الجمعة 19 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

المستوطنون الإسرائيليون: مصيرنا بأيدينا

المستوطنون الإسرائيليون: مصيرنا بأيدينا
30 سبتمبر 2008 21:29
أسفرت العبوة الناسفة، التي انفجرت في وقت متأخر من ليلة الأربعاء خارج منزل ''زيف ستيرنهل'' -الأستاذ بالجامعة العبرية، في القدس- عن إصابته إصابة بسيطة، ولكنها لم تحدث سوى هزة خفيفة في بلد له تجربة مع العنف على نطاق أكبر بكثير؛ غير أن ''ستيرنهل'' معروف بانتقاداته الحادة للمستوطنات اليهودية في الضفة الغربية، حيث أشار ذات مرة، على سبيل المثال، إلى أنه سيكون ''من الحكمة (بالنسبة للفلسطينيين) أن يركزوا كفاحهم على المستوطنات''؛ وفضلا عن ذلك، وجدت السلطات منشورات بالقرب من منزله، تعرض نحو 300 ألف دولار مكافأة لأي شخص يقتل عضوا في منظمة ''السلام الآن'' الإسرائيلية اليسارية المنتقدة للاستيطان، ما جعلها تشتبه في وقوف المستوطنين الإسرائيليين أو أنصارهم وراء الهجوم· وإذا كان الأمر كذلك، فإن هذا التفجير قد يكون أحدث مؤشر على لجوء حركة المستوطنين في إسرائيل إلى التكتيكات المتطرفة من أجل حماية منازلهم في الضفة الغربية، ليس من الفلسطينييين فحسب، ولكن أيضا من اليهود الذين يجادل بعض المستوطنين بأنهم خانوهم؛ حيث يقول المستوطنون المتشددون إنهم مصممون على منع تفكيك مستوطناتهم، الرسمية أو العشوائية، سواء بالقانون أو بالقوة· والحقيقة أنه كانت هناك فترات عنف لسنوات، غير أن المحاربين اليوم وضعوا استراتيجية أكبر وأوضح للمقاومة على ما يبدو بهدف ترهيب الدولة، وهو مذهب كما يقول ''أكيفا هاكوهي'' -البالغ 24 عاما- يدعو المستوطنين وأنصارهم إلى الرد ''متى وأينما وكيفما'' يريدون على أي محاولة من قبل الجيش الإسرائيلي أو الشرطة لوضع يدها على المنازل في المستوطنات العشوائية التي بنيت بطريقة غير قانونية والتي تنوي الحكومة إزالتها؛ ويطلق على هذه السياسة في أوساط المستوطنين ''الثمن'' أو ''القلق المتبادل''· تشجع هذه السياسة المستوطنين على الانتقام والرد على أعمال العنف الفلسطينية عبر تطبيق القانون بأيديهم، وهو ما يمكن آن يشعل برميل البارود في الضفة الغربية في أي لحظة؛ فقد رد المستوطنون المتشددون على عمليات الجيش المحدودة، بسد الطرق، ورمي السيارات الفلسطينية بالحجارة، وحرق البساتين والحقول الفلسطينية في كل الضفة الغربية التي تحتلها إسرائيل منذ ·1967 كما قاموا بتخريب مواقع وتجهيزات وسيارات الجيش الإسرائيلي· وفي المستوطنات اليهودية مثل ''يتزار'' -معقل للمتطرفين يقع في أعلى مرتفع يطل على مدينة نابلس الفلسطينية شمال الضفة الغربية- اندلعت حرب محلية خلال الأيام الأخيرة؛ ففي أحد أيام السبت في منتصف شهر سبتمبر، قام فلسطيني من بلدة عصيرة القبلية المجاورة، بصعود التل إلى حي ''شالهيفيت'' في مستوطنة ''يتزار''، وأضرم النار في منزل تركه أصحابه خلال عطلة نهاية الأسبوع، كما قام بطعن طفل في التاسعة من عمره بالسكين -حسب رواية الجيش الإسرائيلي-؛ ولكن بعد ذلك بساعات، اقتحمت أعداد من رجال ''يتزار'' البلدة الفلسطينية، وراحوا يرمون الحجارة ويطلقون نيران أسلحتهم في ما وصفه رئيس وزراء إسرائيل ''أيهود أولمرت'' بـ''عملية قمع''؛ وقد خضع عدد من الفلسطينيين للعلاج على إثر إصابتهم بأعيرة نارية· ويقول ''إفرايم بن شوشات'' -البالغ 21 عاما- والذي يقطن ''شالهيفيت يا'' -مستوطنة عشوائية تقع على منتصف الطريق بين يتزر وعصيرة القبلية-: ''كان الجيش يشتكي من أننا نزعجهم ونشوش على جهودهم للقبض على الإرهابيين''، مضيفا ''ولكننا نعتقد أن الردع أهم من القبض على إرهابي معين لأننا نخوض حربا ضد أمة''؛ وبينما كان يتحدث ''بن شوشات''، كان الجنود الإسرائيليون منهمكين في تعزيز وتدعيم مركز صغير تابع للجيش في نهاية الطريق بكتل من الخرسانة؛ ويقول ''بن شوشات'': ''نفضل أن نحارب ونقتل العدو''، أما الجيش الذي يقوم بحراسة ''يتزار'' ومحيطها من المركز العسكري، فـ''يفضل الاختباء''· قبل عشرة أشهر في ''أنابوليس''، ولاية ميريلاند، تعهد الزعماء الإسرائيليون والفلسطينيون ببذل كل الجهود الممكنة من أجل التوصل إلى اتفاق تاريخي حول قيام دولة فلسطينية في الضفة الغربية وقطاع غزة قبل نهايــة هذا العام؛ تعهد الفلسطينيون بتفكيك كل الشبكات الإرهابية، ووافق الإسرائيليون على تجميد كل أنشطة الاستيطان والعمل فورا على إزالة المستوطنات التي بنيت منذ مارس 2001؛ ولكن على أرض الواقع، لم تتم إزالة سوى مجموعة صغيرة المستوطنات العشوائية التي يناهز عددها المائة، والتي بني نصفها على الأقل بعـــد 2001؛ وعلاوة على ذلــــك، فـــــإن أشغـــال البناء تتواصل على قدم وساق في مستوطنات الضفة الغربية· في هذه الأثناء، يزداد الجناح الديني الإيديولوجي لحركة الاستيطان تشددا؛ حيث يرفض الأشخاص في أقصى اليمين ؟مثل ''بن شاوشات'' الذي ينتمي إلى ما يسمى شباب الأعالي- على نحو متزايد أي ولاء للدولة، ويدعمهم في ذلك جيل من الحاخامات ورواد الاستيطان؛ وفي هذا الإطار يقول ''جيرشون ميسيكا'': ''إننا نمسك بمصيرنا بين أيدينا، لن نسمح بأن يتم اقتيادنا إلى المذبح مثل الأغنام''، مضيفا أنه يتفهم أعمال العنف الأخيرة التي قام بها المستوطنون، وإن كان لا يؤيدها· إزابيل كيرشنر مراسلة نيويورك تايمز في مستوطنة يتزر، الضفة الغربية ينشر بترتيب خاص مع خدمة نيويورك تايمز
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©