الخميس 28 مارس 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
التعليم والمعرفة

ناجح المعموري يقرأ المسكوت عنه في ملحمة جلجامش بأبوظبي

ناجح المعموري يقرأ المسكوت عنه في ملحمة جلجامش بأبوظبي
25 ابريل 2012
أبوظبي (الاتحاد)- استضاف بيت الشعر التابع لمركز زايد للدراسات والبحوث أمس الأول، في مقره بمارينا البطين بأبوظبي، الباحث والناقد العراقي ناجح المعموري، في محاضرة بعنوان “المسكوت عنه في ملحمة جلجامش”، وحضر المحاضرة حبيب الصايغ رئيس مجلس إدارة بيت الشعر، والشاعر ارشد توفيق سفير العراق لدى الدولة، كما شهدها عدد من الأدباء والباحثين والمهتمين بالتراث الإنساني. وفي تقديمه للمحاضرة أشار الشاعر والناقد محمد نور الدين إلى أهمية هذا الموضوع، كونه يتحدث عن أول نص شعري أنتجته البشرية وأول ملحمة خالدة كتبها العقل الجماعي، وهي بذلك أقدم نص أثري في تاريخ الحضارات البشرية. وقرأ نور الدين جزءاً من نص الملحمة “هو الذي رأى كل شيء، هو الذي عرف كل شيء، سيد الحكمة الذي بكل شيء تعمق، رأى أسراراً خفية، وكشف أموراً خبيئة وجاءنا بأخبار عن زمان ما قبل الطوفان”. وأضاف: “إنها ملحمة جلجامش، أول نص أدبي وأول ديوان شعري في التاريخ يقدم لنا ناجح المعموري القاص والناقد والباحث في الأسطورة والتراث قراءة عنه”. وسرد محمد نور الدين السيرة المعرفية للباحث المعموري فقال: “قدم المعموري ثلاثة وعشرين كتاباً، ويقدم لنا اليوم آخر نتاجه الأدبي في محاضرته هذه”. واستهل ناجح المعموري محاضرته بالحديث عن مكانة الملحمة وأهميتها في تاريخ البشرية، وبذلك وصلت - بحسب الباحث - أعداد النصوص التي ترجمت للملحمة الى عشرين نصاً، أسهم فيها نائل جنون وبترجمته المباشرة عن الاكدية وطه باقر، حيث ترجم اللوح الثاني عشر فقط، ثم ترجمة بشير فرنسيس، وأشار الباحث المعموري الى أنه اعتمد على ترجمة سامي سعيد الأحمد غير أنه لا يغفل المتوافر من الترجمات باللغة العربية. وتحدث المعموري عن مفهوم المسكوت عنه عند فوكو في كتابه “تاريخ الجنون” وعند محمد أركون ومحمد عابد الجابري، واعتبر تحليلات وتوظيفات هؤلاء الثلاثة هي الأكثر قرباً إلى مفهومه المعرفي حول مصطلح “المسكوت عنه”. وأورد الباحث رأي نيتشه وجوته اللذين يريان أن هذه الملحمة هي روح اللحظة الحية بالتاريخ. واعتبر المعموري أن العتبة الأولى للملحمة كانت في بلاد سومر والتي أعيد تشكيلها بالمرحلة الاكدية، ثم المرحلة البابلية، واعتبر الباحث أن الشرق منتج وليس تابعاً، واستند في ذلك لرأي أوغسطين بأن “الملحمة هي القوى المشدودة للماضي والتي تنتظر لحظتها التي لم تأت”. وبنى الباحث المعموري محاضرته بطريقة عرض تتابعي اعتمد على المزاوجة بين تقديم ثيمة الملحمة وتفسير آلياتها اعتماداً على تأويله للأحداث وكيفية صياغتها. وأشار الباحث إلى أن الملك جلجامش عاش في 2600-2750ق.م وهو الملك الخامس الذي حكم مملكة الوركاء والذي سميت الملحمة باسمه وأنه لم يشهد إنتاج الملحمة إذ إن كتابتها تمت في 1700 قبل الميلاد. ويرى المعموري أن كتاب سومر انتجوا خمس أساطير، وأن البنية الذهنية الاجتماعية توزعت على خصائص الملحمة. وفند الباحث أن تكون ملحمة جلجامش قد بنيت على أساس ثنائية الحياة والموت كون هذه الثنائية قد تميزت بها كل نتاجات شعوب الأرض ومثاله على ذلك ما حصل في الحضارات الأفريقية. وقال “ليس من المعقول أن تهتم البنية الذهنية في بلاد سومر بهذه المعرفة المبسطة، وأعتقد أن المركز الأساسي الذي تهيكلت عليه الملحمة هي في صراع مجموعة من الأنساق المتعددة، وهي أولاً نسق الألوهة الذكورية والمؤنثة وثانياً نسق المدينة والصحراء، وثالثاً “نسق المقدسي والثقافي” وأخيراً نسق “الآدمي والحيواني”. وتطرق الباحث إلى تتابع أحداث الملحمة، حيث جلجامش الذي كان متسلطاً على اوروك كونه ثلثيه إله، وثلثه الثالث كان بشرياً.
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©