ميونيخ (د ب أ) - ليست المرة الأولى تألق توماس مولر الثلاثاء الماضي أمام برشلونة، فقد ذكر الجميع بمونديال جنوب أفريقيا 2010، عندما قاد المنتخب الألماني إلى الدور قبل النهائي، هناك أمر واضح: دائماً عندما يتعلق الأمر بلقاء مهم، ينضج اللاعب الألماني “23 عاماً” على مستوى الأداء والحضور.
وأكد مولر نفسه، بصدق يخلو إلى قليل من التواضع: “إنني نجم المواعيد الكبرى خاصة”، لكنه لا يبالغ، لأن لقاء الذهاب في الدور قبل النهائي لبطولة دوري أبطال أوروبا أمام برشلونة جاء في وجود نجوم عالميين مثل ليونيل ميسي وتشافي ورفاقهما. لكن كل النجوم خبوا أمام تألق مولر الذي عاد ليتألق كما فعل قبل ثلاثة أعوام في جنوب أفريقيا.
وشدد اللاعب بعد الفوز 4 - صفر على برشلونة: “المباريات التي تبدو غير مهمة تكون معقدة بالنسبة لي، وعلى العكس أقدم في المباريات الكبرى أداء لا ينسى”.
من ير مولر وهو يلعب ويسمعه يتحدث، يفكر على الفور في شخص أكبر سناً ورجل مخضرم، ومع ذلك، لا يزيد عمر المهاجم على 23 عاماً، لكن رغم صغر سنه كان مولر حاسماً في الفوز على برشلونة بفضل نجاعته التهديفية، وقدرته على فرض شخصيته ولمساته المباشرة.
سجل مولر هدفين، وصنع ثالثاً في مباراة ستاد أليانز أرينا، ورغم أن الألماني الدولي يلعب في فريق متفوق بالفطرة، فإنه كان أفضل نسبياً من بقية زملائه.
وقال اللاعب الألماني: “الوقت الحالي حقبة جيدة، الفريق كله جيد، من رقم واحد إلى رقم 25”، لكن هل كان الفوز “4 - صفر حلماً”، يجيب اللاعب:” لا، لست شخصاً حالماً على الإطلاق، لذلك فأنا لا أحلم.. (لكن) يمكننا القول إن “4 - صفر بالتأكيد لم تكن هي النتيجة المنتظرة في هذه المباراة”، كانت مباراة الثلاثاء هي الخطوة الأولى نحو نهائي 25 مايو في لندن، ومع ذلك لم يضمن الفريق بعد موقعه في النهائي.
وعندما سأله أحد الصحفيين “هل رأيت مباراة بوروسيا دورتموند أمام ملقه”، أجاب اللاعب مازحاً: “لقد سجلوا هدفين في الدقيقة 90، وهو ما يعني أن برشلونة يمكنه أن يسجل 180 هدفاً في مرمانا، أليس كذلك؟”.
ويتمتع مولر بالقدرة على المزج بين الدقة والسرعة، وكذلك معرفة ما يمكنه أن يقوله وتوقيت اللجوء إلى المزاح، ولا يتوه مثل لاعبين كثيرين آخرين فيدلي بتصريحات بلا معنى.
وقال بعد المباراة: “عدت أمس إلى التدريب، سأحتفل قليلاً وبعد ذلك سأعود للتفكير في مباراة غداً في الدوري الألماني”.
ومن أهم الأسباب وراء تألق مولر أنه يتحمل ضربات المنافسين ولا يسمح للشكوك بأن تنال منه.
وقال عن روشتة تألقه أمام برشلونة: “كنت أعرف أنني قادر على القيام بمهمتي فقط إذا ما ركضت كثيراً، دائما ما أكون جيداً عندما أركض 13 كيلومتراً”.
ويحفل سجل لاعب بايرن بالعديد من العروض التي لا تنسى، ففي مونديال 2010 تألق في دور الستة عشر أمام إنجلترا، عندما سجل هدفين في فوز منتخب الماكينات 4 - 1، قبل أن يسجل هدفاً في الفوز الباهر على الأرجنتين 4 - صفر في الدور قبل النهائي.
وأمام برشلونة سجل مولر ثنائية، وقبل قليل من هدفه الثاني طلب التغيير، الأمر الذي وضحه بقوله: “تعرضت للضرب وطلبت مغادرة الملعب، لكن لحظتها جاء هدفي الثاني”.
ورغم أنه كان قد طلب التغيير إلا أنه لم يترك مكانه في الهجوم، وانتظر تمريرة ديفيد ألابا، حيث يضيف: “عدت إلى مكاني في الهجوم، ومن يحمل في عروقه دماء مهاجم يعرف أين يجب عليه أن يكون”.
عدد اليوم
