الخميس 28 مارس 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
الأخبار العالمية

«اتفاق حمص» ينطلق بإجلاء 600 مقاتل وتوقع استكماله اليوم

«اتفاق حمص» ينطلق بإجلاء 600 مقاتل وتوقع استكماله اليوم
8 مايو 2014 01:26
وصلت أمس دفعة أولى تتألف من 400 مسلح من مقاتلي المعارضة المحاصرين في أحياء حمص القديمة منذ أكثر من عامين، إلى بلدة الدار الكبيرة بضواحي حمص، بموجب اتفاق تم إبرامه بين قوات الأسد ومقاتلي المعارضة بإشراف الأمم المتحدة، يقضي بانسحاب الجيش الحر من المناطق المحاصرة، وفك حصار الثوار لبلدتي نبل والزهراء الشيعيتين بريف حلب والسماح بدخول الإغاثة إليهما، والإفراج عن معتقلين تحتجزهم المعارضة في محافظتي حلب واللاذقية، إضافة إلى تسوية أوضاع 50 مقاتلاً من حي الوعر الحمصي، من المنشقين عن القوات النظامية. وأكد محافظ حمص طلال البرازي، خروج الدفعة الأولى من المسلحين من أحياء حمص القديمة المحاصرة، في حين أوضح أبو الحارث الخالدي أحد ممثلي المعارضة، أن المغادرين كانوا مدنيين ومقاتلين مصابين، وغير مصابين. من جهته، أفاد مصدر معارض شمال البلاد أن الاتفاق يشمل أيضاً «إطلاق 36 محتجزاً...مقابل الإفراج عن المحاصرين في حمص، موضحاً أن 15 منهم، سوريون، تم تسليمهم أمس، في حين قال المرصد الحقوقي في بريد إلكتروني إن هؤلاء الـ 15 هم 3 نساء و12 طفلًا، نقلوا إلى اللاذقية. كما أوضح المصدر المعارض أن هناك 11 محتجزاً إيرانياً وعدداً من اللبنانيين، كلهم من العسكريين، سيتم تسليمهم أيضاً ضمن الاتفاق. وقال الرئيس بشار الأسد أمس، إن حل الأزمة السورية لا يمكن أن يأتي عبر أطراف خارجية، مضيفاً أن الدولة «تدعم مسيرة المصالحات الوطنية في جميع المناطق انطلاقاً من حرصها على وقف نزيف الدم» بحسب قوله. في حين طالب رئيس الائتلاف الوطني المعارض أحمد الجربا أمام مركز دراسات في واشنطن، الإدارة الأميركية بتزويد مقاتلي المعارضة بالأسلحة الضرورية التي تتيح لهم حسم النزاع المسلح مع النظام السوري، مشدداً بقوله إن الجيش الحر يحتاج إلى «أسلحة فعالة لمواجهة هجمات قوات الأسد التي تشمل غارات جوية، بما يتيح «تغيير ميزان القوى على الأرض ويسهل إيجاد حل سياسي للأزمة». من جهته، اعتبر مدير المرصد رامي عبد الرحمن ما جرى في حمص أمس، «هزيمة للمجتمع الدولي وليست انتصاراً لنظام الأسد. ثمة صمود أسطوري في حمص رغم سنتين من الحصار». وبدورها، سارعت وزارة الخارجية الروسية إلى الترحيب بالاتفاق، معربة عن أملها في أن يسعى الطرفان لتنفيذ كافة بنوده، ما يمكن من «تخفيف مستوى العنف وإنقاذ أرواح مئات الأشخاص وتخفيف من معاناة الشعب السوري» بحسب قولها. وفي وقت متأخر مساء أمس، أعلن المرصد أن عدد الأسرى الذين أفرجت عنهم كتائب المعارضة في محافظتي حلب واللاذقية من بين المختطفين على 3 دفعات تزامناً مع خروج المقاتلين، ارتفع إلى 45 شخصاً هم 12 طفلًا و3 مواطنات، ومواطنة إيرانية الجنسية، و29 عنصراً من قوات النظام بينهم ضابطان. كما بلغ عدد مقاتلي الكتائب الإسلامية والكتائب المقاتلة الذين تم تهجيرهم من أحياء حمص القديمة، وصل إلى 600، بينهم نحو 15 جريحاً وصلوا إلى الريف الشمالي. وانسحب مقاتلو المعارضة من الأحياء