الجمعة 26 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

أحلام الحوسني: القائد هو الأخصائي النفسي وصانع القرار والمحامي والمفكر

أحلام الحوسني: القائد هو الأخصائي النفسي وصانع القرار والمحامي والمفكر
19 ديسمبر 2009 22:43
يطمح كل امرئ مهما اختلفت اتجاهاته لأن يكون قياديا، يولد بهذه النزعة، لكن تبدأ في الخمود شيئا فشيئا وتغذي هذا الفعل البيئة والتربية والمحيط بالشخص نفسه، وهناك من يظل يطمح للقيادة فيعمل في هذا الاتجاه إلى أن يحقق مبتغاه، والقيادة هناك من يقول إنها مكتسبة وهناك من يقول إنها تولد مع الشخص، والقيادة بشكل عام وظيفة هامة وضرورية لتحقيـق الأهـداف التنظيميـة. ورغـم تعـدد وعمـق الدراسـات فـي مجـال القيـادة، يتعـذر تحديــد أسلـوب واحــد للقيــادة باعتبـاره أنسـب أو أحسـن الأساليــب. كما أنَّها مسألة اجتماعيـه أيضاً، فحيـث يتواجـد القائـد يجـب أن يتواجـد تابعـون. عن القيادة والقائد تقول الدكتورة أحلام جاسم الحوسني، مديرة إدارة الموارد البشرية مركز تنظيم النقل لسيارات الأجرة: رغم تعدد تعريفات القيـادة، إلا أنه يمكـن أن نعـرف القيـادة بأنهـا «القـدرة علـى التأثيـر فـي الآخريـن مـن خـلال الاتصـال ليسعوا بحمـاس والتـزام إلـى أداء مثمـر يحقـق أهدافـا مخططـة، ويعني هذا التعريف: أن شخصـا لا يمكنـه أن يقـود مـا لـم يتواجـد أنـاس تابعون كجماعـة أو فريـق ليقودهـم، وأن القيـادة تتضمـن ممارسـة مهـارات التأثيـر علـى سلوكيـات التابعيـن وصـولا لأداء مثمـر يحقـق أهدافــا معينـة، وهـذا التأثيـر والنفـوذ يتـم مـن خـلال الاتصـال حيـث تتفاعـل القـدرات العقليـة والخصائص السلوكيـة لكـل مـن القائـد وتابعيـه، وحيـث يستطيـع القائـد الناجح أن يـزرع وينمـي الحمـاس فـي مرؤوسيه، يضيـف لمعارفهـم ومهاراتهم، وينمي قدراتهم، ومن ثم يزيد ثقتهم في أنفسهم فـيزيـد حماسهم وولاءهم. بيـن القيـادة والإدارة: ليس كـل القـادة مديريـن، وقد يكون المرء مديـراً دون أن يكـون قائداً، كما قد يكـون مديرا وقائـدا في آن واحـد، فالمديـر يمكـنه أن يوجه جهـود مرؤوسيـه لمجـرد أن يشغل منصبا رسميا ضمن التـدرج التنظيمـي، وتكون له قـوة تنظيمية يستمدهـا مـن سلطته الرسميـة، بينمـا تعوزه المقـدرة القيادية أي قـدرة التأثير. أما القيادة فهي: تميـل الإدارة لأن تكـون أكثـر رسميـة مـن القيـادة، وتعتمد الإدارة علـى مهـارات عامـة مثـل التخطيـط، الجدولـة والسيطـرة وهـي تمثـل مجموعـة أدوات وأساليـب تقـوم علـى علاقـة السبـب والنتيجـة. أما القيــادة: فتقـوم علـى رؤيـة، تخيـل، وتبصـر لمـا يمكـن أن تكـون عليـه الوحـدة التنظيميـة، أو المنظمـة تتطلـب القيـادة توليـد وتشجيـع التعـاون وروح الفريـق بيـن مجموعـة مـن الأفراد وتحفيزهـم لاسيمـا الأشخـاص الرئيسيون منهـم، باستخـدام كافة سبل التأثيـر والإقنـاع. قـادة التأثيــر بالنفوذ تضيف أحلام الحوسني: يقصـد بذلـك قـدرة قـوة التأثيـر الشخصـي علـى الآخـرين، ومـن ثـم السيطـرة علـى البشـر والمـوارد المتاحـة، وحيـث يتعيـن أن يتـزود المديــر أو الرئيـس بهــذه القــوة لتعزيــز مقدرتـه القياديــة، وتحسيــن معنويـات مرؤوسيه وزيـادة الإنتاجية، فمثـلا يستطيـع المديـر ( أ ) أن يقنـع المديـر (ب) بنفـس المؤسسة بالموافقـة علـى نقـل موظـف واحـد مـن الإدارة (ب) إلـى الإدارة ( أ ). ويستطيـع مديـر شركـة مـا أن يقنـع مدير شركة أخرى بالتعامل مع شركتــه. ويختلـف النفـوذ (Power) عـن السلطـة الرسميـة، فبينمـا تتمثل الأخيرة في حـق رسمـي لإلـزام الغيـر بـأداء أشيـاء، وحـق رسمي بالسيطـرة علـى مـوارد معينـة، فـإن النفـوذ Power يتمثـل فـي تأثيـر علـى الآخرين لا يستمـد مـن سلطـة رسميـة بـل مـن سمات شخصيـة مثـل الموهبـة، الحضـور، الجاذبيـة الشخصيـة، وهي سمات بعضهـا موروث والآخـر مكتسب. سمات القائد الناجح تتحدث أحلام الحوسني عن القائد الناجح، فتقول: هناك مهارات ذاتية، وهي ما يتعلق بالسمات الجسدية، والقدرات