محمد حامد (دبي) - تضرر فريق بروسيا دورتموند من حمى المقارنات الجماعية بين الكرتين الألمانية والإسبانية، ومن إشادات الصحف العالمية بـ «البوندسليجا» مقارنة بـ «الليجا»، مما حرمه من الحصول على حقه في الإشادة الفردية بالانتصار التاريخي الذي حققه على الريال برباعية مقابل هدف بملعب سيجنال إيدونا بارك في ذهاب نصف نهائي دوري الأبطال، وذلك على العكس من بايرن ميونيخ الذي حظي بالمديح بعد أن حقق هو الآخر فوزاً مدوياً على البارسا في الدور ذاته برباعية بيضاء، وكان العنوان الأبرز في صحافة إيطاليا وبريطانيا تفاعلاً مع توهج البايرن ودرتموند “ألمانيا 8 – اسبانيا1”
بالعودة إلى دورتموند فقد نجح بقيادة مدربه الداهية يورجن كلوب، ومهاجمه المتألق روبرت ليفاندوفسكي في قهر كبير دوري الأبطال “الريال” المتوج باللقب القاري 9 مرات “رقم قياسي”، والذي كان يحلم بمعانقة “العاشر” الغائب عن الخزائن الملكية منذ عام 2002، والتي أنفق من أجلها فلورنتينو بيزيز الملايين، وتعاقد مع أفضل نجوم العالم، ويبدو أن حلمه أصبح في مهب الريح، بعد أن فعلها ثاني الدوري الألماني، ولقن الملكي درساً قاسياً، حصد به اهتمام الصحف العالمية قبل الألمانية، ولم يؤثر على درجة هذا الاهتمام سوى إصرار الإعلام العالمي على الإشادة بالألمان بشكل جماعي.
الزلزال الكبير
أصبح ويمبلي “بنسبة كبيرة” في انتظار نهائي ألماني خالص، على عكس التوقعات، حيث كان الملايين حول العالم يحلمون بنهائي تاريخي بين البارسا والريال، ليصبح “كلاسيكو القرن” خاصة أنهما لم يلتقيا في النهائي القاري من قبل، فقد عنونت صحيفة “أولييه” الأرجنتينية “إمبراطورية الألمان عادت من جديد”، وأضافت “لم يكن الانتصار الكاسح للبايرن على البارسا، والفوز التاريخي لدورتموند مجرد خطوة عملاقة على الطريق نحو نهائي ألماني لدوري الأبطال فحسب، بل هو بمثابة نقطة تحول تاريخية، وبداية التغير الحقيقي في خارطة الكرة العالمية، بل أن التضاريس الكروية بدأت تتشكل بصورة مختلفة بفضل زالزال كروي مركزه ألمانيا، حيث بلغت قوته 8 أهداف، حيث فعلها البايرن على حساب البارسا برباعية، وفي الليلة التالية سار دورتموند على خطاه وأسقط الملكي بالأربعة، وكل ما حدث يؤكد أننا أمام تغيرات لم يسبق لها مثيل، وقد تكون بداية تراجع الاهتمام العالمي بأسطورة البارسا والريال”.
وفي البرازيل اتخذت صحيفة “جلوبو” بعداً آخر أكثر طرافة في الإشادة بالنجم البولندي المتألق روبرت ليفاندوفسكي، الذي سجل “سوبر هاتريك” تاريخي في مرمى الملكي، حيث قالت “من الرائع أن كرة القدم أكثر سهولة ومتعة من روبرت صاحب الرباعية والذي يحمل اسماً معقداً” في إشارة إلى اسم “ليفاندوفسكي”، وأضافت: “من الرائع أيضاً أنه يلعب كرة قدم سهلة، ويسجل من كل لمسة، إلى حد أنه أحرز رباعية في مرمى الريال في مباراة واحدة، وهو أمر لا يمكن لأحد أن يفعله”.
8 – 1
وفي بريطانيا عنونت صحيفة “دايلي ميل” “ليفاندوفسكي يقود حملة تمرد على رونالدو والفريق الملكي”، وتابعت “ويمبلي جاهز للألمان حصرياً”، وفي موضع آخر أطلقت عنواناً مدوياً يحمل مقارنة شاملة بين الكرتين الألمانية والإسبانية، قائلة “نعم.. ألمانيا 8 وإسبانيا 1.. فقط في ليلتين”.
وقالت صحيفة “الجارديان” “فعلها البايرن أولاً.. ثم لحقه دورتموند”وأضافت “سقوط مدو للبارسا ثم الريال، ولكن الأخير يحسب له الهدف الذي سجله كريستيانو رونالدو لتنتهي المباراة 4 – 1 مما يمنح الريال بصيصاً من الأمل، صحيح أنه لا يبدو كبيراً، إلا أن آماله أفضل قليلاً من البارسا الذي استسلم للهزيمة برباعية دون رد، وما حدث في مباراة دورتموند والريال أن لاعبا واحدا قرر أن يفعلها بمفرده، إنه ليفاندوفسكي صاحب الرباعية التاريخية في شباك الملكي”.
وفي إيطاليا لم تبتعد صحيفة “لا جازيتا ديللو سبورت” كثيراً عن فكرة الإشادة بالكرة الألمانية وبالدوري الألماني “البوندسليجا” متمثلاً في البايرن ودورتموند، والذي تفوق بصورة واضحة على “الليجا” بطرفيها البارسا والريال، حيث قالت الصحيفة الإيطالية “درع الأبطال ألماني” وهو ما قد يعتبره البعض استباقاً للأحداث، خاصة أنه لا يجب الحكم على الأمور بأنها محسومة وفقاً لما حدث في الذهاب، وأضافت الصحيفة “ألمانيا 8 – إسبانيا 1”، وفي عنوان آخر “ليفاندوفسكي هداف دورتموند والمجحوز للإنتقال للبايرن يغرق ريال مورينيو”.
الصدمة والرعب
أما صحيفة “ليكيب” الفرنسية فعنونت “دورتموند المثالي يصدم الإسبان من جديد”، وتابعت “الصدمة لم تكن قاصرة على عملاقي إسبانيا والملايين من أنصارهما فحسب، بل هي صدمة للكرة العالمية، حيث نجح الألمان في جعل العالم يصحو على واقع جديد يؤكد أن كرة القدم ليس مجرد منافسة ساخنة بين البارسا والريال، وفي فرنسا أيضاً قالت “فرانس فوتبول” “ليفا يسحق الملكي برباعية”، وتابعت “ليفاندوفسكي لن ينسى هذه الليلة، فقد سجل رباعية في مرمى الريال، وجعل دورتموند يضع قدماً في نهائي الأبطال، ولكن تجاهل ما يمكن لمورينيو أن يفعله في البرنابيو سيكون خطأ فادحاً”.
وفي الولايات المتحدة، اهتمت صحيفة “نيويورك تايمز” بما حدث في قبل نهائي دوري الأبطال، والذي يحظى باهتمام عالمي لافت، وقالت الصحيفة الأميركية “موازين القوى في الكرة الأوروبية تتغير وتتشكل وفقاً لنظام جديد، ويبدو أن سطوة الريال، ووصف البارسا بأنه الفريق الأفضل في العالم بلا منازع خلال السنوات الماضية سوف تنتهي قريباً، بفضل ما فعله البايرن ودورتموند في الفريقين الكبيرين”.
عدد اليوم
