الأربعاء 24 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
اقتصاد

أورجواي تسعى لاختراق الأسواق العالمية عبر «بوابة» اللحوم

أورجواي تسعى لاختراق الأسواق العالمية عبر «بوابة» اللحوم
19 ديسمبر 2009 22:17
حظيت اللحوم البقرية في الأرجنتين لأكثر من قرن من الزمن بشهرة عالمية، وعُرف أنها صحية وطبيعية أكثر من لحوم معظم أنحاء العالم. وكانت قطعان الأبقار ترتع وتمرح وسط سهول غنية بالبمبا الرطبة، تأكل الأعشاب الخضراء الطبيعية على عكس أماكن كثيرة في العالم وخاصة في أميركا حيث الزرائب المكتظة بأبقار تتغذى على أعلاف معالجة وحبوب مخزونة. غير أن هذه الصورة تغيرت في الأرجنتين مؤخراً وأضحت من ذكريات الماضي. فالقرارات السياسية من قبل المسؤولين في الأرجنتين غيرت طعم شريحة اللحم الأرجنتينية الشهيرة وتهدد بالإضرار بصناعة اللحوم التي اشتهرت بها الأرجنتين عالمياً. ونتيجة هذه التغيرات انسحب كثير من المستثمرين وتقلص عدد رؤوس الأبقار في الأرجنتين وفتح المجال أمام جارتها الأورجواي للاستفادة من مشاكل الأرجنتين من خلال الإعلان عن أنها آخر مزرعة شاسعة لقطعان أبقار صحية تتغذى على الأعشاب الطبيعية. في الواقع تعتبر الأرجنتين الى حد ما ضحية نجاحها، ذلك أن صادراتها زادت عقب التراجع الشديد لقيمة البيسو الأرجنتيني عام 2002، الأمر الذي أكسب اللحوم الأرجنتينية مزيداً من التنافسية العالمية. ولكن بدأ يشح المعروض من اللحوم أمام المستهلكين الأرجنتينيين (يذكر أن متوسط استهلاك الفرد الأرجنتيني من لحوم الأبقار هو الأعلى في العالم حسب مسؤولين عن هذا القطاع)، الأمر الذي أدى الى زيادة الأسعار وإثارة ضجر اجتماعي. ولذلك كان رد فعل الرئيس الأرجنتيني آنذاك نيستور كيرتشنر حظر تصدير اللحوم 180 يوماً بغرض خفض الأسعار عام 2006. ثم فرض بعد ذلك ضوابط على أسعار بعض أنواع اللحم المفضلة لدى الجمهور مثل لحم الشواء البقري، الأمر الذي زاد من استهلاك اللحوم في الأرجنتين. ولكن فترات الجفاف الطويلة هذا العام وخشية الخسارة دفعت العديد من أصحاب المراعي الى تحويل أراضيهم الى زراعة فول الصويا. والآن تتبع الحكومة الأرجنتينية نظام تحفيز التسمين السريع لقطعان الأبقار، الأمر الذي زاد من التوجه نحو تغذية الأبقار بالحبوب كالذرة والشوفان في زرائب غالباً ما تكون مكتظة بالرؤوس. أدخل الإسبان الأبقار الى أورجوواي منذ أكثر من 400 سنة مضت، ولطالما كانت لحوم البقر أهم صادراتها. يذكر أن عدد رؤوس الأبقار في أوروجواي يبلغ ثلاثة أمثال عدد السكان البالغ 3.4 مليون نسمة في دولة يستغل نحو 80 في المائة من أراضيها في الرعي. وتنحصر أوروجواي بين البرازيل أكبر مصدر لحوم بقر في العالم، والأرجنتين التي يبلغ عدد رؤوس أبقارها خمسة أمثال عددها في أوروجواي. وكان هناك دائماً تشابه كبير بين قطعان البقر في الأرجنتين وأورجواي من حيث التغذية على العشب والمراعي المفتوحة وكلاهما يأتي من سلالات أبقار بريطانية متشابهة. ورغم مشاكل جارتها الأرجنتين واجهت أورجواي مصاعب في منافسة سمعة الأرجنتين