الجمعة 29 مارس 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

ملعب «الرجبي» يؤهل إسبانيا ويودع الباراجواي وكأس العالم

ملعب «الرجبي» يؤهل إسبانيا ويودع الباراجواي وكأس العالم
4 يوليو 2010 21:50
كأن ملعب “الاليس بارك” في جوهانسبرج أراد أن يودع المونديال بطريقته الخاصة وبالفعل فقد كان حيث أقيمت مباراة إسبانيا والباراجواي لتكون آخر عهد هذا الملعب بكأس العالم بعد أن استضاف سبع مباريات من النهائيات كانت آخرها هذه المباراة ضمن الدور ربع النهائي للبطولة. وكالعادة ارتدى هذا الملعب الذي أقيم ليس لكرة القدم ولكن من أجل الرجبي أبهى حلة في الليلة الوداعية، وعندما حضر المشجعون من إسبانيا والباراجواي كانوا في قمة السعادة وهم يلقون النظرة الأخيرة على المكان الذي كان يعج بالبهجة والمرح خلال الأيام الماضية، ولكنه اليوم يتكفل بتحديد الطرف الأخير في المربع الذهبي للبطولة ويغلق أبوابه بعد شهر كامل من المشاركة الفعالة والتنظيم الراقي. الإسبان جاءوا بكثرة والأغلبية كانت تقف خلف الماتادور الذي تمكن من تخطي عثرة البداية والسقوط المفاجئ أمام سويسرا، ولكنه عاد أكثر قوة وتمكن من حصد بقية الفرق التي واجهها فتغلب على هندوراس بهدفين نظيفين، ثم على تشيلي بهدفين مقابل هدف، قبل أن يعصر البرتغال ونجمها المدلل كريستيانو رونالدو بهدف نظيف، وهكذا قال لي أحد الزملاء الإسبان عندما سألته عن مشوار إسبانيا في هذه البطولة، فقال: “لعلها البداية المتعثرة هي التي تغيرت ولعلها تكون بمثابة الفأل الحسن وتدشين علاقة جديدة بين إسبانيا والبطولة التي عاندتها منذ زمن طويل”، واختتم حديثه بأنها الفرصة الأفضل فإذا لم تفز إسبانيا باللقب فمتى إذن؟. بطل أوروبا قبل عامين قادم من أجل المنافسة على الكأس، ولذلك فهو لا يريد أن تتكرر أخطاء الماضي وهي التي حرمت الإسبان من أي ذكرى طيبة في هذه البطولة والمشكلة غالباً لا تكون من الفرق الكبيرة، ولكن من تلك الفرق التي تمتلك طموحا لمقارعة الكبار وتبحث عن صناعة تاريخ جديد، لذا كان المشجعون الإسبان يراهنون على فوز فريقهم ولكنهم لا يريدون الاستهانة بمنتخب الباراجواي حيث قال أحد المشجعين الإسبان إن “الماتادور” يتطور من مباراة لأخرى وهو يسير في خط تصاعدي، ومن المفترض أن تكون مواجهة الباراجواي أسهل من تلك التي جمعته بالبرتغال في الدور الماضي، ولكنه أضاف أن هذا هو مصدر القلق وأن يستسهل اللاعبون المهمة فيقعوا في المحظور. وبالفعل تمكن منتخب الباراجواي من الصمود في المباراة وشكل كابوساً حقيقياً للقادمين من مدريد وبرشلونة وغيرهما من المدن الإسبانية، فكان لا يدافع فقط بل حاول أكثر من مرة تشكيل الخطر على مرمى كاسياس، كما وقف الدفاع كسد منيع في صد الهجمات الإسبانية التي حاول تشابي وانييستا والونسو بكافة الطرق فك شفرتها ولكنها لم تفلح، وزاد القلق في قلوب الإسبان بعد أن أطلق الحكم صافرته معلناً نهاية الشوط الأول والنتيجة هي التعادل السلبي. في الشوط الثاني لم يتغير الحال كثيراً واستمرت الأمور على ما هي عليه ما بين كر وفر بين الفريقين، إلى أن حانت اللحظة التي خلعت قلوب الإسبان من مواضعها ففي الدقيقة السابعة والخمسين وفي هجمة للباراجواي سقط اللاعب الباراجواني كاردوزو بعد احتكاك مع الإسباني بيكيه، وبمنتهى الثقة لم يتردد الحكم الجواتيمالي كارلوس باتريس من احتساب ركلة جزاء للباراجواي، ويبدو أن الكل كان خائفاً من هذه الكرة باستثناء الحارس العملاق كاسياس الذي نجح في التصدي للركلة التي سددها كاردوزو نفسه، وعادت الأمور إلى نصابها كأن شيئاً لم يحدث، ولكن بعد دقيقة فقط ومن هجمة للإسبان تعرض ديفيد فيا للعرقلة في منطقة الجزاء ليحتسب الحكم ركلة جزاء هذه المرة لإسبانيا تقدم لها تشابي الونسو وأسكنها الشباك، ولكن كان للحكم رأي آخر عندما طلب إعادة الركلة ليتقدم لها الونسو من جديد ويتصدى لها الحارس في هذه المرة وتعود الأمور من جديد إلى نقطة الصفر. انتظر الإسبان حتى الدقيقة الثانية والثمانين ولا يوجد غير ديفيد فيا الذي ينقذ الإسبان، ولكن هذه المرة بمجهود فردي من انييستا الذي مرر الكرة إلى بيدرو ليسددها وترتد من القائم قبل أن تصل إلى فيا الذي وضعها في القائم أيضاً ولكن منه إلى الشباك لتكون الهدف الأول في المباراة، بل الوحيد فيها، ولتحتفل الجماهير الإسبانية بالفوز على طريقتها الخاصة بعد مباراة عصيبة تلاعبت بالأعصاب والمشاعر، فتأهل الإسبان لملاقاة المانيا، لتعود إلى الذاكرة مباراة الفريقين في نهائي كأس أوروبا قبل عامين في فيينا ويومها فازت إسبانيا بهدف نظيف. وداعاً “الأليس بارك” عندما تركنا الملعب كان لابد من إلقاء نظرة أخيرة على مدرجات “الأليس بارك” التي بدأت الجماهير تغادرها بعد أن انتهت الفقرة الأخيرة، وغادرت الجماهير بعد أن قضت وقتاً ممتعاً بين جنبات ملعب الرجبي وعاشت قصة كأس العالم الأفريقية أحد فصولها في هذا الملعب. وبدوري كان لابد لي من النظرة الأخيرة فقد حضرت عدة مباريات في هذا المكان وأصبحت تجمعني به ذكريات كثيرة، فتذكرت إسبانيا عندما عادت على حساب الهندوراس، وعندما خرج حامل اللقب منتخب إيطاليا بعد خسارته من منتخب سلوفاكيا في نفس المكان، كما تذكرت منتخب البرازيل الذي ودع البطولة وكان آخر عهد له بالأفراح في هذا الملعب عندما التهم منتخب تشيلي بالثلاثة، عندها تركت مكاني وغادرت منصة “الاليس بارك” الذي كان شاهداً رئيسياً على نجاح جنوب أفريقيا الرائع في استضافة أهم حدث على سطح الكرة الأرضية.
المصدر: جوهانسبرج
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©