العقلية، والمبادرة والابتكار وضبط النفس. السمات الجسدية: الهيئة والقامة والاستعدادات الفيزيولوجية كالقوة الجسدية والنفسية، ومدى القدرة على تحمل الضغوط الجسدية والتقنية والعصبية. السمات العقلية: الاستعدادات الفكرية، والمهارات الذهنية. السمات الفكرية: الذكاء وفن القدرة على التطور وهذا يعطيه القدرة على الفهم العميق وتقبل الأفكار الجديدة. المبادرة والابتكار: وهي أن يبدأ صاحبها بالسبق في أن يقترح أو يتقبل الاقتراحات الجديدة دون ضجر. سمة ضبط النفس: وهي القدرة على ضبط الحساسية وقابلية الانفعال، ومنعهما من تعويق القدرات الجسدية والنفسية، وتنعكس على المرؤوسين إيجابيا بالتصرف والعمل بهدوء وثقة لإصدار قرارات واضحة، ولا يسمح للحياء أو التهيب أن يؤثر على قراراته. وهناك كذلك المهارات الفنية، وهي المعرفة العلمية والحقيقة والقدرة على استخدامها في تحقيق الهدف. إضافة إلى ملكة التعامل مع الأفراد وهي تنطوي على المهارات الإنسانية، التي تؤدي إلى ارتباط حسن بين القائد ومرؤوسيه. المهارات الذهنية: وهي المهارة التي تجعل الشخص يعيد النظر في كيفية التعامل بين الأمور داخل منظمة، أو لجهة تفاعلها مع البيئة الخارجية، وهي التي تسمح بنفس استخدام مهاراته الأخرى ولاسيما مهاراته الإنسانية. والمهارات السياسية هي قدرته على التوفيق بين أهداف المؤسسة، وممارسته مهاراته الإدارية بما يتلاءم مع تحقيقها مع عدم إهمال متطلبات المرؤوسين وإشباع حاجاتهم. وتتجلى هذه المهارات في: قدرته على التخطيط، وفي توزيع العمل بشكل عادل، ووضع معدلات الأداء بموضوعية. إضافة إلى إبراز وتطوير وتدريب المرؤوسين. كما يمكن للمدير الاستفادة القصوى من إمكانيات المؤسسة بـ : وضع الرجل المناسب في المكان المناسب، وتوضيح خطوط التنظيم، وتوجيه كفاءات وسلوك المرؤوسين بصورة منسقة، وممارسة الرقابة بكفاءة، وأيضاً: اختيار أفضل الوسائل للحصول على أعلى قدر من الإنتاجية، وتحقيق مركزية القرار ومقاومة الجمود وكسب ثقة موظفيه. نمط قيادي ثمة أنماط متنوعة للقائد فهناك النمط الأوتوقراطي المتسلط، والنمط الديمقراطي المتسامح، والنمط الحر غير الموجه. أيضاً بالإمكان العثور على القائد المتفاني في العمل. وعلى الآخر ذي الاهتمام بالأفراد، ومثيله الذي يبدي اهتماماً أكبر بالعمل والأفراد. وثمة أيضاً القائد الذي لا يهتم كثيرا لا بالعمل ولا بالأفراد. أنواع سلوك القائد محددات فاعلية القيادة: «النمط القيادي المناسب». ومـع التسليـم بأنـه لا يوجـد أسلـوب واحـد أفضـل للقيـادة يـؤدي لمعنويـات عاليـة بيـن أعضـاء مجموعـة العـمل، ومسـتوى عال للأداء في المنظمـات، تبقـى ثلاثـة اعتبـارات هامـة فـي تحديد الأسلـوب الأكثر مناسبة للقيادة. وهـي: المديـر، المجموعة، وبيئـة العمـل. وإضافـة لذلـك، فهنـاك متغيـرات هامـة تؤثـر فـي فاعليـة القيادة وهي: خصائـص المديـر، شخصيتـه، اتجاهاتـه، قدراتـه، نظام القيم الخاص به، ومصداقيته. -نـوع النفـوذ الـذي يستنـد إليـه المديـر كأسـاس لعلاقته القيادية بمجموعة العمل. -خصائـص المرؤوسيـن، حاجاتهـم وتوقعاتهـم، اتجاهاتهم، معارفهم، مـدى الثقـة بهم وبخبراتهم، دافعيتهم، والتزامهــم. -العلاقـة بيـن المديـر والمجموعـة، وبيـن أعضـاء المجموعـة وبعضهـم البعـض. -طبيعـة المهـام الــلازم إنجازهـا، ومـدى كونهـا بسيطـة أو مركبـة، ونـوع ومستوى التكنولوجيا أو الفـن الإنتاجـي المستخدم. -الهيكـل التنظيمــي ونظــم الإدارة. -نـــوع المشكلــة ومــدى بساطتهـــا أو تعقدهــــا. -طبيعة وتأثير البيئة المحيطة بالموقف سواء داخل المنظمة أو خارجها. تأثيـر الثقافــة القوميـة، أي الأعـراف، القيـم المعتقدات، والعادات الســائدة. -ويحتـاج التعليـم والتدريـب الإداري للتأكيـد ليـس فقـط علـى المهـارات الشخصيـة، بـل أيضـا على المرونة، والقدرة على التشخيـص، وإدراك أن معظـم عناصـر السلـوك القيـادي الفاعل نتاجـا للموقـف القيـادي الكلـي.
المصدر: أبوظبي
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©