الأربعاء 24 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
اقتصاد

معلقون: فوضى الكونجرس والأسواق تدفع أميركا إلى حافة الركود

معلقون: فوضى الكونجرس والأسواق تدفع أميركا إلى حافة الركود
1 أكتوبر 2008 21:32
قبل خمسة أسابيع فحسب من إجراء الانتخابات الرئاسية والتشريعية في الولايات المتحدة بدت القوة العظمى في العالم مندفعة بقوة صوب ركود محتوم، حسبما ذكرت صحيفة ''وول ستريت جورنال'' ذات التوجهات المحافظة· فبعد رفض المشرعين الأميركيين الاثنين الماضي لحزمة الإنقاذ للقطاع المالي المضطرب، أصبحت الولايات المتحدة على شفا أسوأ أزمة اقتصادية تواجهها منذ الأزمة التي شهدتها عام 1929 والمعروفة بأزمة الكساد العظيم، فأسواق الأسهم في حالة انهيار، والكونجرس يعاني من الفوضى، أما البيت الأبيض فلا حول له ولا قوة· وقال وارين بافيت الملياردير والمستثمر الأميركي الشهير الأسبوع الماضي ''إذا لم يساعدنا الكونجرس في هذه الأزمة، فليس لنا سوى السماء''، ولم يفعلها الكونجرس بالفعل· ومن الواضح أن قادة الكونجرس أساءوا تقدير حجم التأييد المتوافر لصفقة الإنقاذ، والذي انخفض من 228 صوتا إلى 205 فقط خلال التصويت على هذه الخطة الطارئة التي اقترحتها إدارة بوش وتقدر بنحو 700 مليار دولار· وتوارى الساسة في واشنطن خلف جبل من الاتهامات المتبادلة، غير أنهم شعروا جميعا في اليوم التالي للتصويت بالرفض على الخطة بأنهم خاسرون، فبوش ووزير خزانته هنري بولسون لم يستطيعا إقناع مجلس النواب بالموافقة على الخطة رغم كل الإيماءات والكلمات والمناشدات· ووفق بعض التقارير الإعلامية فإن بولسون بدا الأسبوع الماضي وكأنه ينحني أمام رئيسة مجلس النواب نانسي بيلوسي، وهي من الديمقراطيين، راجياً ألا تعترض طريق الاتفاق المبدئي الهش على الخطة· وفي الوقت نفسه تملق بوش الكونجرس والرأي العام الأميركي وتوسل إليهما على مدار سبعة أيام متتالية، مردداً ما بدا وأنه أسطوانة مشروخة، بهدف ضمان الحصول على تأييد للخطة، وقال بوش أمس الأول ''الحقيقة هي إننا في موقف صعب·· والعواقب ستزداد بصورة أسوأ يوما بعد يوم إذا لم نجد حلا''· وذهل قادة الكونجرس من الديمقراطيين والجمهوريين من نتيجة عملية التصويت بعدما وحد غلاة الليبراليين والمحافظين صفوفهم خلالها سواء بسواء للإجهاز على الخطة، فالمحافظون، وبإيمان أعمى في قدرة السوق على تصحيح نفسها، شعروا بالخوف من أن الناخبين قد يعاقبونهم خلال الانتخابات القادمة إذا ما وافقوا على الخطة التي لا تحظى بالشعبية والتي تستهدف إنقاذ وول ستريت من خلال أموال دافعي الضرائب· كما انزعج الجمهوريون بدرجة كبيرة من التصريحات شديدة اللهجة التي أدلت بها بيلوسي قبيل التصويت، والتي أنحت باللائمة خلالها في حدوث الأزمة على ''الميزانية المتهورة'' لإدارة بوش وافتقار ''وول ستريت'' للتنظيم والإشراف الكافيين· أما الديمقراطيون الذين يقف بعضهم في أقصى اليسار فشعروا أن الخطة لم تقدم ما يكفي من العون لمساعدة أصحاب المنازل الذين يناضلون من أجل الإبقاء على سقف يظللهم، وذلك في ظل الأزمة الحالية في السوق العقارية· وسخر المحللون ذوو التوجهات الليبرالية من المرشح الجمهوري للرئاسة الأميركية بعدما علق حملته الانتخابية وعاد سريعا لواشنطن لدعم خطة الإنقاذ، فقط ليجد حزبه نفسه وقد تجاهل دعوته لتأييدها· وفي المقابل، هاجم ماكين منافسه أوباما وحلفاءه من الحزب الديمقراطي في الكونجرس، متهما إياهم بعرقلة المسيرة من خلال تبني ''روح حزبية لا داعي لها''، كما اتهم ماكين أوباما أيضا بالبقاء على الهامش· ولكن يبدو أن أوباما، الذي يتمتع بمواقف قوية سواء على صعيد السياسات الداخلية أو السياسات الاقتصادية، سيكون هو الرابح الوحيد من حالة الارتباك الحالية في واشنطن، إلا أنه رغم ذلك لم يكن قادراً على دفع عدد كاف من الديمقراطيين لدعم خطة الإنقاذ
المصدر: واشنطن
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©