السبت 20 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

غدا في وجهات نظر..هل انتهت عاصفة الحزم؟

غدا في وجهات نظر..هل انتهت عاصفة الحزم؟
27 ابريل 2015 21:28

هل انتهت عاصفة الحزم؟
يرى د. أحمد يوسف أحمد أنه كان واضحاً أن توقف العمليات لا يعني من قريب أو بعيد السكوت على أي تحركات حوثية تهدف إلى تغيير ميزان القوى الراهن. لعل الحديث عن انتهاء عاصفة الحزم أو وقفها لم يكن تعبيراً دقيقاً عن واقع الحال الذي وصلت إليه العملية، فمنذ الوهلة الأولى كان واضحاً أن هناك متغيرات استجدت اقتضت تعديلاً في مسار العملية وليس تغييراً له. أما التعديل فهو إعطاء الفرصة لجهود التسوية السياسية سواء كان ذلك لاعتبارات محلية أو عربية أو إقليمية أو دولية، وكذلك خلق مناخ أكثر ملاءمة لعمليات الإغاثة الإنسانية التي باتت ضرورية على ضوء التداعيات المتوقعة للعمليات العسكرية من الطرفين. وأما عدم التغيير فلأنه كان واضحاً منذ الوهلة الأولى أن توقف العمليات لا يعني من قريب أو بعيد السكوت على أي تحركات حوثية تهدف إلى تغيير ميزان القوى الراهن أو تعديله بدليل استمرار الضربات الجوية لأهداف حوثية عديدة بعد إعلان وقف العمليات.
ولعل أول المستجدات التي اقتضت تعديل المسار هو صدور قرار مجلس الأمن رقم 2216 الذي يعد انتصاراً للتحالف العربي ومصدراً لشرعية دولية لا لبس فيها لعملياته العسكرية في اليمن وبالذات على ضوء ما فرضه من عقوبات في ظل الفصل السابع على الحوثيين وحليفهم صالح ومطالبته إياهم بالانسحاب من مواقع سيطرتهم وتسليم ما بحوزتهم من أسلحة استولوا عليها. غير أن للقرار أبعاده الأخرى المتعلقة بالتشجيع على استئناف الحوار وجهود الإغاثة الإنسانية الأمر الذي يجب أخذه في الاعتبار في إدارة العمليات العسكرية. ولاشك أن مما شجع التحالف على تعديل المسار أن العمليات العسكرية وإن لم تقض على الحوثيين إلا أنها كسرت شوكتهم، وربما الأهم من ذلك أنها قضت على العناصر الأخطر لقوتهم العسكرية وعلى رأسها الأسلحة الثقيلة والصواريخ الباليستية، ويضاف إلى ذلك تفاقم الأزمة الإنسانية في اليمن الأمر الذي قد يفتح الباب لتغيرات في توجهات الرأي العام اليمني.

جيوسياسية المذهب في الشرق الأوسط
يرى سالم سالمين النعيمي إنه لا يمكن فهم الصراع القائم في الشرق الأوسط دون معرفة عميقة للمكون السُني الشيعي الذي استغل كحصان طروادة لإيصال المنطقة للحظة استسلام كلي للقوى المتربصة بها، حيث تعمل كل قوة إقليمية كبرى على تحديد منطقة نفوذ تتبعها، أو لا تخرج عن الخطوط العريضة للمخرجات النهائية التي تأمل أن تصل إليها. والمفارقة أن انتشار ثقافة التيارات والتنظيمات الراديكالية التي تعمل على مستويات مختلفة لتأجيج الصراع والنفوذ الطائفي والجيوسياسي- مع محدودية البدائل لمعالجة جذور صعودها لارتباطها بمخططات كبرى تتعدى المنطقة واختيار مناهج للمعالجة - تنقصه الشجاعة الكافية للمضي قدماً نحو شرق أوسط لم يتحرر بعد من استعمار التبعية العمياء لموروثه الديني والاجتماعي والفكري والثقافي والاجتماعي، لتتحول شعوبه إلى مجرد مراكب خشبية صغيرة يحملها «تسونامي» العولمة والهيمنة لأماكن لا خيار لها في الذهاب إليها، ما بين تأرجح في مراكز الثقل في المنطقة من جهة ومحاولة الحفاظ على توازن القوى من جهة أخرى، وهو نهج دائماً ما يقود للفوضى، لأن النتيجة هي عدم دعم أي قوة معينة، ففي حين كان يقدم من يقود العالم الغربي المعلومات الاستخباراتية ضد «الحوثيين» وحلفائهم الإيرانيين، فإنه يقدم الدعم للشيعة في العراق وسوريا.

