الخميس 25 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

قرأنا لكم فاقرأوا معنا

قرأنا لكم فاقرأوا معنا
19 ديسمبر 2009 22:45
ولد في منتصف التسعينيات بالولايات المتحدة الأمريكية مصطلح جديد اسمه الذكاء العاطفي، عرَّفه واضعوه على أنه قدرة الإنسان على التعامل الإيجابي مع ذاته ومع الآخرين، حيث يحقق أكبر قدر من السعادة لنفسه ولمن حوله، واعتمد هؤلاء على دراسات كثيرة أظهرت أن نجاح الإنسان وسعادته في هذه الحياة لا يتوقفان على ذكائه العقلي فقط، وإنما يحتاج الإنسان إلى مهارات الذكاء العاطفي. والذكاء العاطفي يتكون من أربعة مكونات أساسية، هي: فهم الذات، التعامل الإيجابي مع الذات، فهم الآخرين، التعامل الإيجابي مع الآخرين. وينطوي تحت هذه المكونات الأساسية 17 مكوناً فرعياً. هذا ما جاء في الفصل الأول من كتاب الدكتور ياسر العيتي المعنون «ما فوق الذكاء العاطفي حلاوة الإيمان». حلاوة الإيمان يقول الكاتب عن حلاوة الإيمان باعتبارها ذكاء عاطفيا: إن الإسلام قناعة فكرية محلها العقل، أما الإيمان فهو حلاوة قلبية محلها القلب، فالإسلام يخرج صاحبه من دائرة الكفر ولكن الإيمان هو الذي يحلق به في آفاق السعادة، والطمأنينة والإيجابية، الإسلام أفكار في الذهن لا تتحول إلى أعمال وبذل وتضحيات إلا بالإيمان. وقد جاء في الحديث الشريف: لا يزني الزاني وهو مؤمن، ولا يشرب الخمر، حين يشربها، وهو مؤمن، ولا يسرق السارق وهو مؤمن، مسند أحمد. الفصل الثاني عندما تكون الحياة لله يستهله الكاتب بقول الله تعالى: ( قل إن صلاتي ونسكي ومحياي ومماتي لله رب العالمين) وقال إن أول وأهم مكون من مكونات الذكاء العاطفي هو إدراك الذات، أي أن يعرف الإنسان من هو وما غايته في هذا الوجود؟ وما مبادئه وقيمه؟ ويضيف الكاتب: إذا كان الذكاء العاطفي هو أن تعيش ولك هدف وغاية، فإن المؤمن يعيش لله في كل حركة من حركاته وفي كل سكنة من سكناته، وبهذا وصف هشام بن عبد الملك ابن عمه عمر بن عبد العزيز الخليفة الأموي، فقال: ما أحسب عمر خطا خطوة قط إلا وله فيها نية. لذلك استطاع عمر بن عبد العزيز أن يصلح دولة بأكملها في مدة حكمه القصيرة التي لم تتجاوز العامين. كما يقول الكاتب عندما تصبح حياة المسلم لله تعالى، فإنه سيشعر بلذة الحب لخالقه فالحب ليس شعورا فقط، إنما هو شعور يغذيه فعل الحب، ويقول إن الإنسان الذي يرعى نبتة صغيرة في حديقة منزله حتى تصبح شجرة باسقة سيمتلئ قلبه بحب هذه الشجرة، لأنه بذل الكثير من الجهد في تنميتها ورعايتها، كذلك المسلم لا يشعر بمقدار الحب لله إلا بمقدار ما يبذل في سبيل هذا الحب من مجاهدة للنفس، وإعراضه عن الشهوات، وإقباله على الطاعات، وعمل مستمر لنصرة دين الله وإعلاء كلمته. الفصل الثالث: النفس المطمئنة يقول فيه الكاتب عن النفس المطمئنة: لعل أكثر المواضيع التي شغلت أذهان الغربيين الباحثين في علوم النفس والتنمية الذاتية هو موضوع التحكم بالمشاعر السلبية، وكيف يتجاوز الشخص المحن والأزمات التي يمر بها، وكيف يتخلص من الشعور بالقلق والخوف والغضب وغيره من المشاعر السلبية؟ ولم أجد دينا كالإسلام يداوي القلوب ويمدها بأسباب الراحة والطمأنينة. ويعتمد الذكاء العاطفي على العلاقة بين الذكاء والعاطفة، أو بين التفكير والمشاعر، فالأفكار السلبية تؤدي إلى المشاعر السلبية، والأفكار الإيجابية تؤدي إلى المشاعر الإيجابية، ويستطيع الإنسان أن يتعلم أساليب التفكير الإيجابي وأن يستبدل بشكل واع التفكير الإيجابي بالتفكير السلبي، ومن ثم يستبدل المشاعر الإيجابية بالمشاعر السلبية، ومهما حاول غير المؤمن أن ينظر إلى الأمور بإيجابية فهو لا يستطيع أن يرى العالم من الزاوية التي ينظر منها المؤمن فالمؤمن يوقن أن الله هو خالق هذا الكون وأن كل ما يجري فيه من أحداث إنما يجري بتقدير من الله حيث قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: واعلم أن أهل الأرض لو اجتمعوا على أن ينفعوك بشيء لم ينفعوك إلا بشيء قد كتبه الله لك، ولو اجتمعوا على أن يضروك بشيء لم يضروك إلا بشيء قد كتبه الله عليك. مسند أحمد. الفصل الرابع: الصديقون يقول الكاتب في هذا الفصل إن من أهم مكونات الذكاء العاطفي الانسجام الداخلي، وإن الإنسان الذي يعيش في حالة صدق وانسجام بين مبادئه وسلوكه بين أقواله وأفعاله بين سره وعلنه، يتربع على عرش من الشعور الرائع بالسعادة والانتصار لا يماثله في الروعة أي شعور، والتناقض يربك الإنسان ويؤثر على توازنه ويهز شخصيته، أما الصدق والإيمان والكذب لا يجتمعان أبدا... الفصل الخامس: القادة اللينون يقول الكاتب في هذا الفصل إن دراسة أجريت عن المديرين الناجحين في التسعينات تبين من خلالها أن القيادة القائمة على التعاطف مع الموظفين هي أكثر نجاحا وديمومة من القيادة القائمة على القهر والتسلط، فعندما تقود الآخرين من خلال تقديرك لمشاعرهم واحترامك لإنسانيتهم فإنهم يدينون لك بالولاء، ويعطونك أفضل ما عندهم. الفصل السادس: ولا تفرقوا لا يوجد دين كالإسلام يدعو إلى الوحدة والتعاون والتكافل ويحذر من الفرقة والخصام والخلاف أما الفصل السابع وهو بعنوان: قل هو من عند أنفسكم، فيحث فيه ياسر العيتي على تحمل المسؤولية لإحداث التغيير والمبادرة والقدرة على الخلق والإبداع والقدرة على صنع الفرص.
المصدر: أبوظبي
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©