الثلاثاء 16 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

شاعران من الإمارات والبحرين يتأهلان للمرحلة قبل الأخيرة

شاعران من الإمارات والبحرين يتأهلان للمرحلة قبل الأخيرة
8 مايو 2014 20:15
شهد أمس الأول الحلقة الأخيرة من المرحلة الثالثة من مسابقة «شاعر المليون»، وانضم إلى نهائيات المسابقة عن الحلقة الـ12 الشاعر البحريني محمد العرجاني إثر حصوله على 95% من مجموع تصويت الجمهور ودرجات التحكيم، وسيف المنصوري بقرار لجنة التحكيم. ومع الإماراتيين حمد البلوشي وسيف المنصوري، والعماني علي الغنبوصي التمامي التميمي، والعراقي فلاح البدري، واليمني محمد الحجاجي، كان الجمهور على موعد أفضى بتقدم المنصوري حين حصد 49 درجة من أصل 50. بنات اللغة» انطلقت الحلقة مع حمد البلوشي، الذي ألقى قصيدة «بنات اللغة»، قال عنها غسان الحسن: إن النص مثقف ومتخصص، أي أن الشاعر ذهب فيه إلى معرفة معينة، وهي المعرفة اللسانية اللغوية، واستل منها مفرداته، ثم أسقطها على الواقع، مشيراً إلى أن النمارة التي تقع جنوب دمشق، والتي وُجِد فيها نقش يتحدث عن أحد ملوك الحيرة (323 ق.م)، وفي النقش مجموعة الحروف التي ولدت منها العربية، وقد اعتبر الشاعر ذلك النقش أساس اللغة العربية الذي تفرعت عنه اللهجات التي أشار إليها حمد في قصيدته، وهي «التلتلة، العجعجة، الكشكش، الطمطمانية، العنعنة، اللخلخة»، حيث كل قبيلة اختصت بلهجة، وكأن الشاعر يسأل كيف اللهجات أصلها واحد فيما تصل الدول إلى التطاحن. وأضاف الحسن: إن في نص البلوشي الكثير من الشغل، وهو يحسده عليه، وخصوصاً الأبيات الأولى والأخيرة، وكذلك حينما استعمل الشاعر الصفات لكلماته، ما أنتج نصاً مكثفاً جداً، غير أن الحسن أشار إلى أن النص برأيه يُقرأ، أما سماعه فلا يغني، وذلك لعدم قدرة السامع على متابعة الصفات والمعاني. واتفق حمد السعيد حول أهمية قراءة النص مع الحسن، لما فيه من مفردات ترتبط بمعانٍ أخرى، وهو نص متفرد في الجمال والكتابة، ويتميز بوجود قدرٍ من الثقافة فيه لا يستوعبها المتلقي العادي. وأشار سلطان العميمي إلى غرابة الموضوع، الذي طرز عليه الشاعر إبداعه بمفردات ذكية جاءت لتبرز ثقافة الشاعر، وأيضاً قدرته على صياغة نص نبطي عن موضوع شائك، من خلال تصوير شعري جميل، وشاعرية عالية. «طلع الخفوق» مع «طلع الخفوق» تمكن سيف المنصوري من حصد درجات اللجنة لصالحه، فمن أول بيت في النص إلى آخر بيت طغت سمة واحدة، وهي أن كل بيت يكمل الآخر بصورة جميلة من خلال نسيج متميز وجمالي عالٍ، مثلما قال العميمي، الذي أضاف: إن البيئة حاضرة في النص بلهجتها وبعناصرها المحيطة بالشاعر الذي يبقى تصويره عجيباً هنا لعالم الطير، حيث المفردات ذات دلالة حركية تتلاءم مع الموضوع، ما أضاف الحيوية للنص الذي وردت فيه أبيات ذات ابتكارات رائعة. وركز السعيد على التصوير والتشبيه اللذين بديا واضحين من خلال المفردات الخاصة بالطير، وعلى الترابط العجيب في النص صاحب المدخل الجميل جداً. غير أن أجمل ما في النص، وفق الحسن، تماسكه ودقه التصوير فيه، وقد استطاع الشاعر وصف خفقان قلبه ومشاعره من خلال حركات الطير. «صهيل المرتجز» ألقى علي الغنبوصي التمامي التميمي قصيدة «صهيل المرتجز»، مستعيداً أمجاد الماضي، ومتحدثاً عن الإسلام والرسول الكريم وحصانه المرتجز. إلى ذلك، قال السعيد «كأن علياً أحب توثيق ذلك النص من خلال منبر «شاعر المليون»، بادئاً بالبيت (اللي رسم للشمس لون الليل واخفاه بهضاب/ ابشرّك للنور غرس بجوف كل مسلم يقول) الذي يتحدث فيه عن الرسول وهجرته إلى المدينة، وعن الأنصار، ثم المرتجز». من جهته، أشار الحسن إلى أن الغنبوصي تحدث عن أبعاد شخصية الرسول من خلال قصيدة جميلة جداً، ذهب فيها الشاعر إلى التطور والدعوة والأنصار وحصان المرتجز إلى آخر السيرة النبوية العطرة، وحفلت القصيدة بالشجع