الخميس 25 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

أميركا والقلق على الحريات في أوكرانيا

4 يوليو 2010 21:26
بدأت هيلاري كلينتون وزيرة الخارجية الأميركية زيارة لها لدول الكتلة السوفييتية السابقة، بتحذير هادئ لرئيس أوكرانيا الجديد، من مغبة التراجع عن الإصلاحات الديمقراطية التي كانت "الثورة البرتقالية"، قد دشنتها عام 2004. في الانتخابات الرئاسية التي جرت في فبراير الماضي، تمكن "فيكتور يانوكوفيتش" من هزيمة الزعماء الموالين للغرب، الذين قادوا المظاهرات الضخمة المنادية بالديمقراطية منذ ست سنوات، والتي عرفت باسم "الثورة البرتقالية". منذ ذلك التاريخ، أثار "يانوكوفيتش" خوف المعارضة الأوكرانية، وأقلق الدوائر المسؤولة في واشنطن، عندما سعى بسرعة، و بمجرد توليه لمنصبه، لتحسين علاقة بلاده الباردة مع روسيا، والتي كانت قد وصلت إلى أدنى مستوياتها تحت ظل القيادة السابقة. وما أثار قلق دوائر واشنطن أيضاً بشأن التوجهات الجديدة لأوكرانيا تقديم برلمان تلك الدولة مؤخراً قراراً بالتخلي عن محاولة الانضمام لـ"الناتو"، التي كانت قد بذلت فيها مجهوداً كبيراً في السنوات السابقة دون أية نتيجة. وأوضحت كلينتون أن إدارة أوباما لن تكون قلقة، إذا كانت نية "يانوكوفيتش" تنحصر باختصار في التوصل لصيغة أكثر"توازنا" في مجال السياسة الخارجية، تراعي التقارب مع روسيا ومع الاتحاد الأوروبي والولايات المتحدة في وقت واحد. وأشارت كلينتون في هذا السياق إلى أن أوكرانيا قد قررت المشاركة هذا العام في التدريبات العسكرية مع القوات المسلحة الأميركية. ولكن هيلاري أعربت، مع ذلك، عن قلقها حيال سلسلة من الأحداث التي اشتكى فيها صحفيون أوكرانيون، وناشطون مدنيون، من تعرضهم لمضايقات أوللرقابة المشددة من جانب السلطات الحكومية. وقالت كلينتون في كلمة ألقتها على طلاب في قاعة مزينة ذات أعمدة بيضاء في معهد "كييف بوليتكنيك"، الذي يعود تاريخ إنشائه للقرن التاسع عشر: "لقد ناقشت مع رئيسكم، أهمية الدفاع عن هذه الحقوق... وقدم خلال تلك المناقشات تعهداً بدعم الديمقراطية في أوكرانيا، ودعم حكم القانون، والمحافظة على الاحترام لحقوق الإنسان"، وعندما انتهت كلينتون من كلمتها تلك ضجت القاعة كلها بالتصفيق. ودعم الديمقراطية موضوع رئيسي في رحلة كلينتون التي ستشمل أيضاً بولندا، وأذريبجان، وأرمينيا، وجورجيا. ويُُشار في هذا السياق إلى أن المنتقدين، قد اتهموا إدارة أوباما بأنها قللت من اهتمامها بالديمقراطية، في إطار سعيها لاتباع سياسة خارجية براجماتية، تشمل ما أطلق عليه" إعادة ضبط العلاقات مع روسيا". في مواجهة هذه الانتقادات، حرصت كلينتون على تقديم تطمينات بأن الإدارة لن تنسى أو تضحي بالديمقراطيات الأحدث في المنطقة، مقابل تعزيز علاقاتها مع روسيا. وقد ركزت رسالتها في أوكرانيا أيضاً على اقتصاد البلاد المدمر، الذي انكمش بنسبة 15 في المئة العام الماضي، وكذلك على قطاع الطاقة الذي يفتقر للكفاءة. ومن المعروف أن سوء إدارة قطاع الطاقة، قد أدى إلى تأخر التنمية في أوكرانيا، كما يقول المسؤولون والمحللون. في مؤتمر صحفي مع المسؤولين الأوكرانيين، أغدقت كلينتون الثناء على الانتخابات النظيفة التي فاز فيها "يانوكوفيتش"، وبدت لهجتها مخففة إلى حد ما عند حديثها عن الحريات الديمقراطية حرصاً منها على ألا يتبادر إلى ذهن القيادة الأوكرانية الجديدة، أنها تلقي محاضرات عليها، بحسب مسؤول أميركي كبير. ولكنها، وفي اللقاءات التي أجرتها بعد ذلك مع الطلاب والنشطاء المدنيين، بدت لهجتها أكثر تأكيداً بشأن هذه النقطة، وهو ما يتضح بجلاء من تلك العبارة التي قالتها في كلمتها أمام الطلاب:"لقد قلنا بشكل شديد الوضوح للحكومة الأوكرانية إننا سنعمل على التأكد من أن هذه القيم والحريات محمية". وقال"ديفيد كرامر" مساعد وزيرة الخارجية لشؤون الديمقراطية في عهد إدارة جورج بوش في مقابلة أجريت معه إنه من المهم أن تعمل كلينتون على توصيل قلق أميركا وانزعاجها حول هذا الموضوع إلى القيادة الأوكرانية". وأوضح "كرامر" ما يعنيه بقوله:"إن أوكرانيا تمضي في الطريق الخاطئ... وأنا قلق من التراجعات التي حدثت في الشأن الديمقراطي أكثر من قلقي من اتجاهها لتقوية علاقاتها مع موسكو". وقد عبرت "ألونيا جيتمانشك"، وهي إحدى الناشطات المدنيات اللائي التقين بكلينتون عن ارتياحها لقيام وزيرة الخارجية الأميركية بإثارة هذا الموضوع بقولها" لقد كنا قلقين للغاية بشأن احتمال عدم اهتمام وزيرة الخارجية الأميركية بالتركيز على الديمقراطية وحرية التعبير بسبب تحسن علاقات واشنطن بموسكو"... في غضون ذلك أشار وزير الخارجية الأوكراني" قسطنطين جريشنكو" في مؤتمر صحفي أن وسائل الإعلام الخبرية في بلاده تنتقد الحكومة بحرية، وأن ذلك في حد ذاته يمثل" دليلا على أن أوكرانيا تؤمن بالانفتاح والشفافية". يقول مسؤولون أميركيون إن حوادث المضايقات المدعاة والشكوى من الرقابة لم ترتفع لمستوى القمع المتواصل من جانب الحكومة للصحفيين أو الناشطين المدنيين... كما أن بعض أصحاب وكالات الأنباء والشبكات الخبرية ضغطوا في إطار سعيهم للتقرب من الحكومة الجديدة على موظفيهم من أجل تقديم تقارير وقصص خبرية إيجابية عن تلك الحكومة. يوضح "ستيفن بايفر" السفير الأميركي السابق لدى أوكرانيا ذلك بقوله في ورقة قدمها مؤخرا إلى معهد بروكنجز : هناك أسباب تدعو للقلق، بيد أنه لا يزال من المبكر للغاية القول بأن هناك محاولات منهجية للتراجع عن الديمقرطيـة في أوكرانيا" . ماري بيث شريدان - كييف ينشر بترتيب خاص مع خدمة "واشنطن بوست"
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©