الخميس 25 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

ولائم العيد متاعب لذيذة!!

ولائم العيد متاعب لذيذة!!
30 سبتمبر 2008 21:26
كل عام وأنتم بخير، مرت أيام الشهر الفضيل سريعة ككل الأيام الجميلة في حياتنا، وتركت لنا فرحة العيد وبهجته، والعيد بالنسبة للكثيرين فرح ومرح وكعك وفطائر وحلوى، ومع أصنافها العديدة الشهية تبدأ المشاكل ''اللذيذة''· الخبيصة، المعمول، الكعك على الطريقة المصرية، الغريبة والبيتي فور، أصناف وأشكال البسكويت التي لا تعد ولا تحصى، قائمة طويلة عريضة متخمة من الأصناف التي نحرص على التهامها خلال أيام العيد بعد شهر الصيام، والنتيجة مزيد من الدهون تتراكم في أجسامنا وعسر هضم وربما ـ وقاكم الله ـ نزلات معوية وإعياء· ولحظة من فضلك، قبل أن تستقبل أيام العيد بالتهام طبق ممتلئ بأصناف الكعك، مسبوقاً بما تيسر من المشاوي والمسبكات، اقرأ هذه العبارة جيداً: ''الكعك ضار جدا بالصحة، ننصحك بالتقليل منه أو الامتناع عنه إن أمكن، أو اعتبار القليل منه وجبة كاملة والاكتفاء به''· التحذير السابق ليس تحذيراً ''حكومياً'' كذلك الذي نشاهده على علب السجائر ونتجاهله، ولكنه نصيحة علمية يقدمها بحماس شديد الأستاذ الدكتور وائل المحميد استشاري الأمراض الباطنية والقلب في مستشفى الشيخ خليفة بأبوظبي، وتؤيدها عشرات الأبحاث العلمية· فالكعك منجم سعرات حرارية، مستودع شحوم وزيوت حيوانية ونباتية، وهو عسر الهضم جدا، والأهم من ذلك وربما قبل كل ذلك أننا نأكله على شبع، ونصنفه ضمن أغذية المجاملات والتسالي، وأننا نسرف في تناوله بعد شهر الصيام بالذات، حيث يرتبط عند الكثيرين بالمظاهر الاحتفالية المصاحبة لعيد الفطرالسعيد· يقول الدكتور المحميد: بعد شهر من الصيام والنظام الغذائي المختلف، ننتقل فورا إلى نظامنا الغذائي السابق بدون تمهيد، ونفرط في تناول الأطعمة الدسمة، وهو ما يربك ''حسابات الجهاز الهضمي'' ويرهقه، وعندما يتعلق الأمر بالأطفال أو صغار السن فإن المعاناة ''الغذائية'' تصبح أكثر حدة وصعوبة، حيث تشير الخبرة العملية إلى زيادة معدلات الإصابة بالنزلات المعوية والإسهال وعسر الهضم والأعراض التنفسية الناجمة عن ارتجاع الحمض المعدي إلى المريء بين الأطفال خلال أيام العيد· فالطفل لا يستطيع أن يتحكم في طريقة تناول الطعام ولا في نوع الطعام الذي يتناوله، وفي العيد يتحول الطعام إلى أهم مظاهر الاحتفال، فنقدم لأطفالنا الكعك والمعمول وأصناف الحلوى الأخرى، ونصطحبهم إلى الحدائق حيث تبدأ حفلات الشواء والتهام المشاوي الدسمة، ولا مانع قبل العودة إلى البيت من المرور على احد مطاعم الوجبات السريعة لالتهام المزيد من ساندويتشات الهمبورجر أو البيتزا والدجاج والبطاطا المقلية، والطفل لا يستطيع مقاومة كل ذلك، والنتيجة متاعب صحية بالجملة قد تحرم الطفل من بهجة العيد ومتعته· إفطار صحي يضيف الدكتور المحميد: بعد انتهاء شهر الصيام تتغير عاداتنا الغذائية مرة أخرى، نعود إلى تناول