الأربعاء 24 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

عوربة الدراما تنهي مشاكل الإنتاج

عوربة الدراما تنهي مشاكل الإنتاج
30 سبتمبر 2008 21:28
يُعتبر شهر رمضان أهم موسم وسوق للدراما التلفزيونية العربية، وهذه السوق اتسعت وتطورت بشكل كبير في السنوات الأخيرة، نتيجة لتعدد القنوات المتخصصة في عرض الدراما التلفزيونية، الى جانب القنوات الأرضية ، حيث انطلق ما يقارب من خمس قنوات متخصصة في ذلك اللون، ويبدو أن المشاهد أصبح يتعامل مع القنوات التلفزيونية في شهر رمضان بنفس الطريقة التي يستعملها مع الأطباق على مائدة الإفطار، فلا بد لها أن تتنوع حتى لو لم تكن جميعها مهمة، فربما يحقق هذا التنوع الشبع، لكن هذا التنوع قد يسبب للمشاهد التخمة أو التشتت، ويبدو أن الشهر الفضيل قد تحوّل من شهر عبادة إلى شهر مشاهدة، وأصبح النقاش حول تفاصيل المسلسلات سمة يومية، وتحول جهاز التلفزيون إلى كيان يحظى بكثير من الأهمية في كل بيت· فقد أصبحت الدراما العربية في رمضان مهرجانا ضخما ومنتفخا للانتاج والعرض، حيث أنتج لهذا الشهر ما يقرب من 150 عملا دراميا تلفزيونيا، وكالعادة تنافست الدراما المصرية والسورية على صدارة جذب المشاهد، وحاولت الدراما الخليجية استثمارعوامل عديدة وخبرات مكتسبة في السنوات الأخيرة لتحقق موطئ قدم على خريطة الدراما العربية· وعكس تنافس الفضائيات ومحاولاتها حيازة الأعمال التي تستقطب الجمهور، شكلا من المنافسة بين شركات الانتاج، وأيضا الدول المنتجة· ويثيرالموسم الدرامي كل عام الجدل حول مستوى الدراما العربية، ومشاكلها المزمنة المتعددة، ومشاكل الانتاج، والتسويق، والانتاج المشترك وغيرها، لكن هل مازالت إشكالية تعدد اللهجات العربية تمثل ذلك العائق أمام جهات الانتاج ؟ أم أن ما يمكن تسميته'' عوربة '' الانتاج قد قطعت شوطا طويلا نحو تقليص وسد الفجوات المرتبطة بالخصوصيات الثقافية الاقليمية للبلدان العربية؟ وهل ساهم الانتاج المشترك في إذابة هذه الاختلافات ولو بصورة نسبية؟ الشراكة تقول الفنانة منى واصف: ''الاتجاه الآن في صالح الإنتاج المباشر، ويأخذ شكل ''المنتج المنفذ'' الشكل الأهم للحضور الإنتاجي الخارجي، يمثله في الإنتاج الدرامي السوري شركات إنتاج سورية صغيرة، جزء لا بأس به منها يمتلكه فنانون سوريون، وهي شركات في الغالب، ضعيفة مالياً، تأخذ شكل الواجهة الإنتاجية السورية، في حين يقف خلفها شريك خارجي· ولقد أتيح للدراما السورية أن تتعامل مع الأموال الخارجية بمفهوم شراكة الند للند، ولكن العلاقة سرعان ما اختلَّ توازنها، وتبدو فرص استعادة التوزان مع هذا الشريك غير متاحة الآن، فالدراما الخليجية بدأت تنهض، وهي أولى بأموال الإنتاج الخليجي (الشريك الأكبر في الدراما السورية)، إلا أن الملاحظ في التوجه الدرامي في العامين الأخيرين التدفق الهائل للعاملين في الدراما السورية للعمل في مصر، ولم يقتصر على الممثلين فحسب، بل تعدى ذلك إلى المخرجين والفنيين وحتى الموسيقيين، وهناك أعمال خليجية عديدة مشتركة، وهى ظاهرة صحية، فالمهم أن نعمل على تحسين إنتاجنا، وألا نستسلم لسوق تبدو عطشى الآن، فقد فرضت الدراما السورية نفسها بقوة منذ خمسة عشر عاماً، ونافست على الصدارة بنوعية لم تكن موجودة آنذاك، وعلينا الآن أن نثبت وجودنا الدرامي إلى جانب الدراما المصرية والخليجية التى أخذت طريقها إلى الفضائيات''· مشاكل وحلول أما الفنان سامي العدل صاحب شركة ''العدل جروب'' للإنتاج الفني فيقول: ''إنّ انطلاق القنوات المتخصصة في الدراما مع تعدد القنوات الفضائية قد يؤدى الى تقليل مشاكل الانتاج الدرامي التسويقية، ومن شأنه أن يتيح نوافذ تسويقية جيدة تصّب في النهاية صالح المشاهد والمنتج بلا شك، واذا كان ارتفاع أجورالنجوم الفلكية يعد أهم مشاكل الانتاج الدرامي، فإن مشاركة النجوم السوريين في الأعمال المصرية ستقلل كثيرا من هذه المشكلة، والاستعانة