الخميس 18 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
علوم الدار

محمد بن زايد يشهد محاضرة «آفاق جديدة في البحث العلمي»

محمد بن زايد يشهد محاضرة «آفاق جديدة في البحث العلمي»
25 ابريل 2012
شهد الفريق أول سمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان ولي عهد أبوظبي نائب القائد الأعلى للقوات المسلحة، مساء أمس الأول، بمجلس سموه، محاضرة بعنوان “آفاق جديدة في البحث العلمي: حلقة الوصل بين علم الحواسيب وعلم الأحياء” ألقاها الدكتور جيه كريج فينتر. كما شهد المحاضرة معالي الشيخ نهيان بن مبارك آل نهيان وزير التعليم العالي والبحث العلمي، ومعالي الشيخ حمدان بن مبارك آل نهيان وزير الأشغال العامة، ومعالي الشيخ سلطان بن طحنون آل نهيان رئيس هيئة أبوظبي للسياحة والثقافة، وعدد من الشيوخ والوزراء، وحشد من المختصين والمهتمين. وأكد المحاضر أن دولة الإمارات يمكن أن تلعب دوراً هاماً في مجال خارطة الجينات البشرية، وقال إن المهم هو العمل من أجل المستقبل والاستمرار في التعليم وأساسيات البحث العلمي، مؤكداً أنه بدون قوة تعليمية يستحيل أن يكون هناك تقدم علمي، مشيراً إلى أن الإمارات وبسبب توفر الشمس والصحراء ومياه البحر وثاني أكسيد الكربون يمكنها وضع بياناتها الخاصة للخارطة الجينومية، ويمكنها استغلال ذلك لإنتاج الطعام بطريقة جديدة، وتدوير المياه والنفايات وإنتاج الطاقة الكهربائية، وأن المسألة مرتبطة بالوقت والتعليم والكوادر المدربة تدريباً جيداً. أبحاث الجينوم وكان المحاضر الدكتور جيه كريج فينتر مؤسس لمعهد أبحاث الجينوم غير الربحية، تحدث في بداية المحاضرة عن مؤسسته في سانتيجو بكاليفورنيا كواحدة من المباني التي تجمع تقنيات غير مضرة بالبيئة، ولها مختبر لإعادة تدوير المياه وتوليد الطاقة، بالإضافة إلى مجمع علمي قريب من واشنطن. ولفت إلى أن التحدي في قراءة الشفرة الجينومية على الكمبيوتر أو البيولوجيا الرقمية هو إعادة اكتشاف الحياة لفهم أعلى مستوى وإيجاد صيغ جديدة للحياة، مشيراً إلى أن مؤسسته قامت في عام 1995 بأول عملية سحب أو تحليل للجينوم البشري، وبعد ست سنوات قامت بتخطيط الجينوم، كما طرحت سلسلة جديدة من عمليات التخطيط ل/الدي ان ايه/ البشري، وذلك في عهد الرئيس بيل كلينتون كبداية للتغيير في ممارسة الطب البشري حيث تم الحصول لأول مرة على أول جينات للجنس البشري. وقال المحاضر، إن التقنية تغيرت دراميا في السنوات الماضية وتم إنشاء برنامج حكومي بـ 3 مليارات دولار، واستغرق ذلك 15 شهراً بدأ بأكبر كمبيوتر للأغراض المدنية وضم الكثير من المعلومات، مشيراً إلى أنها كانت ثورة هائلة في هذا المجال حتى انخفضت تكلفة العملية تلك، ووصلت في الوقت الحاضر إلى حوالي ألفي دولار لوضع تسلسل للجينوم حيث تتم في ساعتين مما جعلها ذات فائدة في تطور الصحة البشرية. كما تحدث الدكتور فينتر عن أن التقنية تغير كل شيء من زاوية الحجم والقوة، وأن مؤسسته تمكنت عام 2007 من التخطيط لفك شيفرة الـ دي ان ايه للجين البشري، والحصول على الكروموسوم من أبوين وفهم التنوع البشري، مؤكداً أن التحدي الآن ليس التخطيط للجينوم بل هو ترقيم الجينوم البشري وتحويل كل شيء عن الجنس البشري والعمليات الكيماوية التي تحدث داخله مثل طريقة عمل الدماغ والغدد وغيرها إلى معلومات رقمية، ولاحظ أن الأمراض الجينية شائعة، كما أن أعلى نسبة من الوفيات بسبب هذه الأمراض الاضطرابات الجينية أو التراجعية بسبب أن الأب أو الأم لديه نقص ينقله إلى أولاده ما يؤثر على سكان الأرض. خفض الأمراض وقال المحاضر، إنه يمكن الاستفادة من علم