المحاصرة وسط مدينة حمص القديمة تاركين معقلًا كان من أول معاقل الانتفاضة ضد حكم الأسد مما منحه انتصاراً رمزياً مع تبقي أقل من شهر على انتخابات الرئاسة المرجح أن يفوز بها. وغادرت 3 قافلات من الحافلات وسط المدينة المحاصرة وعلى متنها المقاتلون وهي الأولى من عدة قافلات تشارك في عملية إجلاء بموجب الاتفاق بين مقاتلي المعارضة والقوات الموالية للأسد. ويتواجد في الأحياء المحاصرة، قرابة 1200 مقاتل معارض. من جهته، أفاد المرصد أنه جرى فتح الطرق المؤدية إلى قريتي النبل والزهرة اللتين يحاصرهما مقاتلو المعارضة في ريف حلب، بالتزامن مع عملية الإجلاء من حمص. فيما أكد محافظ حمص أن 3 قوافل خرجت من الأحياء المحاصرة، مضيفاً أن الإجلاء سيستكمل اليوم الخميس». ولا يشمل اتفاق حمص، حي الوعر الذي يسيطر عليه مقاتلو المعارضة في مدينة حمص. ويقع الحي الذي يقطنه عشرات الآلاف غالبيتهم من النازحين من أحياء أخرى، بجوار أحياء حمص القديمة. وتوجهت الحافلات إلى بلدة الدار الكبيرة الواقعة على مسافة 20 كلم شمال مدينة حمص، والخاضعة لسيطرة مقاتلي المعارضة، حيث أعلنت مصادر في وقت مبكر وصول 222 مقاتلاً. وبث ناشطون أشرطة مصورة لخروج المقاتلين من حمص ووصولهم إلى الدار الكبيرة. وأظهر أحد الأشرطة المصورة عند بدء الخروج، عدداً من الرجال، بعضهم ملثم والآخر يضع قبعة على رأسه، وهم يسيرون في صف منتظم لصعود حافلتين خضراوين وقف بجانبهما عناصر من الشرطة السورية. وحمل بعض الخارجين حقائب على ظهورهم ورشاشات خفيفة. وبدت في شريط حافلة ثالثة، وسيارة رباعية الدفع تحمل شعار الأمم المتحدة. كما أظهرت أشرطة أخرى صورت في الريف الشمالي لحمص، وصول المقاتلين. وظهر في شريط مقاتلون ينزلون من حافلتين، قبل أن يصعدوا على متن شاحنتين صغيرتين نوع بيك أب. وبدا أحدهم يتوكأ على عكازين، في حين تجمع عدد من المقاتلين في البلدة على متن دراجاتهم النارية. ولاحقاً، نفى محافظ حمص تقارير أشارت إلى توقف عملية الإجلاء. من جهة أخرى، أعلن الهلال الأحمر السوري في حسابه على تويتر أنه أرسل سيارات إسعاف لنقل الجرحى من وسط المدينة. وينتظر أن يغادر مقاتلو المعارضة حمص فيما يصل إلى 9 قوافل تتزامن بدقة مع توصيل المساعدات والإفراج عمن يحتجزهم المسلحون قرب نبل والزهراء وبلدة كسب بمحافظة اللاذقية. وخلافاً لما جرى عند إجلاء المدنيين من حمص في فبراير الماضي، لم تحتجز قوات الأمن المقاتلين لفحصهم وإنه سمح لهم بالاحتفاظ بالأسلحة الخفيفة. وأفاد ناشط أن مواطناً روسياً وعدة إيرانيين بين من سيفرج عنهم مقاتلو المعارضة. ولم يرد تأكيد من مصدر مستقل لكن موسكو وطهران تساندان الأسد في الحرب الأهلية المتصاعدة منذ أكثر من 3 سنوات. وشمل الاتفاق رفع حصار المعارضة لبلدتي نبل والزهراء بريف حلب وإطلاق سراح المحتجزين من سكانهما والسماح بتدفق الإغاثة إليهم. وأفادت تقارير أن مقاتلي «جبهة النصرة» التابعة لـ«القاعدة» منعوا قافلة إغاثة من دخول البلدتين مما أثار تساؤلات بشأن استكمال عملية حمص بنجاح. وفي حال إخلاء مدينة حمص من مقاتلي المعارضة، يكون الجزء الأكبر من محافظة حمص بات تحت سيطرة القوات النظامية، باستثناء بعض المعاقل في الريف الشمالي مثل تلبيسة والرستن