العالمية. في ذلك يتذكر اليخاندرو بيروتي، مربي الأبقار في مونتفيديو (أورجواي) مساعيه المحبطة الى إدخال اللحوم الأورجوانية في سوق الدنمارك هذا العام، ففي أحد متاجر السوبر ماركت في كوبنهاجن كان لحم البقر الأرجنتيني المصنف الأفضل في العالم، ولكن العاملين في المتجر لم يسبق لهم أن سمعوا أبداً عن لحم مثله أو شبيه به يأتي من أورجواي. ففي المطاعم الدنماركية كان الطبقان الرئيسيان هما السلمون الدنماركي ولحم البقر الأرجنتيني المشوي. وعندما سأل بيروتي النادل إن كان عندهم أطباق أخرى كان رده: “سيدي هذه هي القائمة التي لدينا طوال 25 عاماً وهي ناجحة”. وفي معهد أورجواي الوطني للحوم الذي يروج لصناعة لحوم الأبقار، ذكرت سيلفانا نونسينيور مديرة التسويق دراسة أجريت عن أربع مدن عام 2004 (أطلنطا وبوسطن ودنفر وواشنطن) أظهرت أن العديد من الأميركيين لا يعرفون سوى القليل جداً عن أورجواي كدولة، ناهيك عن شهرة لحومها. في ذلك قالت: “من الصعب جداً أن تبيع لحم بقر الأورجواوي إن كان لا أحد يعرف أورجواي”. وعزمت السيدة بونسينيور وفريقها واضعين ذلك في اعتبارهم على القيام بحملة تسويقية عام 2005 مخصصة للترويج لشواطئ أورجواي ومشروباتها في منطقة بونتا ديل ايستي الرائعة والترويج للحم أبقار أورجواي في ذات الوقت. وقامت بتوزيع مطبوعات لامعة عليها صور قطعان أبقار ترعى وأطباق اللحم البقري مع مناظر الكروم وكورنيش الشاطئ. كذلك راحت السيدة بونسينيور تقيم فعاليات عرض اللحوم الأورجوانية في إسبانيا والبرتغال مع استعراض مهارات الطهارة الأورجوانيين. وفي ابريل 2008 نظم معهد اللحوم أكبر حفل شواء في العالم (باربكيو) ضم نحو 5000 قدم من الشوايات و 13 طناً من اللحم البقري. وتسعى أورجواي الى أن تظهر للعالم أنها ملتزمة بلحم “طبيعي” لأبقار تتغذى على العشب وتخلو من الهورمونات طبقاً للقانون. وإحدى حملات التسويق تظهر رمزاً لباركود سوبر ماركت يطلع من أوراق عشب. وحملة تسويقية أخرى تذكر أن كل بقرة أورجوانية تتغذى في المتوسط على مرعى تساوي مساحته ملعبين لكرة القدم. وفي الوقت ذاته بدأ كبار مستثمري لحوم البقر الرهان على سياسات أوجواي الأكثر يسراً وتسهيلاً. والمثال على ذلك أن تيري جونسون صاحب شركة بي بي يو ميت BPU Meat يستثمر 150 مليون دولار في أورجواي. وتعليقاً على هذا الوضع قال جونسون “أياً كانت الأسباب تتوجه الحكومة الأرجنتينية نحو الإضرار بالنشاط الرعوي، فقطعان الأبقار في تناقص وتدنت أسعار المراعي. وكل من له علاقة بالنشاط الرعوي يريد الانسحاب. أما أورجواي فإنها تفتح المجال الصحيح في الوقت الملائم”. وفي إحدى مرابع الأبقار التي تربى فيها أيضاً خيول وخراف قال بينتوس، البيطري الذي اكتسب خبرة بالتدريب، إنه يبحث عن طرق تزيد الإنتاج مع الاحتفاظ بميزة التغذية العشبية في أوروجواي. وهو ينحدر من عائلة مزارعين وزوجته من عائلة رعاة أبقار. وهما يعلمان المهنة الآن لأبنائهما. “عن انترناشيونال هيرالد تريبيون”
المصدر: أبوظبي
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©