بالفنانين السوريين ليست بجديدة ، وعلينا أن نتذكر صباح، وعبد السلام النابلسي، ونور الهدى، وفريد الأطرش وأسمهان وغيرهم''، وهاهى الفنانة السورية جومانة مراد تدخل عالم الإنتاج، وقد أنشأت شركة إنتاج جديدة، قررت الاتجاه الى الدراما المصرية، بل وعملت في مصر وحصلت على المرتبة الأولى في الاستفتاءات، وقبلها تجارب الفنانين جمال سليمان، وتيم الحسن، وغيرهم ، بل أن الفنان يحيى الفخراني قد أعلن عن اتفاق فني سوري مصري، لتقديم شخصية ''محمد علي باشا'' في فيلم تاريخي، يتناول سيرة مؤسس مصر كدولة حديثة، من إنتاج الإعلامي المصري عماد الدين أديب، أما الإخراج فيتولاه المخرج السوري حاتم علي· من المؤكد أن اللهجة المصرية بالنسبة لنجوم الدراما السورية لم تعد عائقا أبدا، ونتذكر مثلا مسلسل ''أولاد الليل''، الذي عرض حصريا على قناة أبوظبي، وشارك في بطولته كل من جمال سليمان، وأحمد راتب، وروجينا، وغادة عبد الرازق، وقامت بإخراجه المخرجة السورية رشا شربتجي· المنتج المنفذ من جانب آخر يرى الفنان الإماراتي أحمد الجسمي'' صاحب شركة جرناس للانتاج الفني'' أن أكثر القنوات التليفزيونية لجأت الى الانتاج الدرامي عن طريق'' المنتج المنفذ'' للتغلب على مشكلة التمويل، وعزوف أصحاب رؤوس الأموال عن الاستثمار في هذا المجال، أو تخوف أصحاب الأموال، الى جانب مشاكل الكتابة والنصوص، ومن ثم التوزيع والتسويق، وكانت القنوات الفضائية في دول الخليج تعتمد على شراء الدراما العربية من مصر وسوريا، حيث لم يعد الإنتاج المحلي كافيا أو قادرا على المنافسة، لكن بعد أن لجأت القنوات التليفزيونية إلى الإنتاج، سنجد أن المنتج الخليجي أصبح قادرا على المنافسة، فضلا عن أن الانتاج المشترك من شأنه أن يثري الحركة الفنية العربية، لاسيما أن الوضع قد اختلف عن ذى قبل فيما يتعلق باشكالية اللهجات العربية المحلية، فالفضائيات قد قربت كثيرا وأزالت كثيرا من الصعوبات، ومما لاشك فيه أن نجاح التسويق عبر الفضائيات سينشط الاعلانات المرتبطة بحجم المشاهدة، وبالتالي ستعود الفائدة للمستثمرأو الممول الأصلى، وبالتالي نضمن الاستمرارية وتجويد العمل وتطوره''· بورصة الدراما أما الناقد السينمائي طارق الشناوى فيقول: ''الجديد أن نلمس ما حظيت به الدراما الخليجية من نصيب على شاشات الفضائيات في العام الماضي، بعد أن نجحت في اجتذاب المشاهدين إليها من خلال ما يقرب من 190 عملا فنيا عربيا خلال موسم ،2007 ليس من أهل الخليج فقط، وإنما من كافة البلدان العربية بعد أن تحول رأس المال الخليجي من التمويل إلى الإنتاج، ثم إلى التنفيذ، فيما يعد تميزاً بالمقارنة بالدراما المصرية والسورية· وأن اللهجة الخليجية باتت تفرض نفسها بقوة على الأعمال التي تنتج سنوياً، والتي يلجأ أصحابها إلى إضافة خط درامي خليجي، أو الاستعانة بنجم خليجي ضمن الأبطال· فبينما يتنافس النجوم في ما بينهم سنويا على تقديم الأعمال الجديدة، تتنافس القنوات الفضائية للحصول على حق عرض المسلسلات المتميزة، ويتحول الأمر إلى ما يشبه البورصة الدرامية التي تصل أحيانا إلى حد المزايدات حرصا على جذب أكبر عدد من المشاهدين لتحقيق الجماهيرية والأهم الحصول على نسبة أكبر من ''كعكة الاعلانات''· لكن الأمر الجدير بالملاحظة هذا العام هو عقد نوع من المصالحة بين الشقيقتين المتنافستين الكبار لإنتاج الدراما''سورية ومصر'' عبر مسلسلين هما ''أسمهان'' للمخرج التونسي شوقي الماجري من تأليف قمر الزمان علوش وممدوح الأطرش، ومسلسل ''ناصر'' للمخرج باسل الخطيب، وهو من تأليف يسري الجندي ولعب بطولته عدد من النجوم المصريين والسوريين، وربما تكون تلك الأعمال التي كتبت لتناسب العمل العربي المشترك وفتحت المجال لمشاركة طبيعية للأبطال العرب حلا جديرا بالاحتذاء للخروج من دوامة الهجوم المتبادل على الساحة الفنية
المصدر: أبوظبي
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©