الجمعة 29 مارس 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
الأخبار العالمية

«إف 16» تشعل أزمة جديدة بين كردستان وبغداد

25 ابريل 2012
هدى جاسم، وكالات (بغداد)- أشعل اعتراض رئيس إقليم كردستان العراق مسعود بارزاني على بيع واشنطن طائرات (إف 16) إلى بغداد خوف استخدامها في ضرب الأكراد، أمس أزمة جديدة بين بغداد والإقليم، فهاجم ائتلاف دولة القانون بزعامة رئيس الوزراء نوري المالكي رئيس الإقليم، معتبراً تصريحاته “خطيرة”، وسط تحذيرات سياسيين عراقيين من كارثة قد تحل بالعراق الذي وصف رئيس مجلس النواب العراقي السابق النائب أياد السامرائي، وضعه السياسي بـ”السيئ والخطير جدا”. في حين قتل جندي عراقي وأصيب اثنان آخران بانفجار في محافظة نينوى. وقال النائب عن ائتلاف دولة القانون محمد الصيهود إن “مخاوف بارزاني التي ترجمها في طلبه من الجانب الأميركي عدم تسليم العراق طائرات (إف-16) إلا بعد إنهاء ولاية المالكي، مخاوف لا مبرر لها”. وبين الصيهود أن “الدستور العراقي لا يسمح لرئيس الوزراء أو أي شخص آخر أن يشن حربا داخلية كانت أو خارجية دون أن يناقش الموضوع داخل البرلمان الذي سيخول القائد العام للقوات المسلحة بالتصرف”. وأضاف أن “تصورات بعض القادة الكرد بإمكانية شن حرب عليهم غير واقعية فالدستور هو الذي يحكم العراق وليس أشخاصا”. وفتح بارزاني النار على رئيس الحكومة الاتحادية المالكي أمس الأول واتهمه في عدة مناسبات بالتفرد والاتجاه نحو حكم ديكتاتوري وعدم تطبيق اتفاقيات أربيل بين القوى السياسية والتي أسفرت عن تشكيل الحكومة بعد عشرة أشهر من إجراء الانتخابات التشريعية. من جانبها وصفت الكتلة العراقية البيضاء مطالبة بارزاني بإلغاء صفقة طائرات (إف-16) بـ”الخطيرة”. وقال الأمين العام للكتلة جمال البطيخ إن “عقد طائرات (إف-16) موقع بين الحكومتين الأميركية والعراقية وليس مع كردستان”. ودعا البطيخ رئيس الإقليم إلى “الابتعاد عن تلك التصريحات وعدم التدخل بشؤون الحكومة الاتحادية”، مخاطباً بارزاني “مثلما تتعاقد في السوق السوداء على استيراد أسلحة وصواريخ، فمن حق الحكومة التعاقد على طائرات تحمي حدودها وسمائها”. وفي شأن متصل قال أياد السامرائي في بيان إن “الوضع السياسي العراقي سيئ وخطير جدا بسبب زيادة التصعيد الإعلامي بين الكتل السياسية ودخول أطراف إقليمية في النزاع القائم بين الأطراف المختلفة”، مبينا أن “المطلوب من القوى السياسية اليوم تقديم مبادرات لحل المشاكل”. ودعا القيادات السياسية العليا إلى “الانتباه إلى مما قد يحل بالعراق من كارثة بدأت تظهر الكثير من علاماتها أمنيا واقتصاديا وسياسيا”. وأضاف السامرائي وهو الأمين العام للحزب الإسلامي “إذا كانت اللجنة التحضيرية وبعد أشهر من الاجتماعات لم تتفق على جدول الأعمال، فلنا أن نتصور كم سنحتاج من الوقت إلى تشخيص المشاكل وابتكار الحلول ثم تنفيذها على أرض الواقع”، محذرا من أن “هذه الفوضى السياسية ستؤدي إلى كارثة تحل بالعراق، فالشعب اليوم في غليان داخلي والصبر بدأ ينفد”. من جانبه أكد مستشار القائمة العراقية هاني عاشور أنه لا يوجد ضامن لتنفيذ نتائج أي اجتماع وطني يجمع القوى السياسية العراقية لحل الإشكالات القائمة، وأن عدم تنفيذ اتفاقية أربيل أفقد الأمل بأي لقاء أو اتفاق يمكن أن يعقد بين الكتل السياسية. وقال إن “الحل الوحيد لضمان نجاح أي اجتماع وطني بين الكتل السياسية هو صدق النوايا، وإن هذا الصدق يبدأ من التمسك بتنفيذ اتفاقية أربيل والانتقال لحل الإشكالات الأخرى”، مشيرا إلى أنه “بخلاف ذلك فإن أي اجتماع بين الكتل لا يكون سوى استعراض سياسي ومناورة على اتفاق أربيل ولا ضمان لنجاح تنفيذه”. وأضاف أن “الاجتماع الوطني الذي يعتقد الجميع أنه حل لأزمة سياسية ربما سيتحول إلى أزمة أكبر، والعراق يشهد أوضاعا صعبة في محيط إقليمي معقد، وعدم القناعة بين الفرقاء السياسيين بأن الشراكة هي مصير مشترك يفرضه الوطن وليس الأشخاص وأنه السبيل الوحيد للخروج إلى مسافة الأمن والاستقرار الأوسع”. على صعيد آخر قالت الهيئة السياسية للتيار الصدري في بيان أمس إن نائب رئيس الوزراء للشؤون الاقتصادية روز نوري شاويس حمل رسالة من بارزاني يدعو فيها قيادة التيار الصدري للحضور إلى جلسة تشاورية في أربيل في 7 مايو المقبل، لحلحلة الأزمة الراهنة في البلد”. من جانبه أعلن النائب عن التحالف الكردستاني شريف سليمان ترحيب تحالفه بدعوة رئاسة الجمهورية لعقد اجتماع جديد للجنة التحضيرية للاجتماع الوطني. وقال إن “هناك الكثير من المشتركات بين الأطراف السياسية يمكن أن تكون قاعدة تنطلق منها الكتل السياسية لحل خلافاتها”. أمنيا قتل جندي عراقي وأصيب اثنان آخران بانفجار سيارة مفخخة أمس شمال مدينة الموصل بمحافظة نينوى، استهدف دورية للجيش العراقي.
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©