الأربعاء 24 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
اقتصاد

الشركات الأميركية تكدس أكبر سيولة مالية منذ 40 عاماً

الشركات الأميركية تكدس أكبر سيولة مالية منذ 40 عاماً
19 ديسمبر 2009 22:18
اتجهت الشركات الأميركية إلى الاحتفاظ بالمزيد من السيولة النقدية - ونسبة أكبر من الأصول النقدية - أكثر من أي وقت مضى طيلة الأربعين عاماً السابقة، بعد صدمة الأزمة المالية. فخلال الربع الثاني من العام الحالي احتفظت أكبر 500 شركة أميركية غير مالية من حيث إجمالي الأصول بمبلغ يقدر بـ 994 مليار دولار في شكل نقدي واستثماري قصير المدى، أي بنسبة حوالى 9.8 في المائة من إجمالي أصولها وفقاً للدراسة التي أجرتها صحيفة وول ستريت جورنال على نتائج الشركات والمؤسسات وهو رقم يزيد على مبلغ الـ 846 مليار دولار أو نسبة 7,9 في المائة من إجمالي الموجودات الذي تحقق قبل عام من الآن. وفيما يبدو فإن هذا الاتجاه استمر في الربع الثالث أيضاً برغم التحسن الذي طرأ على الاقتصاد. فمن خمسمائة شركة، أعلنت 248 شركة عن نتائجها الخاصة بالربع الثالث، حيث ازداد النقد في هذه الشركات الى نسبة 11,1 في المائة من إجمالي الأصول مقارنة بمعدل 10,1 في المائة في الربع الثاني. وأعلنت شركات مختلفة ومتنوعة مثل مؤسسة الكوا ومؤسسة جوجل وشركة بيبسي ومؤسسة تكساس انسترومينتز جميعها عن زيادات هائلة في ممتلكاتها من السيولة النقدية في الربع الثالث من العام. ويقول جارستن ستينديفاد رئيس إدارة الاستراتيجيات المالية في مجموعة “سيتي جروب” المصرفية “لقد أصبح الجميع يتجهون الى تكديس الأموال النقدية”. وهو يشير ومعه مجموعة من الاقتصاديين الآخرين الى الصداع الذي أحدثته الأزمة المالية في العام الماضي عندما لم تتمكن الشركات من تجميع الأموال أو عندما كان يتعين عليها دفع أسعار للفائدة أعلى بكثير مما اعتادت عليه. ومما لا شك فيه أن الاحتفاظ بكميات كبيرة من النقد يعتبر نقمة على الاقتصاد ونعمة محتملة على حد سواء. فالاحتفاظ بالأموال يعني أن الشركات أصبحت تنفق وتستثمر أموالاً أقل وبشكل يؤدي الى إحباط النمو الاقتصادي. إلا أن هذا الأمر من شأنه أن يترك الشركات وبمعيتها المزيد من الأموال النقدية بحيث تتمكن من تحقيق الانتشار المطلوب عندما يتحسن الاقتصاد وبشكل يمنحها الحرية المطلقة في التملك والاستحواذ والشروع في إعادة توظيف المستخدمين والإنفاق الرأسمالي. ويقول شارلس ماكلين كبير المراقبين الماليين في شركة الكوا عملاقة إنتاج الألمنيوم “بات يتعين على المسؤولين في الشركة توجيه ضربة كبيرة في رأسي حتى يتمكنوا من الحصول على هذه الأموال من أجل إنفاقها”. ويذكر أن شركة الكوا أعلنت عن احتفاظها بمبلغ 1,1 مليار دولار في شكل سيولة نقدية في الثلاثين من سبتمبر المنصرم. وبسبب تراجع الإيرادات في هذا الشهر فقد عمدت شركة الكوا الى خفض عائدات أسهمها بالنسبة للمستثمرين الى جانب تقليل الإنفاق وخفض أكثر من 15 ألف وظيفة من أجل توفير المزيد من الأموال النقدية. وعلى الرغم من أن شركة الكوا سجلت أرباحاً مقدرة في الربع الثالث إلا أن