالت: ''كل نساء وبنات الامارات، سواء الموظفات أو الطالبات في الجامعة أو غيرها من المراحل الدراسية، وحتى ربات البيوت، يتجهزن للعيد قبل شهر على الأقل، وهن يقصدن مراكز التسوق الحديثة لشراء العطور الباريسية والملابس الايطالية والشنط والاحذية من الماركات العالمية، لكن لا بد من وجود الثوب الاماراتي (المخّور) المطرز أو المحبوك بخيوط الزري''· وأضافت ''نحن اللاتي ورثنا المشغولات اليدوية التراثية منذ أجيال نتناقل هذه الحرفة، لأن لنا زبائن في كل زمان، ولذلك نجد أن التلي من الخيوط المحبوكة من الفضة والخيوط القطنية الملونة، أصبح سعره أضعافا مضاعفة بعد أكثر من 30 عاما من عمر الإمارات''· وأكملت أم سيف ''كان سعر (البادلة) التي يزين بها السروال بـ 50 درهما واليوم من 500 درهم فما فوق، وأيضا ذات التلي الذي يوضع على أطراف الأكمام وعلى الصدر ارتفع سعرها، ويستحيل على المحلات التي تتخصص بتطريز الثياب أن تحصل على الدقة والجودة اللتين تتميز بهما أصنافنا اليدوية من الثياب· أمّا فاطمة عبيد، وهي صديقة وزميلة لأم سيف في إنتاج المستلزمات التراثية، فقالت ''إن محلات التطريز أصبحت تجهز أثواباً عربية عن طريق الكمبيوتر والانترنت، ومعنى ذلك أنهم يصنعون التطريز بعقل إلكتروني، ورغم ذلك فنحن لنا زبائن دائمون، ومن ضمن ما يحرص المواطن على شرائه من عندنا الإكسسوات المتعلقة بالمائدة مثل غطاء يوضع على السفرة لتغطية الأوعية والأطباق· إضافة إلى السفرة (الصرود) الذي نقوم بصنعه من السعف الملون· وكل بيت إماراتي يوجد به صرود أو أكثر حسب عدد الأفراد وحجم الضيافة· وقد عرفت الأسواق أشكالاً من (الصرود) السفرة من مادة البلاستيك وهي تتلف مع الوقت، وقد اتجهت بعض الأسر إلى شرائها، إلا أنهم عادوا (للصرود) الطبيعي، ذلك أن سفرة العيد، التي تسمى الفوالة، لا تكتمل إلا بوضع الأطعمة والأطباق على الصرود وتغطية الطعام بالمكبة''· وشاركت أم هادف بن حمد فقالت ''حتى الرجال والأطفال في الإمارات ربما يرتدون في حياتهم اليومية القمصان القطنية والشورت الطويل عند الذهاب في رحلات، أو تسوق أو الذهاب في مهمة تحتاج مرونة في الحركة، والبعض من الشباب يرتدي ملابس غربية في مشاوير التسوق في مراكز التسوق، عند الذهاب إلى البحر وإن أرادوا المشي على الشواطئ والحدائق، ولكن الكل يعود في العيد إلى الثوب الإماراتي التقليدي· وأضافت ''أهم ما يميز الثوب الاماراتي أزراره المصنوعة يدوياً من الخيوط، إضافة إلى الطربوش الذي يزين صدر الثوب عند الرجل، كما في ملابس الأطفال التي تفصل مشابهة لملابس آبائهم· ونحن الأمهات صنعنا تلك الأزرار الدقيقة الصنع وتلك الطرابيش، وكانت أمهاتنا أكثر منا مهارة، وكن يفصلّن ملابس كل أفراد الأسرة ويطرزنها، ويزينّ أثواب الفتيات والنساء بالتلي، ويصنعن كل شيء للعيد ولبقية أيام السنة، واليوم رغم دخول النمط المودرن للأزياء، ورغم توفر المنتجات المستوردة من الخارج، إلا أنّ صور الماضي ضرورية حتى تكون للعيد بهجته· كما أنّ ممارسة العادات القديمة، وهي ليست للرفاهية، تجعلنا نشعر أننا مرتبطون بماضينا، حيث أوصانا (زايد) -رحمة الله عليه- بأنّ من ليس له ماضٍ ليس له حاضر· وأنهت أم هادف قائلة: ''خلال هذا العيد والأعياد القادمة سيجد الثوب المزخرف بصور الماضي من يحتفي به، ونحن علمنا صغارنا الحفاظ على كل ما له علاقة بالعادات خلال العيد، حتى تتوارث الأجيال قيم الماضي النبيل، فلا تنقرض مع الحضارات المختلفة التي اجتاحت الدولة''
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©