والحولة. وتأتي عملية الانسحاب من أهم معاقل المعارضة بعد تحقيق قوات الأسد مكاسب على مدى شهور مدعومة بـ«حزب الله» وميليشيات عراقية وإيرانية على امتداد شريط استراتيجي من الأراضي يربط بين دمشق وحمص ومعاقل العلويين على البحر المتوسط. وسيعزز لانسحابهم من «عاصمة الثورة» التي شهدت تفجر الاحتجاجات على حكم الأسد للمرة الأولى عام 2011، سيطرة الجيش النظامي قبل الانتخابات الرئاسية التي تجري في 3 يونيو المقبل. ويصف المعارضون الانتخابات بـ«مسرحية هزلية»، موضحين أنه لا يمكن إجراء اقتراع ذي مصداقية في دولة تشهد حرباً أهلية وتقع أراض واسعة خارج سيطرة الحكومة بينما نزح 6 ملايين نسمة بالداخل وهناك 2.5 مليون لاجئ خارج البلاد. إلى ذلك، طالب زعيم الائتلاف في واشنطن أمس، الولايات المتحدة بتزويد مقاتلي المعارضة بالأسلحة الضرورية التي تتيح لهم حسم النزاع المسلح مع النظام السوري، موجهاً انتقاداً شديداً إلى احتمال إعادة انتخاب الأسد لولاية ثالثة الشهر المقبل. وقال الجربا أمام مركز دراسات في واشنطن في مستهل أول زيارة رسمية له للولايات المتحدة أمس، إن الانتخابات الرئاسية السورية «مهزلة» من شأنها منح الأسد «رخصة للقتل والدمار لأعوام عدة مقبلة». وأضاف الجربا الذي سيلتقي الرئيس باراك أوباما أن قوات المعارضة تحتاج إلى «أسلحة فعالة لمواجهة هجمات النظام التي تشمل غارات جوية بحيث نتمكن من تغيير ميزان القوى على الأرض». وشدد على أن «هذا الأمر سيسهل إيجاد حل سياسي». كما أكد رئيس الائتلاف أنه لا يطالب واشنطن والدول الغربية «بإرسال أبنائها إلى سوريا». وقال «لا نريد أن يقتل الأميركيون في سوريا». (عواصم - وكالات) «الجيش الحر» يغادر «عاصمة الثورة» مضرجاً بدماء بابا عمرو تحتل مدينة حمص التي بات النظام السوري قاب قوسين أو أدنى من استعادة السيطرة الكاملة عليها، التي اعتبرها الناشطون المعارضون «عاصمة الثورة»، موقعاً جغرافياً استراتيجياً، وتعد ذات ثقل اقتصادي كبير. وشكلت المدينة نقطة أساسية للاحتجاجات المناهضة لنظام الرئيس بشار الأسد، التي اندلعت منتصف مارس 2011. ومع تحول الأزمة إلى نزاع عسكري دام، دفعت حمص، ثالثة كبريات المدن السورية، أثماناً باهظة. وأمس، بدأ مقاتلو المعارضة المتبقون في الأحياء المحاصرة لأكثر من عامين، مغادرة هذه المناطق، بموجب اتفاق يمهد لدخول القوات النظامية. وبذلك، تصبح غالبية أحياء المدينة، باستثناء الوعر، تحت سيطرة النظام. وبعد أشهر من الاحتجاجات، استعادت القوات النظامية السيطرة على معاقل المعارضين في المدينة، عبر حملات عسكرية عنيفة أدت إلى مئات القتلى على الأقل ودمار هائل. ومن أبرز هذه الأحياء بابا عمرو الذي سيطر عليه النظام مطلع مارس 2012، بعد حملة عسكرية دامية شكلت منعطفاً في اتجاه عسكرة النزاع إضافة إلى الخالدية. وفي حينه، قال المحافظ السابق لحمص غسان عبد العال، إن «من يسيطر على حمص يسيطر على سوريا، لأن البلد مؤلف من 3 حلقات هي الجنوب والشمال والوسط. إذا أزيلت الحلقة الوسطى، تنهار السلسلة». وتمتد محافظة حمص، الأكبر في سوريا، على مساحة 43 ألف كلم مربع وسط البلاد، وتربط بين الحدود العراقية شرقاً والحدود اللبنانية غرباً، وتشكل محوراً مرورياً أساسيا