تسعى الشركات الأجنبية العالمية إلى التوسع في السوق الأفريقية، في ظل النمو الذي حققته أغلب بلاد القارة خلال السنوات الأخيرة.
وتخطط شركة “جنرال إليكتريك” الأميركية، لمضاعفة مبيعاتها في أفريقيا على مدى السنوات القليلة المقبلة، في بادرة تؤكد على زيادة رغبة الشركات الأجنبية العالمية في دول القارة.
وتسجل الصين حضوراً قوياً في الساحة الأفريقية، حيث يشكل نموها تأثيراً إيجابياً على أفريقيا والمناطق الأخرى الغنية بالموارد الطبيعية.
وذكر جيف إميلت، مدير “جنرال إليكتريك” التنفيذي في رسالة بعث بها للمساهمين، أن الدول الأفريقية الواقعة جنوب الصحراء لم تكن ضمن اهتمام الشركة عند توليه رئاستها في 2001، إلا أنها أصبحت أساسية اليوم لأكبر مجموعة صناعة من حيث رأس المال السوقية في أميركا.
وتقدر مبيعات الشركة في تلك الدول بنحو 3 مليار دولار في 2012، لتشكل 2% فقط من عائداتها البالغ قدرها 147 مليار دولار، القيمة التي تسعى الشركة لمضاعفتها خلال السنوات القليلة المقبلة. وتخطط الشركة لإنشاء نشاط تجاري في نيجيريا وجنوب أفريقيا وموزمبيق وأنجولا بمبيعات تفوق مليار دولار.
ولم يحالف “جنرال إليكتريك” الحظ في تحقيق طموحاتها المتعلقة بالنمو في الدول الناشئة، حيث كانت وتيرة نموها أكثر بطئاً مما كانت تطمح إليه، على الرغم من أنها تميزت بأداء قوي وزيادة في العائدات قدرها 19% خلال 2012. وبلغت عائداتها من دول الشرق الأوسط وأفريقيا نحو 11,9 مليار دولار في العام الماضي، بانخفاض طفيف عن العام الذي سبقه.
ويجيئ تركيز الشركة على دول جنوب الصحراء، تأكيداً على حقيقة تحولها إلى أسرع المناطق نمواً في العالم في الآونة الأخيرة، النمو الذي من المتوقع أن يستمر في المستقبل. وتوقع “صندوق النقد الدولي”، أن المنطقة ستحقق نمواً في الفترة بين 2013 إلى 2015، تفوق وتيرته أي منطقة أخرى خارج اقتصادات آسيا النامية.
ومن بين الدول الأربع التي تستهدفها “جنرال إليكتريك” في أفريقيا، نيجيريا وأنجولا الغنيتان بالنفط والغاز وجنوب أفريقيا التي تعتبر واحدة من أكبر دول العالم المنتجة للفحم والمصدرة للصين والهند وكذلك موزمبيق التي اكتشفت مؤخراً كميات ضخمة من احتياطي الغاز البحري.
وتتوقع الشركة في غضون السنوات القليلة المقبلة، بيع المزيد من توربينات الغاز لتوليد الكهرباء في القارة، أكثر من تلك التي تسوقها في أميركا.
وحذر جيف إميلت، من إمكانية أن تعوق قضايا مثل الأوضاع المالية وحد الدين والإصلاحات الضريبية، الاستثمارات في أفريقيا. كما برزت إلى السطح عدد من اللوائح الرئيسية خلال السنوات القليلة الماضية، ما أضاف للعبء الواقع على عاتق الأعمال التجارية.
ويقول جيف إميلت “يبدو من الصعب قبل تخطي هذه العقبات أن تعود أميركا إلى مقدرتها التنموية الكاملة”.
وجمعت “جنرال إليكتريك” خلال العام الحالي، نحو 18,1 مليار دولار نتيجة بيعها لحصتها البالغة 49% في شركة “أن بي سي يونيفيرسال” والأصول المرتبطة بذلك لشركة “كومكاست”. وارتفعت أسهم الشركة منذ بداية 2010 بنسبة بلغت 53%، مقارنة بما حققته في مؤشر “ستاندرد آند بورز” عند 37%.
وأعلنت الشركة عن تعيين ميري شابيرو، المديرة السابقة للجنة تداول الأوراق المالية التي تخلت عنها في ديسمبر الماضي، في مجلسها. ومن المتوقع أن يجلب تعيينها الخبرة المطلوبة للشركة، خاصة وأنها تملك خبرة واسعة في مراقبة أسواق المال الأميركية. كما أن فهمها لحوكمة الشركات والنظم المالية، سيعود بفائدة كبيرة على “جنرال إليكتريك” وحاملي أسهمها.
نقلاً عن: فاينانشيال تايمز
ترجمة: حسونة الطيب
عدد اليوم
