الجمعة 29 مارس 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
علوم الدار

الذكاء الصناعي يحقق أفضل النتائج في علاج المرضى

الذكاء الصناعي يحقق أفضل النتائج في علاج المرضى
10 يوليو 2017 16:34
منى الحمودي (أبوظبي) أكد أطباء عاملون في منشآت شركة أبوظبي للخدمات الصحية «صحة» أن استخدام الذكاء الصناعي في القطاع الصحي والتكنولوجيا المتطورة في هذا المجال يساهم وبشكل كبير في التغلب على المعوقات والصعوبات التي تواجه هذا القطاع، وبالتالي تسهيلها وتسريعها، وتحقيق أفضل العلاجات والممارسات في علاج المرضى، وتطوير الأطباء والفنيين من ناحية المهارات الطبية التي يتمتعون بها. وكانت شركة أبوظبي للخدمات الصحية «صحة»، قد أعلنت أمس الأول، بتوجيهات سمو الشيخ هزاع بن زايد آل نهيان نائب رئيس المجلس التنفيذي لإمارة أبوظبي، تشكيل أول لجنة تختص بعلم الذكاء الصناعي، تمهيداً للاستفادة من التكنولوجيا المتطورة واستغلالها في تطوير الكفاءة الطبية والتشغيلية، وإدارة الموارد البشرية والمالية بالطريقة المثلى. وأوضح الدكتور علي عبد الكريم العبيدلي، المدير التنفيذي للشؤون الأكاديمية في شركة «صحة»، أن شركة صحة منذ إنشائها قبل عشرة أعوام استثمرت الكثير في تقنية المعلومات والبنية التحتية، وأن هذا الاستثمار في الفترة السابقة كون بنية تحتية قوية يُعتمد عليها من ناحية الملف الطبي الإلكتروني، بحيث إن جميع المرضى لديهم ملف واحد يمكن الوصول له من أماكن مختلفة، كما يساعد الملف الطبي الباحثين والأطباء الذين لديهم تواصل مع الجامعات، من التواصل بسهولة، وترجمة هذه المعلومات الإلكترونية لمشاريع تخدم المرضى، وأن شركة «صحة» تترجم هذا الاستثمار في الكثير من المبادرات التي تخدم المرضى والأطباء والفنيين للوصول لأفضل العلاجات والممارسات في المجال الطبي. وقال: «إن الذكاء الصناعي في المجال الطبي هو المستقبل، وتقنية المعلومات دخلت في حياة الجميع من عامة الناس، وفي الطب لا بد من توظيفها واستخدامها بما يحقق الأهداف التي تساهم في توفير أفضل علاج للمرضى»، لافتاً إلى أن شركة «صحة» لديها المكتبة الطبية الإلكترونية والتي عن طريقها يستطيع أطباء وعاملو شركة صحة بضغطة زر واحدة التعرف إلى آخر المستجدات الطبية، وتثقيف المريض بها، وتثقيف الأطباء والفنيين فيما يخص عملهم. وذكر أن من الاستخدامات للروبوت هي الوصفات الدوائية، والتي سيتم صرفها آلياً، وبالتالي تقلل من الأخطاء البشرية والتكاليف، كما تساهم في توفير أفضل العلاجات للمرضى عن طريق مساعدة الأطباء والفنيين حول الحالة المرضية للمريض في حالة وجود تعارض مع الأدوية التي يتناولها المريض، يقوم الروبوت بتنبيه الدكتور حول هذا التعارض. وفي مجال الجراحة، أوضح العبيدلي أن قسم جراحة الأطفال في مدينة الشيخ خليفة الطبية، يستخدم طابعة ثلاثية الأبعاد للعيوب الخلقية لدى الأطفال، حيث يقوم بطباعة التشخيص، وبالتالي إعطاء معلومات شاملة ومفصلة عن حالة الطفل لوالديه، وكيف ستتم العملية جراحياً، كما يحصل الفريق الطبي على معلومات شاملة حول المتوقع عند إجراء العملية الجراحية. وبين أن الذكاء الصناعي في المجال الطبي نتجت عنه أبحاث عدة، على سبيل المثال، هناك مشروع مشترك بين شركة «صحة» ومستشفى الأطفال في واشنطن عن طريق تطبيق هاتف يساعد بنسبة 95% على اكتشاف التشوهات الخلقية لدى الأطفال، وذلك عن طريق صورة فقط يتم إرسالها عبر التطبيق، وبالتالي يتحقق أمر سرعة التشخيص ويتم تحويل الطفل للعلاج في الوقت المناسب من دون تأخير. وأفاد بأن أن شركة «صحة» تعتزم إطلاق برنامج للزمالة في مجال الاستخدام الطبي الأمثل لتقنية المعلومات، وسيتم خلالها توفير دورات تدريبية مكثفة ومستمرة، خصوصاً أن