الجينات والاضطرابات بهدف خفض الأمراض بشكل ملحوظ، وأن فصل الكروموسومات التي تأتي من الأبوين وذلك من أجل فهم الاضطرابات الجينية ومعرفة السمات المأخوذة منهما، مشيراً إلى أنه يمكن الحصول عليها وذلك بعد فصلها وإدخالها في الكمبيوتر ورسم المخطط الخاص بجينوم كل واحد منا، وحتى الخلايا الخاصة بالسائل المنوي وذلك من أجل معرفة السمات التي تنتقل من الأب أو من الأم وذلك بخلية واحدة وفي ساعتين فقط وببضعة آلاف من الدولارات بدلا من المليارات والسنوات الطويلة. ووصف العملية بأنها عمل عظيم من أجل الصحة البشرية وأن مؤسسته تقوم حاليا بعمليات رسم أو تسلسل في أفريقيا لجينات أشخاص أفارقة ومقارنتها مع شخص في الصين مثلا للخروج بنسبة 3 في المائة من التغيرات، مشيرا إلى أن كثيراً من المهاجرين الأفارقة إلى أميركا يشكلون تنوعاً جينياً وضرورياً لفهم الأصول البشرية عن طريق أصول الجينات. فسيولوجيا الإنسان وقال المحاضر لدينا مائة تريليون خلية بشرية و200 تريليون من الخلايا البكتيرية في الجسم البشري لا يمكن التخلص منها وهي تشكل جزءاً مهماً من بيولوجيا وفسيولوجيا الإنسان (المايكروبايوم البشري) وفيها عشرة ملايين جين ولدينا عشرون ألف خلية فيها حوالى عشرة ملايين إضافية من الجينات البكتيرية. وأكد وجود بحوث هائلة لمعرفة الصلة بين الأمراض والمايكروبايوم من خلال السكري وغيره من الأمراض تقوم بها شركات التغذية لتغيير النسب وتقليل المخاطر على الإنسان وصحته، مشيراً إلى جينومات الخلايا الجذعية من الجلد والعمل على فهمها من خلال الخزعة لفهم حتى هيكلية الدماغ. وقال إن ال (دي ان ايه) الصناعي يهدف إلى تقديم العلاج من خلال الخلايا الجذعية وبذلك نستطيع فهم التطور من خلال خلية واحدة لجوهر الحياة ومراحلها المختلفة وذلك بعد أن استطعنا قراءة الخلايا التي بدأت إعداد مادة البروتين لاستئصال الفيروس وتابعناه لأنه يقتل البكتيريا التي يخلقها بواسطة عمليات التناظر الكيماوي. وأضاف الدكتور فينتر، أنه تم الحصول على أول كروموسوم تركيبي صناعي وهو أكبر جزيء صنعه البشر للكروموسوم، مشيرا إلى أن الكيمياء تواصل تطورها في هذا المجال الذي يمكنه صنع روبوتات كبيرة للعمل الرقمي الإلكتروني كما لوحظ أنه يمكن باستخدام التقنية الحديثة كيماويا وبيولوجيا صنع الكروموسوم ووضع ال ( دي ان ايه) في الخلية الأمر الذي أدى إلى تغيير الجنس عام 2007م. وقال: إننا سنفهم من ذلك الكثير في علم الأحياء فلو عزلنا الكروموسوم من إحدى الخلايا ومعنا جينان وتطوير تقنيات جديدة لزرع الكروموسوم في كائن آخر مع وجود خلية إلى جانب تلك التي فيها برنامجان جينوميان سينتج (دي ان ايه ) جديدا بدلا من صنع البروتينات التي نشأ بعضها من خلال الانزيمات التي تجعل الخلية تدافع عن نفسها في مواجهة الـ (دي ان ايه) الجديد وتدركه هذه الكروموسومات وتقضي عليه وبالتالي لدينا جسم داخل تركيب جيني لمخلوق آخر. الكروموسوم الجديد وأكد المحاضر أن كل شيء في هذه الخلية يعتمد على الكروموسوم الجديد الذي تم وضعه في الخلية وإذا تغير البرنامج تغير الجنس نفسه وبالتالي يمكن فهم تطور البشرية عبر مليارات السنين وطريقة عمل الخلية في الجسم البشري وهي مرحلة هامة للـ (دي ان ايه) التركيبي أو الصناعي أي نقل الكروموسومات من الخلايا وتجزئتها وزرعها للحصول على حياة جديدة إذا لم يكن هناك خطأ في عملية الزرع والتركيب. وقال، إن الكمبيوتر سيكون وسيلة كبيرة وهامة لتفهم البشرية نفسها وتطورها منذ البداية وكذلك الطبيعة من حولها مثل الزراعة والصيد وضوء الشمس والغذاء وغيرها وتطوير علاجات للأمراض والأوبئة