بالنسبة إلى سوريا والدول المحيطة بها. ويقول الخبير الاقتصادي السوري جهاد يازجي، إن حمص «هي ثالث مركز اقتصادي في سوريا بعد دمشق وحلب، وإن كان الاقتصاد السوري حالياً شبه مشلول». وتعد المدينة مركزاً غذائياً وزراعياً من الدرجة الأولى. كما تشكل أراضيها ممراً لأنابيب الغاز والنفط بين الحقول الواقعة شرق البلاد، والمصافي الواقعة غربها. ووصل عدد سكان المدينة قبل اندلاع النزاع، إلى نحو 800 ألف شخص يشكلون خليطاً دينياً ومذهبياً. وتوزع السكان بين السنة (65?) والعلويين (25?) والمسيحيين (7?) والشيعة (3?). إلا أن هذا المزيج كان من الأكثر تضرراً جراء النزاع الذي ساهم في ارتفاع حدة التوتر على خلفية مذهبية بشكل كبير. ورأى صحفي في «فرانس برس» في نوفمبر 2011، نحو 80 جثة موضوعة في 3 شاحنات مبردة في مستشفى المدينة. وبدت على هذه الجثث التي تعود لأشخاص من مذاهب مختلفة، آثار تعذيب وتكبيل يدين وقطع رأس بالفأس وإطلاق رصاص في الرأس. وتعرضت غالبية هؤلاء للإعدام ميدانياً، بحسب أسماء عائلاتهم أو الأحياء التي يقطنون فيها. ورغم تنوع سكان حمص، إلا أن غالبية الأحياء كانت شبه مفرزة مذهبياً، لا سيما بين السنة والعلويين. وحالياً، باتت الشوارع ذات الغالبية السنية شبه مفرغة من سكانها. وفي حين لا يزال غالبية المسيحيين والعلويين يقيمون في أحيائهم ويمارسون فيها نشاطاتهم التجارية، نزح غالبية السنة عن أحيائهم وانتقلوا إلى حي الوعر الذي يسيطر عليه مقاتلو المعارضة، والواقع على أطراف المدينة. وشهدت أحياء سيطرة المعارضة لاسيما حمص القديمة والأحياء في الوسط، الحصار الأشد والأطول مدة على مناطق يسيطر عليها المقاتلون المعارضون. وبقي هؤلاء في هذه الأحياء على رغم الحصار والدمار والقصف المتواصل، رافضين التخلي عن مناطق دافعوا عنها بشراسة. وفي فبراير، اتاح اتفاق بين النظام والمقاتلين بإشراف الأمم المتحدة، خروج نحو 1400 مدني من المحاصرين في حمص. وأمس، بدأ المقاتلون الباقون، والذين يقدر عددهم بنحو 1200، بالخروج من المدينة بموجب اتفاق مع النظام بإشراف أممي أيضاً. ويمهد هذا الاتفاق، وانتقال المقاتلين إلى الريف الشمالي لحمص، لدخول القوات النظامية إلى الأحياء المحاصرة، باستثناء الوعر. وقال مقاتلون تركوا المدينة أمس، إن «روحهم خرجت من جسدهم» وهم يغادرون حمص. وتضم حمص 28 حياً، فر نصف سكان إلى حي الوعر منذ بداية الحرب الأهلية عام 2011. ويقع حي الوعر على ضفة نهر العاصي، ويعرف بـ«حمص الجديدة بسبب حداثة تأسيسه، ويعيش به حالياً نحو نصف مليون سوري، لا يزيد عدد السكان الأصليين للحي منهم على 20%. والحي المحاصر أيضاً منذ 10 أكتوبر 2013، ولم تسمح القوات الحكومية بدخول المواد الغذائية والمساعدات الطبية والوقود إليه، إلا بموجب الاتفاق الحالي، وذلك للمرة الأولي منذ أشهر، حيث وضع مقاتلو المعارضة تقديم مساعدات الإنسانية فيه أحد شروط الانسحاب من حمص القديمة. وتقول «شبكة سوريا مباشر» المعارضة، إن هذه المساعدات لا تسد جوع سكان الحي الذين فقدوا أعمالهم بسبب النزوح، ويخشون ملاحقة قوات الأمن لهم إذا ما حاولوا الخروج من الحي بحثاً عن الرزق. (حمص - أ ف ب)
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©