هذا العلم متجدد، كما سيتم طرح برامج تدريبية مُمنهجة لتسهيل علاج المرضى وترجمة تقنية المعلومات للمريض والطاقم الطبي لتحقيق العلاج بأسرع وقت وبأقل تكلفة. بدوره، قال الدكتور محمد بدر الصيعري المدير التنفيذي للأطباء والفنيين في شركة «صحة»: إن التوجيهات الكريمة من سمو الشيخ هزاع بن زايد آل نهيان نائب رئيس المجلس التنفيذي لإمارة أبوظبي، تعتبر خطوة عملاقة في كيفيه وطريقة تقديم الخدمات الصحية في إمارة أبوظبي خلال السنوات القادمة، فدعونا نتخيل مريضاً في العناية المركزة يتم إرسال جميع معلوماته الحيوية والمخبرية والدوائية والباثوليجية بشكل سريع ودوري إلى عقل طبي والذي يقوم بتحليل المعلومات كافة بسرعة قياسية، ويقوم بتقديم العلاج والتقييم بشكل سريع ولحظي، وذلك كله تحت عناية الطبيب المتخصص كدور أساسي ومكمل للأدوار البشرية الطبية، مما ينتج عنه تحسن النتائج العلاجية وخروج المريض بشكل أسرع وأضمن، ووجود وقت كافٍ للطبيب للتحدث للمريض وأهل المريض وبناء ثقافة التواصل الصحيح. وأضاف: «قامت العديد من الشركات العالمية بالمضي قدماً في مجال الذكاء الصناعي، مثل (اي بي ام) و(جوجل)، ونحن في شركه صحة كمزود رئيس للخدمات الصحية في الدولة متفائلون بشكل كبير أننا سنقوم بدور ريادي في تطبيق التكنولوجيا الذكية في جميع منشآت شركة صحة بما يحقق منظومة طبية شاملة ومتقدمة وقوية». الآلات والبرامج وأشار الدكتور مقداد الحمادي رئيس قسم جراحة التجميل والحروق والعمليات الميكروسكوبية في مستشفى المفرق، إلى أن الذكاء الصناعي في المجال الطبي يعتمد على الذكاء في الآلات والبرامج التي تحتويها، وهي خصائص معينة تتسم بها التقنيات الحديثة، والتي تحاكي العقل البشري وتحاكي القدرات الذهنية، حيث تتعلم الآلة وتحلل وتساعد في التطوير، كما هو معمول به في المجال الجراحي، ونحن بصفتنا جراحين نستخدم هذه الآلات في العمليات المكيروسكوبية الدقيقة والتي تحاكي حركة اليد في العمليات الجراحية لتجنب الأخطاء الطبية، وتساعد الجراحين في العمليات الجراحية الشديدة الدقة، عن طريق محاكاة حركات الجراحين في العمليات التي تتم عن بعد. وأكد الدكتور ديفيد مايكل جيمس مدير مركز علاج الأورام في مستشفى العين، أن الذكاء الصناعي حاز اهتمام المهنيين في قطاع الرعاية الصحية في السنوات الأخيرة، كما تعمل العديد من الشركات والمستشفيات الجامعية الكبيرة على تطوير الأنظمة كافة للاستخدام السريري، كما يجري بالفعل تسويق بعض النظم في هذا الصدد. ولفت إلى أن أحد أكبر التحديات التي تواجه الأطباء اليوم هو الزخم المعلوماتي الذي يواجهونه خلال العمل في نظم السجلات الطبية سواء أكانت النتائج المختبرية والصور الطبية والبيانات من الأجهزة الطبية والكثير من المعلومات، وسيكون استخدام الذكاء الصناعي ذا تأثير كبير في الطريقة التي يتم بها استخدام معلومات المريض، مشيراً إلى أن تلك الأنظمة ستتحرى المعلومات الخاصة بالمريض وتاريخه الطبي والمعلومات الخاصة به كافة بالكامل من أجل العناية بالمريض. تكنولوجيا الذكاء ?وقال الدكتور بول مارتين بوسيو المدير الطبي التنفيذي في مستشفى الكورنيش: «إن ?هناك الكثير من الإثارة المطروحة حول إمكانات واستخدامات تكنولوجيا الذكاء الصناعي في الطب، وباختصار، تعمل تكنولوجيا الذكاء الصناعي بشكل يسمح للحواسيب بالتعلم والتكيف بالطريقة نفسها التي تعمل بها العقول البشرية». وأضاف: «إن تكنولوجيا الذكاء الصناعي في الطب تسمح للحواسيب أن تتعلم لتمكين الأطباء من استخدام جميع البيانات الكبيرة المتاحة للسماح للتشخيص الدقيق وإعطاء العلاج المناسب»، لافتاً إلى أن المراحل الأولى في تكنولوجيا الذكاء الصناعي في الطب موجودة بالفعل في تشخيص المرض، مثل