ماكلين ما زال يلتزم ويتوخى الحذر قائلاً “إننا ما زلنا في طريقنا لأن نطبق المزيد من الإجراءات المتشددة فيما يتعلق بإدارة الأموال النقدية”. وهناك بعض الشركات التي تدرس عمليات الإنفاق والاستحواذ المستهدفة في السابق. إذ أن شركة تكساس انسترومينتز المصنعة لأشباه الموصلات عمدت في هذا العام للاستحواذ على شركتين صغيرتي الحجم بالإضافة الى شراء معدات شركة أخرى منافسة وقعت في هوة الإفلاس. ولقد أعلنت شركة تكساس عن تحقيقها لأموال نقدية تبلغ 2,8 مليار دولار واستثمارات قصيرة الأجل بحلول الثلاثين من سبتمبر الماضي بزيادة نسبتها 42 في المائة مقارنة بالعام السابق برغم التراجع في الإيرادات بمعدل 26 في المائة في فترة الأشهر التسعة المنتهية في 30 سبتمبر مقارنة بنفس الفترة في العام الماضي. بيد أن من المؤكد أن تكديس الأموال النقدية قد أعاد الى الأذهان ذات الاتجاه الذي حدث قبل عقدين من الآن. ففي الربع الثاني من عام 1991 احتفظت أكبر 500 شركة غير مالية بنسبة 3,9 في المائة من أصولها في شكل سيولة نقدية. ولقد ارتفعت تلك المبالغ بشكل مستمر الى معدل 9,2 في المائة في منتصف عام 2004. ولكن ريني ستولز أستاذ النقد والتمويل في كلية إدارة الأعمال في جامعة ولاية أوهايو ذكر بأن الشركات أصبحت تكدس المزيد من السيولة النقدية بسبب العولمة والتغير التكنلوجي الذي زاد من انكشافها على المزيد من المخاطر. ومضى يقول “لقد أصبحت الشركات تواجه المزيد من المخاطر أكثر من أي وقت مضى، لذا فإنها أضحت تحتاج الى ملاءة أمنية أكبر حجماً بكثير”. وأشار الى أن الشركات أصبحت تحتفظ بالمزيد من أصولها في شكل أموال نقدية أكبر منذ حقبة الستينيات، عندما بدأت طرق الدفع المؤتمتة تقلل من الحاجة للاحتفاظ بالسيولة من أجل تسيير العمليات اليومية. وتضيف كاثلين كاهل الأستاذة في كلية إدارة الأعمال في جامعة جورجيا آخر لذلك، يتمثل في النمو الذي شهدته شركات التكنولوجيا المتقدمة والتي تميل عادة الى الاحتفاظ بكميات كبيرة من الأموال النقدية. وكذلك فإن الشركات الناشئة والتي تواجه المزيد من المخاطر ظلت تواجه صعوبات أكبر في تجميع الأموال وبخاصة عندما يصبح الائتمان محدوداً. لذا فهي تتجه عادة الى الاحتفاظ بالمزيد من النقد في متناولها كما تقول. ويشر في هذا الصدد الى أن أكبر 54 شركة في مجال تكنولوجيا المعلومات احتفظت في الربع الثاني من هذا العام بمبالغ نقدية قيمتها 280 مليار دولار أو 27 في المائة من إجمالي موجوداتها وفقاً للتحليل الذي أجرته صحيفة الجورنال. وهي نسبة أعلى مما هو موجود في أي مجموعة أخرى في الصناعة. ولقد تنامت هذه الميزانيات النقدية بشكل كبير في الربع الثالث من العام. وعلى سبيل المثال فإن شركة جوجل، عملاقة محركات البحث شهدت قفزة في كمية السيولة النقدية وفي الاستثمارات قصيرة الأجل بنسبة بلغت 53 في المائة الى مستوى 22 مليار دولار في الربع الثالث مقارنة بالعام الماضي، مما شكل 58 في المائة من إجمالي موجوداتها. “عن وول ستريت جورنال”
المصدر: أبوظبي
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©