حلم «ليبرلاند»..دويلة جديدة!
يقول ليونيد بيرشيدسكي : نصبُ عَلَم لا يكفي لإعمار أرض؛ إذ سيتعين على الناس أن يستقروا في «ليبرلاند» فعلياً، وهو أمر من غير المرجح أبداً أن تسمح به صربيا وكرواتيا. بدأت كدعاية ثم استحالت نكتة؛ غير أن مؤسس الدولة الأوروبية الجديدة «ليبرلاند» ينبغي أن يُؤخذ على محمل الجد. من خلال تأسيسه «ليبرلاند»، استوحى السياسي التشيكي فيت جدليكا الفكرة من مثال الأميركي هيتون جريميا. فالعام الماضي، سافر هيتون إلى جزء من الصحراء بين مصر والسودان لا يطالب به أحد، وأقام مملكة شمال السودان هناك حتى تكون ابنته البالغة سبع سنوات أميرة لها، وتمهيداً لهذه الخطوة، كان «هيتون» قد بحث في مفهوم «الأرض الخلاء» التي كانت تسمح للامبراطوريات في القرون السابقة بإعلان سيادتها على الأراضي التي تُكتشف حديثا، ثم بحث عن أماكن مازالت تنطبق عليها هذه التسمية، فوافقت هدفه قطعة أرض رملية وصخرية غير مأهولة تعرف باسم «بير طويل» وتبلغ مساحتها 800 ميل مربع، ورفع عليها علماً ساهم أطفاله في تصميمه. وعلى ما يبدو، فإن «جدليكا» تفوّق على «هيتون»، ذلك أن الأرض التي اختارها لدولته في الخامس عشر من أبريل، ونصب عليها علم دولته أيضاً، تبدو مناسبة أكثر للعيش، وإنْ كانت غير مأهولة الآن. وتقع منطقة «جورنجا سيجا» على نهر الدانوب بين «صربيا وكرواتيا»، ولا تطالب بها أي من الدولتين عقب نزاع حدودي. صحيح أن مساحتها لا تجاوز 3 أميال مربعة من الغابات، ولكن علينا أن نتذكر هنا أن موناكو أصغر من ميل مربع وهي بلد حقيقي.

حروب الأهل في «رسالتين»
يرى عبدالوهاب بدرخان أنه في أرجاء عدة من العالم العربي يدور سباق دموي مروّع بين حلول عسكرية لتكريس انتصار فئة على فئة في المجتمع الواحد، وبين حلول سياسية يدعو إليها المجتمع الدولي تعبيراً عن عجز وحكمة في آن. لا الانتصارات العسكرية ممكنة ولا التسويات السياسية تتقدّم، وحيثما انحفرت جبهات وخطوط تماس على الأرض، بين الحارات والشوارع والبيوت، تخرج كل الحلول من إطار العقل والمعقول، ويتبادل المتقاتلون حرمان بعضهم بعضاً من أبسط مقوّمات العيش، مغرقين الأهل في المآسي إذ تعزّ عليها لقمة العيش ويموت الأطفال جوعاً وتذوب الأمهات حسرةً ويقضي المسنون كمداً. وفي خضم هذا التدهور الإنساني يبقى فقد الأحباء الأكثر إيلاماً لكن الفجيعة الأكبر تكمن في فقد الأمل. وفي الأسبوعين الأخيرين مرّت في الأخبار رسالتان نُسبت أولاهما إلى شاب سوري قيل إنه كان كتبها قبل أن يغرق وتُنتشل جثته من مياه المتوسط قبالة الشواطئ الإيطالية. أما الثانية فهي لشاب لبناني استفزّه خطاب الأمين العام لـ«حزب الله» حسن نصرالله وقد استعدى فيه السعودية مدافعاً عن "الحوثيين" ضد ما سماه عدواناً على اليمن، ويروي الشاب (وهو شيعي غير مناوئ لـ «حزب الله») التحوّلات التي فرضها زعيم الحزب على شيعة لبنان.
كثير من الألم والحقائق في نصّين بالغي الواقعية تتنافس الشكوك بشأن أصالتهما وصحتهما، أي بمصداقيتهما. وسواء كُتبا فعلاً بيدي صاحبيهما، أو أن هناك من كتبهما نيابة عنهما، فإن الوقائع التي تشغل سطورهما لا تعكس أحوال أبناء شعب أو طائفة معينة فحسب بل تفصّل بوضوح جسامة الضغوط التي يتعرّض لها الناس في ظل الحروب الأهلية ومدى التضاؤل في طموحاتهم حين يصبح أدنى حد أدنى من العيش الطبيعي ضرباً من المستحيل. وفيما بدا الشاب الغارق نموذجاً للسوري اليائس لكن المتفلّت، بعدما خسر كل شيء، فركب مخاطر القوارب المتهالكة بحثاً عن أمل، جهر الآخر اللبناني بنقمة مكظومة من انجراف الأهل والطائفة والحزب في منزلق الحروب.

جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©