المسح الضوئي المحوسب لأفلام الأشعة، وتدريب أجهزة الكمبيوتر لمسح التغيرات الرقمية في وقت مبكر من السرطان. وبالمثل، في الروبوتات الجراحية أصبحت متطورة ليس فقط لإجراء الجراحة، ولكن للرد على التغييرات وردود الفعل الحسية أثناء الجراحة لتوجيه «الجراح» بشكل آلي. وذكر أن التطورات المبكرة في التشخيص في غرفة التشاور تهدف أيضاً إلى تطوير أجهزة الكمبيوتر لمعرفة كيفية رؤية أنماط في جميع الشكاوى المرضى والأعراض التي يمكن أن تساعد في تشخيص المرض بدقة بالطريقة نفسها التي يتبعها الطبيب، بالإضافة إلى إن إمكانات الذكاء الصناعي في الطب لا حصر لها ومثيرة للغاية، والتحديات كبيرة، وتشمل التكاليف، وصولاً إلى البيانات وحتى فهم كيفية عمل الحواسيب والوصول إلى الاستنتاجات. مواكبة العلوم الحديثة من جانبه، قال الدكتور مارك ديوثي استشاري جراحة قلب أطفال في مدينة الشيخ خليفة الطبية «أصبحت السيارات من دون سائق حقيقة وواقعية في عصر نعيش فيه الآن، كذلك ذات الأمر بالنسبة للمجال الطبي فإن الذكاء الصناعي يؤثر على مجال الطب وبشكل فعال في وقتنا الحالي». وأضاف: لا يزال التشخيص بمساعدة الحاسوب يعتمد على استخلاص البيانات ذات الصلة من قبل التاريخ المرضي للمريض والفحص، وبالفعل أننا نفعل خاصية «سري» في هواتفنا المحمولة ونعتمد عليه كمساعد لنا في الحصول على المعلومات الخاصة، كذلك الذكاء الصناعي للطبيب سيكون مصدر للمعلومات والتاريخ المرضي للمريض ولكن لا غنى عن الفحص الذاتي للطبيب باستخدام يديه وعينيه للوصول إلى تشخيص دقيق. من جانبه، أكد الدكتور بشير فؤاد حمزة نائب المدير الطبي لمستشفيات الغربية في شركة «صحة» أن الذكاء الصناعي يواكب التطورات الهائلة والقفزات النوعية في تطور العلوم الصحية، كمثال الطابعة الثلاثية الأبعاد والتي تلعب دوراً مهماً بالاستخدامات الطبية، وهذا الأمر لم يكن موجود قديماً، والأمثلة كثيراً لهذه الاستخدامات، وهذه الخطوة تؤكد ضرورة مواكبة العلوم الحديثة، مشيراً إلى أن المستخدم يطور الأدوات من أجل أن تزيد من مهاراته، ولا تغني عن العاملين في القطاع الطبي، ولها الكثير من الفوائد وبضوابط، ويجب اتباع الأخلاقيات الطبية في أي تطورات طبية جديدة للمحافظة على الجوانب الإنسانية والطبية التي تتصف بها هذه المهنة. الممرضة الروبوت وقال جيرلاند فرانسيس وليمز، مدير إدارة التمريض في مستشفى توام «في التمريض نشهد العديد من التطورات الثورية في تكنولوجيا الذكاء الصناعي والذي سيغير بشكل كبير، ويحسن من تجربة المريض وسلامته، والممرضة الروبوت هو أحدث تطور تقني في عالم الطب، حيث يمكن للممرضة أن تدخل داخل هيكل روبوتي ومن خلاله يمكن أن تتحكم برفع المريض من موقع إلى آخر دون أي ضغط على جسم الممرضة، ويمكن أيضاً أن تطبق هذه التكنولوجيا لمقدمي الرعاية الصحية المنزلية في المستقبل، وستكون الروبوتات الأخرى قادرة على إكمال مهام عمال النظافة والواجبات المنزلية. وأضاف: ستتيح أجهزة الترجمة التلقائية للممرضة أن تتواصل بسهولة مع المريض، كما ستتم ترجمة الحديث للمريض باللغة التي يختارها.. والمريض ستكلم مع الممرضة في لغته والممرضة ستسمع كل شيء بلغتها المفضلة دون الحاجة إلى المترجمين. ورأى أن الذكاء الصناعي سيعمل على تسهيل مهمة الاتحاد البرلماني الدولي للمرضى المصابين بأمراض خطيرة في مراقبتهم عن طريق نظام حاسوبي مركزي يمكن متابعتها بأمان في أي مكان، كما يمكن رصد جميع المرضى من قبل الموظفين السريريين الخبراء عن طريق تكنولوجيا الذكاء الصناعي والذي سينبه موظفي القيادة المركزية من أي تغيير في العلامات الحيوية للمريض على الفور، بحيث يمكن اتخاذ إجراءات سريعة.
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©