وبتقسيمات أربع على وزن مستفعلن، وتقسيم واحد على وزن مستفعلات. واستوقف جمال النص العميمي، خاصة وأنه جاء باللهجة البيضا، للوصول إلى أكبر كمّ من المتلقين، كما وجد العميمي وعياً في بناء النص، ووهجاً أضاء كل بيت، وفي بعض الأبيات إشارات مهمة وصور جميلة. رسالة من العراق كان أداء وشعر فلاح البدري لافتاً، رغم أن الحسن انتقده بسبب اختلال الوزن في أحد أبيات القصيدة التي ألقاها، وأشار إلى أن استخدام مفردة المضارع التي أراد الشاعر من خلالها الدلالة على الواقع لم تكن صحيحة، فالمضارع سمي كذلك لأنه يضارع اسم الفاعل، أي يماثله ويشابهه في الحركات والسكنات والوظيفة الإعرابية، أما الأبيات الـ6 التي جاءت في وصف النساء وعوامل عفتهن فهي جميلة جداً. وما أعجب العميمي اهتمام البدري بأدق التفاصيل في قصيدة جميلة لم يتطرق لموضوعها أحد، وكذلك حضور الشاعر الجميل. فيما أشار السعيد إلى جمال النص وترابطه، إذ تناول الشاعر موضوعاً مميزاً، معبرا عن إعجابه بالحديث عن صفات المرأة العربية والمسلمة. حصاد الشعر «حصاد الشعر» كان مع الشاعر محمد الحجاجي، والذي قال قصيدة أثلجت قلب أعضاء لجنة التحكيم، لقدرة الشاعر على الإبداع من دون تكرار أو تقليد ولا حشو. «مبدع، جميل، وتمشي بخطى ثابتة» بهذه العبارات وصف العميمي الحجاجي، مضيفاً: إن تفاصيل كل بيت من أبيات النص تعجبه، حيث لا حشو، والصياغات والقوالب غير متداولة وتقليدية، لافتا إلى أن للأصوات تأثير كبير على الحجاجي الذي جاء بنص كان يتسم بالتسلسل والسلاسة والعذوبة. وأكد الحسن الإبهار في القصيدة، وكذلك الحيوية والطزاجة، والرد على محاورات مع أصدقاء وزملاء مثلما جاء في السياق، مشيراً إلى أن البيت (شقيت صدري فجاج من سيول الضاد/ وارويت نخل الشعور وطلعه أعجبني) إنما هو عبارة شعرية 100%، ليست مستلّة من واقع الحديث، إنما جاءت من الخيال القريب والبعيد، والقصيدة في كل جزئياتها هي نفس شعري لطيف، والسبب في الإبداع فهم الشاعر الصحيح معنى الشعر، حيث الخيال نابع من الوجدان الذاتي، وفيما يتعلق بالقافية، قال الحسن إن الشاعر ذهب إلى القافية (ني)، فجاءت الإضافات على حرف الروي الباء، أما النون فهي حرف الروي الآخر الذي أضاف عليه محمد حرف الياء، حيث استطاع الاستفادة من إضافة موسيقية مجانية في اللغة. وأكد السعيد أكد أن الحجاجي فخر للشعر واليمن ولشاعر المليون، حيث أتى بمدخل جميل جداً، وبمطلع مميز يشد المتلقين، وبختام أجمل. تحليل نفسي عن التحليل النفسي لأداء شعراء ليلة أمس الأول، قالت ناديا بوهنّاد: - حمد البلوشي كان حماسياً، جيداً، رائعاً، ومهتماً برأي اللجنة، وهو الذي يحب الاستعراض. - سيف المنصوري: كان صاحب أداء جيد، ومرتاحاً، دخل بقوة إلى المسرح، وهو الحكّاء في طريقة إلقائه، ويمتلك ثقة وراحة أمام اللجنة. - علي الغنبوصي: تماسك أمام اللجنة، ولم يكن قلقاً، بل حماسياً، أداؤه رائع، غير أن تواصله البصري مع الحسن لم يكن كاملاً. - فلاح البدري: بدا جيداً، متفاعلاً، حركاته جاءت منسجمة مع نصه، لكنه أصابته الدهشة والاستغراب، لأن الحسن انتقده لكسر في وزن أحد الأبيات. - محمد الحجاجي الواثق بذاته، والذي كان مرتاحاً، وصاحب أداء جيـــد، وتفاعــل مــع نصه والجمهور. أبيات في الفخر ألقى الشعراء الخمسة أبيات الفخر التي طلبها الحسن منهم، وقد كشفت عن إبداعهم، خصوصاً وأنهم تجنبوا الفخر بالذات، وذهبوا إلى الوطن والدين والكرم، كما كان الجانب الإنساني حاضراً في أبياتهم. معايير جديدة المطلوب من كل الشعراء الواصلين إلى دور الستة، قصيـدة حرة الموضـوع والوزن والقافية، تتراوح أبياتها بين 10 و15 بيتاً، وهذا مطلوب أيضاً من الشعراء الذين عليهم انتظار تصويت الجمهور، أما المعيار الثاني، فسوف تعلن عنه اللجنة في الحلقة المقبلة.
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©