المختلفة التي تصيب البشر والنبات في وقت قصير جدا. ثم تحدث عن زيادة السكان وتكاثرهم في الفترة المقبلة، لافتا إلى أن ذلك يستدعي المزيد من الماء والأكل والتعليم، إلخ ولذلك فان التحدي الأهم هو الماء حيث أن الاستهلاك اليومي منه حوالى خمسة آلاف لتر للشخص ناهيك عن الاستهلاك المائي في الزراعة وعلف الحيوانات. كما أشار إلى أن الخلايا الجديدة للطاقة يمكن أن تعطينا 15 ألف جالون لكل هكتار من ألأرض ، وهذا كثير، كما أن 70 في المائة من استهلاك الماء العذب يذهب إلى الزراعة، لذلك لا يمكن الاستمرار في هذا الاستهلاك. وقال، إن مؤسسته تعمل في المجال الغذائي والطبي من خلال تغيير سلسلة غذائية واستخدام الخلايا الجذعية في الزراعة ومصادر التغذية وتحاول عمل المواد الصناعية الغذائية من الدجاج والأبقار وزرعها في النبات أو أي مصدر غذائي آخر، كما أن مؤسسته تركز الآن على بعض الزيوت والاوميجا ثري للحصول على زيت جديد للطاقة من خلال مزارع الأسماك ومواد ومصادر أخرى. تساؤلات الحضور ثم رد بعد ذلك على أسئلة الحضور، مشيراً إلى أهمية الخدمات الصحية وإمكانية التدريب للشباب من مختلف الأعمار، وقال إنهم شاهدوا حافلة متنقلة في مدينته بعد تحويلها إلى مختبر مما زاد اهتمامهم وخيالهم بالتقنية الجديدة والعلم الجديد. وردا على سؤال حول فك الشفرة لفهم وتغيير السلوكيات والتأثير على أخلاقيات الناس أكد أن ذلك تحد أكبر حيث يسمح لنا الطب بمعالجة الأمراض بعد حدوثها أما فهم الشيفرة فيمنع وقوعها، كما رد على سؤال آخر حول إمكانية نقل السمات الحسنة مؤكدا أن ذلك ممكن من خلال الخلايا الجذعية والقضاء على أمراض معينة وقاتلة عن طريق الوراثة. ثم رد على سؤال بشأن التحديات والصعوبات التي تواجه العلماء في هذا المجال وقال إنهم امضوا 15عاما للوصول إلى مجال جديد في موضوع الحمض النووي وتعلموا الكثير من حالات الفشل حتى تمكنوا من التقدم. وحول الإنجاز العلمي المقبل، أكد المحاضر أهمية تطبيق هذه الإنجازات لتغيير مهنة الطب نحو الأفضل لصالح الإنسانية وصحة الأفراد مشيرا إلى أنه يمكن أن نركز على الجانب الطبي الشخصي لأنه يساعد في إنتاج الطاقة والغذاء وثاني أكسيد الكربون وهي تحديات كبيرة. وبشأن سؤال حول إنتاج لقاحات ضد الأمراض المعدية أشار إلى أن المحيطات والبحار مليئة بالفيروسات التي تهاجم البشر وسنسعد لو أوجدنا لقاحات خاصة ووضع خارطة أو شيفرة جينات وجعل الأفراد مقاومين للأمراض، وبالتالي يمكن زرع خلايا مقاومة دون تغيير الجينات البشرية. وردا على سؤال متى تصبح زراعة الأعضاء تاريخا ماضيا، قال، “يمكن استبدال الخلايا المتضررة فقط عن طريق الخلايا الجذعية وزراعتها ولا أتوقع تبديل قلب بقلب من خلال هذه الخلايا. وحول سؤال عن الخيال العلمي وهل هو قلق بشأن الأشكال الحياتية المصطنعة قال “إننا نتحدث عن خلية تركيبية وعن تطوير إجراءات السلامة في المختبرات عندما تجرى التجارب على أشياء معينة أو المواد الغذائية والطبية ولا نريد تلويث البيئة بمخلوقات جديدة يمكن أن تدمر بيئتنا، لذلك نوصي الكثير من البلدان للسعي بعملية الاحتواء والتحكم البيولوجي. وفي رد على سؤال أخير أكد المحاضر إمكانية حدوث مشكلة كبيرة ووشيكة بسبب نقص المياه ومشروع استخدام النفايات على مستوى تجاري، مشيرا إلى أنه في مجال الصناعات الغذائية يتم القيام باختبارات واسعة تؤدي في النهاية إلى زيادة كبيرة في المياه العادمة، وعليه يمكننا تدويرها وتوليد الطاقة الكهربائية منها، وتوجد هناك الكثير من مشاريع المياه.
المصدر: أبوظبي
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©