ثلاث وجبات بدلا من وجبتين، وتصبح وجبة الإفطار هي بديل وجبة السحور، ونتناول وجبة الغذاء في الوقت الذي اعتاد فيه جهازنا الهضمي على الراحة والاسترخاء خلال نهار الصيام، وأخيرا نتناول وجبة العشاء في وقت متأخر نسبيا عن الموعد المعتاد لتناول وجبة الإفطار الرمضاني· والمعروف انه عندما يواجه أي إنسان ظروفا خاصة مختلفة عن المعتاد، تحدث عنده ردود أفعال تتناسب مع نوع وحجم التغيير في السلوك، وبعد 30 يوما من الصيام ومن إتباع نظام غذائي مختلف، يعتاد الجهاز الهضمي على هذا النظام الغذائي، و لذلك فإن الانتقال من الصيام إلى الفطر يتطلب الكثير من الحرص والحذر حتى لا نتعرض لمتاعب سوء الهضم والتلبك المعوي والإسهال وغيرها· ومن الحقائق الطبية الثابتة أن المواد الدسمة المحتوية على كمية كبيرة من الدهون والشحوم الحيوانية تكون بطبيعتها عسرة الهضم، فإذا فاجأنا بها الجهاز الهضمي في وقت اعتاد فيه على الراحة والاسترخاء، فإن النتيجة المؤكدة هي الإصابة بعسر الهضم· وينصح الدكتور سامح عزازي، استشاري أمراض النساء والتوليد في أبوظبي، بالاكتفاء خلال وجبة الإفطار في أيام العيد بتناول بعض الفاكهة والخضراوات الطازجة، ويمكن أن نضيف إليها اللبن ''الزبادي''، ويجب أن تكون الخضراوات الطازجة هي المكون الأساسي لوجبة الغداء بالإضافة إلى القليل من اللحوم الحمراء الخالية قدر الإمكان من الشحوم والأفضل منها الأسماك المشوية لسهولة هضمها وقلة محتواها من الدهون، ويجب الابتعاد تماما في أول أيام الفطر عن الأطعمة ''المسبكة'' لان هذه الطريقة في إعداد الطعام وطهيه بالإضافة إلى كونها تفقده الكثير من العناصر الغذائية، فإنها تجعل الطعام عسر الهضم بشكل كبير· ملح وسكر ويشير الدكتور عزازي إلى أن العادات الغذائية الخاطئة خلال العيد لا تقتصر على الإفراط في تناول الكعك والحلوى والإفراط في تناول اللحوم الدسمة، فبعض الجاليات تفضل ''الاحتفال الغذائي'' بالعيد عن طريق تناول الأسماك المملحة، وهي أطعمة غير صحية، لأنها من ناحية تتميز بمحتواها المرتفع جدا من الملح، ولان من يتناولها قد يتعرض لمشاكل شديدة الخطورة لان الأسماك المملحة تمثل المأوى المفضل للكثير من البكتريا المسببة للتسمم الغذائي، يضاف إلى ذلك قلة القيمة الغذائية فيها بسبب محتواها المرتفع من الملح، يضاف إلى ذلك أن الملح والسكر يتصدران ما أصبح يعرف بالسموم البيضاء التي تفتك بالصحة، فإذا أضفنا إليهما الدهون الحيوانية نصبح أمام ثلاثي غذائي شديد الخطورة· وللأسف فإن هذا هو ما يحدث في العيد، يقول عزازي، فنحن نفرط في تناول الكعك المليء بالسكر والمعجون بالدهن الحيواني، ونفرط في تناول اللحوم الحمراء المليئة بالدهون، وفي تناول المخللات والأسماك المملحة، ونقضي معظم اليوم في التهام أطعمة تزيد على الحاجة، لنضيف إلى أجسامنا من الدهون والشحوم أضعاف ما تختزنه ربما خلال شهور طويلة
المصدر: أبوظبي
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©